رواية "أشرقت بقلبه" بقلم ډفنا عمر الجزء الرابع

موقع أيام نيوز

طلب رضا مع أفكارها لتنقذها رفيفتها طب أنا هدي الحقنة للاستاذ وانتي خليكي هنا قيسي الضغط يا أشرقت.
تنفست الأخيرة الصعداء و رفيقتها دينا تعلن تولي الأمر عنها وأحضرت جهاز الضغط وشرعت بعملها دون أن تنظر له و هو يراقبها عن قرب أصابعها الرقيقة تطوق أعلي ساعده بقطعة مخصصة لصقت طرفيها بقوة و بتركيز راحت تتابع ظ المؤشر المتحرك بينما حدقتي رضا لا تزال لا تحيد عنها لتغمغم وهي تتابع صعود الرسم البياني للأرقام أمامها ضغطك فعلا عالي شوية أنت بتاخد علاج للضغط العالي
تمتم بتهكم باخد بس ساعات بتحصل حاجات تفور دماغ الواحد وتعلي ضغطه و هو واقف.
حدجته بنظرة غير مكترثة لقوله قبل أن تحرر ذراعه هاتفة بتلقائية اعتادها هنا ألف سلامة خد علاجك وان شاء الله ضغطك ينزل.
همس بصوت أدركته أذنيها يسلم قلبك. 
استفزها همسه الواضح تلك المرة فصاحت بحدة أي خدمة تاني يا أستاذ ولا خلاص كده 
أومأ لها بهدوء متفهما گ عادته حدتها لا شكرا كتر خيرك. 
واستدار يغادرها قبل أن يباغتها بالتفاتته وهو يقترب جانب أذنيها بمسافة أمنة وخاطفة أوعي تدي حقن للرجالة مفهوم.
ورحل تاركا عيناها المتسعة تحملق خلفه وهي تصفق كفيها بذهول أما بلاوي بتتحدف علينا واحنا واقفين توب علينا يارب من العالم المجانين.
_ بتكلمي نفسك يا أشرقت
استدارت لزميلتها التي فرغت من عملها لتهتف دي أقل حاجة أكلم نفسي كده مادام ربنا بيرزقنا بزباين معاتيه.
_ قصدك مين
_ لا متحطيش في بالك يا دينا
واستطردت أسكتي اتكسفت اوي أما الراجل طلب ياخد حقنة عضل أصل اتعودت ان دكتور فارس بيكون موجود وهو اللي بيتعامل. 
ابتسمت دينا بتفهم منا حسيتك اټخضيتي وارتبكتي فقلت انقذك أنا اتعودت علي كده في النهاية الأمر انساني انتي بتخففي الألم عن بني أدم بصرف النظر هو راجل ولا ست. 
وافقتها بإيماءة عندك حق يا دينا بس أنا لسه مش متعودة بتخض من حاجات معينة. 
_ يا ستي ولا يهمك أنا موجودة هعمل اللي متقدريش عليه يلا بقا نكمل غدانا بسرعة قبل ما يجي حد تاني.
دينا بعد ان ابتلعت بعض الطعام مش غريبة اني معرفش حاجة عنك يا أشرقت يعني لو حابة ندردش ونتعرف علي بعض أكتر. 
غمغمت بمسحة حزن مفيش تفاصيل مهمة احكيها يا دينا.
بفضول عادت تسائلت طب انتي ليكي أهل غير خالتك
ردت باقتضاب أيوة بس سبتهم وجيت هنا. 
_طب ليه سبتيهم وجيتي تعيشي مع خالتك
تركت أشرقت بقية شطيرتها وصمتت تتذكر أسباب مجيئها بشخوص طفيف كل شيء مر طيفه سريعا بخيالها لتهمس دون وعي وكأنها تحاكي نفسها جيت أغير حياتي واعيشها زي منا عايزة مش زي ما غيري كان عايزني اعيشها.
عقدت دينا حاجبيها دون فهم يعني ايه مش فاهمة.
استعادت أشرقت تركيزها مردفة يعني كنت محتاجة اعتمد علي نفسي يا دينا مش مهم جيت ليه لأنها تفاصيل مش حابة اتكلم فيها ولا افتكرها لكن المهم اني دلوقت هنا بحقق ذاتي وبشتغل واصرف علي نفسي يعني محدش يقدر يتحكم فيا.
رمقتها دينا بنظرة مطولة شاعرة ان تلك الفتاة لديها الكثير من الخبايا لا تريد كشفها لأحد ربما في يوم ما تعلم عنها كل شيء وتنشأ بينهما صداقة حقيقية من يدري.
يا نهار ابيض! انتي بتعملي ايه يا طنط
التفتت العجوز لها مبتسمة لتنزع زوجة ابنها الصحون من بين يديها قائلة بحسم والله ما يحصل يا طنط انتي عايزة ابنك سامي يبهدلني ويقولي مشغلاكي!
تمتمت بطيبة لا تصطنعها يا نجوى يا بنتي وفيها ايه لو ساعدتك شوية دول طبقين هتسلي فيهم أنا من وقت ما جيت وانتي زي النحلة حواليا ومش مقصرة.
قبلت يديها بتقدير مع قولها والله يا طنط ده حضرتك منوراني ومليتي علينا البيت انا والعيال.
واستطردت أنتي جاية هنا ترتاحي وتغيري جو استعدي بقا عشان سامي قال لما يجي بعد الغدا هيخرجنا المغربية نقعد علي البحر شوية والله ده أحنا دلوقت بنخرج علي حسك ابنك كان بينشف ريقي عشان يودينا في حتة بس الله يعينه برضو بيجي هلكان بصراحة.
ربتت علي كتفها بامتنان ربنا يرضا عنك وعن ولادي سامي ورفعت و يبارك في بيوتكم ودايما عمرانا بحسكم.
_ اللهم أمين يا ست الكل يلا بقا شوفي القرد الصغير حفيدك ألعبي معاه لحد ما اشطب المطبخ واعملك شاي العصاري اللي بتحبيه واجي.
جلست جوار إحدي النوافذ شاردة وحفيدها ذو العام ونصف غافي بين ذراعيها بوداعة بعد أن أنهكه اللعب بحسرة جمة راحت تقارن بين زوجتي أولادها شتان بين زوجة رفعت وبين الأخرى الأولي تستغلها أسوأ استغلال دون رحمة لم تنسي ذاك اليوم الذي جعلتها تنظف فيه عدد لا يستهان به من السمك بحجة أن والدتها ابتاعته لها وأحضرته دون تنظيف وهي لا تعلم كيف تنظفه يومها تأذت أصابعها ببعض الندوب جراء أشواكه الچارحة ولم ينتهي عملها فقط بتنظيفه قامت بطهو وجبته كاملة ورفضت أن تأخذ منه شيء لغدائها.
صور استغلال قمر لها لا
تم نسخ الرابط