رواية أنت لي بقلم ډفنا عمر الفصل السادس والعشرون
ظل يسرد أوجاعه وهي تسمع وعيناها تذرف العبرات على كتفه تأثرا بما يسرده! وكأنه عاد طفلا يشكوا لها كم تألم وكم عانى وكم ينتظر منها الدعم ..وقسما لن تخذله يوما منذ اللحظة!
يتمتم ومازال يحتويها بين ذراعيه ويدور بها ويراقصها على موسيقى قلبه النابض
أوعي في يوم تهملي الطفل اللي جوايا يا أروى!
أوعي يوم تنسيه! دايما هكون محتاجك مش بس زوجة! هحتاجك تكوني أمي! أنا عايزك كل حاجة في حياتي! كل حاجة اتحرمت منها..!
وكأن عناقه أصبح لغتها الجديدة التي تتعلم ابجديتها على يديه!
ستخط بعشقها على جدار قلبه كل الوعود .. وكل ما تمناه بها يوما..!
الليلة ستقص له أولى حكايات شهر زاد لملكها الأوحد! وتتعهد له أن حكاويها لن تنضب ولن تنتهي أو تخفت إثارتها.. ستجعله يشتاق حروف عشقها فيطلب المزيد! وستكون سخية بعطائها.. والأيام ستثبت!!
_أييييييه في أييييه البيت بيقع
أروى وهي تطالعه بدهشة
بلال وهو يجز على أسنانه حسبي الله ونعم الوكيل هتقطعي خلفي يابعيدة..!! أنتي بتصحي من النوم تايهه! أنا جوزك وأحنا في بيتنا..!!
أروى واصابعها تفرك رأسها وتتذكر ما يقول
أه فعلا ده أمبارح كان فرحنا..! عادت تنظر لبلال هاتفة معلش يابلال أصلي بصحى فاقدة الذاكرة شوية.. ومش متعودة أكون بعيد عن ماما وبيسان!!
حاولي تبطلي العادة المؤذية دي يا روحي.. انتي خضتيني حتة خضة!!! لو اتكررت تاني ماتنتظريش مني عيال يا حبعمري!!
فقالت حاضر هحاول ابقى افتكر!!
فضحك مرددا ياشيخة!.. ده انتي كده عايزة تتعالجي!
ثم احاط وجهها بكفيه هاتفا بخبث
أجابت ببراءة صباح الخير ياحبيبي
بلال بس كده لا ده انتي شكلك عايزة كورس تعليمي كامل.. ثم اقترب وهو يهتف وأنا اللي هعلمك ياروح قلبي!
_ ازيك يامعاذ .. إيه الأخبار لقيت عيادة
_ لا والله يا حسام اللي لقيته غالي جدا عليا للاسف!
_ ياريت ياحسام .. عموما بعد المغرب هكون عندك!
بالوقت المتفق عليه بين حسام و معاذ كان الأخير جالسا بإحدى المقاعد داخل العيادة التي كانت خالية بهذا الوقت ولم يعد سوى كشف أخير جلس ينتظره
حسام هو طبيب أطفال ماهر .. وكثيرا ما بعث له معاذ حالات من مرضاه حين كانوا يسألونه عن طبيب جيد للاطفال !!
وأخيرا أنفتح باب غرفة الكشف معلنا عن إنتهاء الكشف الأخير وقف معاذ بتلقائية أمام الباب أستعداد للدلوف إلى صديقه حسام ..
وإذا به يتسمر بأرضه بعين جاحظة من شدة الدهشة لمن رآه أمام عينه .. ولا يصدق رؤيته !!
فرك عيناه ربما يتوهم .. ولكن تأكد حين طالعه ثانيا
فلم يكن الذي يطالعه بذهول!
سوى قاسم وتتعلق بذراعه إمراءة!
وبذراعه الأخر يضم طفل صغير لصدره!!!!