رواية أنت لي بقلم ډفنا عمر الفصل التاسع والعشرون والثلاثون
المحتويات
مما رآى! وانفرج فمه واتسعت عيناه مصعوقا .. فما يراه غير معقول وغير طبيعي أو منطقي لعقله!
راح يفرك عيناه بشدة حتى كاد يدميها.. وعيناه تعود لانفراجها لتحلل المشهد الذي أمامه!
سجدة مضجعة بجانبها على الفراش.. تحاول بصوت ناعس إفاقة صغيرين يرقدان جانبها!
أغمض عيناه وعاد لينظر ثانيا فوجد نفس ما شاهده سجدة حبيبته ومعها صغيرين!.. يا الله أشفق على قلبي لا أتحمل أن يكون مجرد حلم لا حقيقة..!
هكذا تمتم بخفوت يسيطر عليه الذهول قبل التساؤل!
فالتقطت أذنيها همهمة بأسمها فاستدارت ببطء ومازال يصيب جسدها وعيناها النعاس!!
فكذبت عيناها.. هي قطعا صورة من نسج خيالها.. هو لم يعود إليها.. لا يقف الآن أمامها.. ولا تراه!!!
ففركت عيناها بقوة!! ونهضت محاولة الوقوف فترنحت من أثر خمولها الذي اعاق وقوفها باتزان.. وكادت أن تسقط فتلقفها بذراعيه قبل أن تهوى! فلن يتركها للسقوط مرة أخرى!!
صاخبة بحديث نفوسهما سرا
تدور مقلة كلا منهما بوجه الأخر تلتهم تفاصيل غابت عن العيون من زمن وتعود تدور مقلتيهما لتستكشف حقيقة ما تشاهد!!
تحركت شفتيها تنطق أسمه دون صوت تزامنا مع يدها المرتعشة التي تحاول أن تتلمس حقيقة وجوده وتستشعر تفاصيل وجهه المهزوز بفعل عبرات تتراقص بعينيها..!
أشتدت ضمة ذراعيه عليها وهو يغمغم بأسمها بصوت يكاد تلتقطه أذنيها..!
ثم باغتها بعناقه المؤلم وهو يعتصرها بين ذراعيه كأنه يريد دليل أنها هي من تتوسد صدره الآن!
هي من تتحد دقات قلبه مع لحن قلبها النابض!
هي من يشتم عبير أنفاسها بقربه!
لما لم يأتي إلى هنا قبلا!
ليته أتى من زمن! ليته حاول إصلاح روحه! لو فعل!
لكان حتما وجدها كما قالت العمة بأخر أحاديثها معه!!
فاق كلاهما من هذا العناق جارف المشاعر وانتقلوا من مرحلة الشك إلى اليقين بوجودهما على نفس الأرض حتى بدأت هي حديثها بنبرة مازالت مرتعشة
تعالى معايا يا بهاء..!
ليواجهة معها سيل من مشاعر شتى!
شوق بنكهة عتاب مغموس بحنين جارف وعلامات استفاهمية تضوي بخلايا علقھ الذي يحاول استيعاب وجودها الآن .. بين يديه!!!
وحين اشتمت عطرها الفواح كاد يصيبها الدوار!!
واكتملت أركان جريمتها وتستحق منها أشد عقاپ! فعبقها وحده يجذب أعتى الرجال!!
يا الله!! لما عاد معذبي ثانيا وقد اقلمت نفسي على غيابه.. عاد أكثر وسامة وجاذبية ونضوج يكاد يهلكني.. ورغما عني اغار وأغار وأغار عليه!!
كيف أصدق أن يجتمع مع فاتنة مثلها ولا يتأثر!
لم تكن على هذا التبرج حين شاهدتها سابقا أو ربما كانت كذلك ولم تعي!!
لابد من حيلة ما تحفظ ماء وجهي لأذهب إليه وأشاهد كيف يتعامل معها .. وكيف ينظر لها
لا لا معاذ الذي تعرفه رجل عاقل ناضج لا ينساق وراء من على شاكلتها..!!
فجادلها ضميرها بصوته الخفي
ولكنه رجل ياحمقاء.. وكل رجل يعشق الجمال إذا اقترن برائحة تسكر! وتلك البلهاء أيقونة للفتنة وليست جميلة فقط!!!
هبت لتقف علي قدميها متوجهة كقذيفة لأسفل حيث توجد أيقونة الجمال .. ولا يهم الآن ماذا ستكون حجة تواجدها معهما..!
تقف بيسان بوسط الردهة الخارجية وللغريب لم تجد مرضى بهذا الوقت!! فما أن وصلت لباب العيادة المفتوح وعبرت اطاره للداخل.. حتى وجدت الردهة خالية تماما من المرضى!.. عجبا أين ذهبوا !
أأضربت نساء المنطقة جميعا عن حمل أطفال بأحشائهن لما لا يوجد واحدة منهن!!!
_ عشان خاطري يادكتور معاذ تاكل دي من أيدي!!
فتحت بيسان فمها وعيناها ببلاهة وأذنيها گ ردار التقط صوت أيقونة الجمال تتدلل بصوتها على معاذ ليأكل من يدها..!
أسرعت إلي غرفة معاذ.. فوجدته يصد الفتاة بإشارة من يده هاتفا بجدية
_ خلاص يا أنسة سندس.. قلتلك إني خارج وهتغدى برة .. وانتي روحي لأن زي ما قلتلك العيادة اجازة انهاردة .. وما كانش في داعي تيجي من أساسه!!
سندس بدلال مهلك
متابعة القراءة