رواية أنت لي بقلم ډفنا عمر الفصل الرابع عشر والخامس عشر
رواية أنت لي بقلم ډفنا عمر
الفصل الرابع عشر والخامس عشر
طمن قلبي يا دكتور بنتي ولدت بالسلامة!
وقف العم جلال ينتظر بلهفة قول طبيب ابنته الذي تنحنح قائلا الحمد لله يا حج جلال مدام زينة بخير والمولودة بخير بس
قاطعه العجوز بهلع مالها حفيدتي يادكتور!
ربت معاذ على كتف العجوز تعاطفا أهدى يا حج هي بخير بس ضعيفة طبعا بسبب ولادتها المبكرة وعدم اكتمال النمو هتفضل في الحضانة فترة وبأذن الله ربنا يحفظها وتكون أفضل
بس ادعيلها وربنا مش هيخيب رجائك أبدا
وسط هدوء الغرفة القاطنة بها زينة بالمشفى عقب ولادتها جلست جوارها بيسان تتأمل قطرات المحلول الملحي المتدفق من ذلك الأنبوب البلاستيكي المحتوي على جرعة مسكن مدروسة نقلت بصرها لوجه صديقتها الشاحب وعلامات الإعياء تكسوه غير مصدقة نجاة طفلتها وكيف كانت حالتها ومهارة طبيبها معاذ الذي قاټل كي تنجو الطفلة واستأصل تلك الكتلة اللحمية الكبيرة دون الإضرار بتلك الرضيعة !
تحدثت بصوت خاڤت متقطع بابا بنتي فين
أجابتها بيسان حمد لله على سلامتك يا حبيبتي
زينة بنفس الضعف ولا تقوى على فصل جفنيها فين بنتي
أمسكت بيسان يدها برفق بنتك بخير وزي القمر يا زينة
أرتجف قلبها وتدفقت دموعها بفرحة من جانبي عينيها المغمضة وهتفت باكية بشفاه ترتعش تأثرا
يعني عايشة! عايزة أشوفها عايزة اسمع صوتها جمبي
بيسان محاولة التماسك حبيبتي هتشوفيها وتسمعيها براحتك بس فوقي الأول هي في الحضانة مش هينفع اجيبها دلوقت
بيسان بتأثر بخير يازينة مټخافيشهي بس ضعيفة وده طبيعي بسبب ولادتها المبكرة الحمد لله يا حبيبتي ربنا سخر دكتور معاذ وعمل كل اللي قدر عليه وربنا وقف معاه والولادة نجحت بامتياز يعني نقول نحمد ربنا على النتيجة دي بنتك هتفضل بس شوية تحت الملاحظة وزي ما ربنا كتبلها الحياة هيكتبلها العافية والصحة وهتضميها وتشبعي منها
بصعوبة شديدة أستطاعت زينة فصل جفنيها واستقبلت مقلتيها الضوء ببطء
طب ممكن أطلب منك طلب يا بيسان
أجابت أؤمريني ياقلبي طلباتك أوامر
ابتسمت زينة امتنانا لتلك الجارة الصديقة
أول طلب ليا أن دكتور معاذ هو اللي يآذن الآذان بصوته لبنتي عشان يكون أول مرة تسمعه يكون منه!
صمتت لتملأ رئتيها ببعض الهواء وبيسان تحاول استيعاب ما طلبت فاستأنفت زينة حديثها
وتاني طلب منك أنتي أختاري اسم لبنتي يا بيسان!
بيسان تعجبا أيه اللي بتقوليه ده يا زينة!
دي بنتك أنتي أول فرحتك واختيار اسمها ده حقك وحق والدها أو والدك اللي مستنيكي برة بفارغ الصبر!
زينة بأعياء شديد
دي رغبتي ولازم تحققيها أنتي ودكتور معاذ مش هقبل رفض منكم بلغي دكتور معاذ بطلبي وخليه ينفذه أرجوكي يا بيسان
تسيطر على معاذ حالة من السعادة بعد نجاح عملية ولادة مريضته زينة وسلامة طفلتها حتى وإن ولدت ضعيفة فنجاة روحها من براثن مۏت مؤكد حقا معجزة طبية سبحان من يحي ويميت وهو على كل شئ قدير
قاطع أفكاره طرق على باب غرفته فأذن بالدخول متوقعا أن عامل البوفيه جلب قهوته
فوجدها بيسان فقال
أتفضلي يا بيسان مدام زينة فاقت
بيسان أيوة يادكتور فاقت بس
صمتت فحثها معاذ على الحديث في أيه يا بيسان ! المريصة بخير والط
قاطعته أطمن يادكتور زينة فاقت والطفلة في الحضانة وبخير بس المړيضة عندها طلب عايزاه منك وبتترجاك تحققه ليها!
ضم معاذ حاجبيه طلب ايه !
تجرعت بعض الهواء برئتيها ثم هتفت
زينة عايزاك أنت اللي تآذن للطفله عشان تسمع الآذان أول مرة بصوتك يا دكتور !
لم يصدر من معاذ اي رد فعل فقط صامت ينظر لها بتمعن ويحاول استيعاب ما قالت متشككا فيما سمع! هل حقا قالت ما سمعه ام هى تخيلاته!!!
بيسان مقتربة من جانب مكتبه
أنا روحت لبابا زينة يامعاذ لقيتها رغبته هو كمان وفهمت إن ده كان أتفاقه مع زينة