رواية "أشرقت بقلبه" بقلم ډفنا عمر الجزء العاشر

موقع أيام نيوز

لا تصدق أنها سوف تصبح أما
الحلم الذي ترجته كثيرا بالماضي وعاندها
الأن يأتيها طواعيا ويسكن أحشائها نطفة طفل.
تبا لدموعها التي لا تتوقف.
فرحته تلاشت وهو يفسر دموعها بما أدمي قلبه. 
ليأتي سؤاله التالي مرتجف وخائڤ من الجواب 
أنتيبتبكي عشان مش عايزة الطفل ده
_ مش عايزاه
كان جوابها مجرد تساؤل حائر لإمرأة عواطفها غير متزنة تلك اللحظة لكن رضا لم يفهم إجابتها إلا إقرارا أنها لا تريد طفله.
للمرة الثانية تخذله وللمرة الأولى يخطيء هو قراءة ملامحها ومقصدها ويفسر الأمر على حسب ظنه. 
وميض فرحته انطفأ وهو لا يجد بين تعابيرها غير الحزن. 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
أشرقت ليست سعيدة بحملها منه. 
كيف ظنها ستسعد برباط أخر يجمعها به وهي بالاساس لا تريده! نعم هي لا تريده. 
الزوجة التي تحزن للحمل من رجلها حتما لا تريده.
عليه من الأن وصاعدا أن يعي هذا جيدا ولا يبني أوهاما داخله أنها سوف تحبه.
أشرقت لا تحبه.
ولن تفعل.
نهض من أمامها وسريعا ما أبدل ملابسه مكفهر الوجه ورحل عنها وعن البيت بأكمله.
أما هي لم تشعر برحيله وعادت تهذي لنفسها بالكلمات كأنها لا تصدق..أنا حامل!
من جديد تتسائل وهي تنهض من جلستها ليداهمها الدوار فور نهوضها كادت تسقط فاستعانت بطرف الفراش لتتمسك به.
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
رضا
كأنها تبحث عنه. 
هو كان هنا يحدثها.
هل علم بحملها
هل رآى أشرطة الأختبار الحمراء وتأكد 
دارت عيناها بالغرفة الفارغة وسريعا ما ثقلت رأسها ومالت لتغيب بدوامة الدوار الذي سلمها لنوم عميق. 
فلم تعد تشعر بشيء حولها.
___________
صوت بكاء يأتي من بعيد يخدش مداركها. 
الصوت يقترب وضوحه كأنه صوت فتاة صغيرة
النوم يتلاشي لتنهض أشرقت بغتة فيداهمها الدوار اللعېن من جديد وقفت تتماسك والصوت لا يزال صادح وقريب. 
فتحت باب غرفتها ليفزعها وجود الصغيرة رحمة وهي جالسة تبكي أنحنت أشرقت تجلس أمامها بعفويه متسائلة بقلق صادق مالك يا رحمة بټعيطي ليه
رفعت الصغيرة وجهها الغارق بدموعه وهي تهتف بصوت متقطع آبيه. 
صاحت سريعا بجزع ماله رضا حصله حاجة
هزت الصغيرة رأسها تقول حلمت حلم وحش أوي خوفني خرجت من أوضتي لقيت آبيه خارج بسرعة.. ندهت عليه ماردش عليه ومشي..كنت عايزة اطمن عليه.
لتسترسل الصغيرة بحديث يفطر القلب 
طنط.. عارفة أنك مش بتحبيني أنا وأخويا وفاكرة إن آبيه اتجوزك عشان تخدمينا.. بس ده مش حقيقي.. آبيه بيحبك أوي.. كل يوم يدافع عنك ويقول انك هتحبينا في يوم لأنك طيبة..أنتي ليه مش طيبة ليه بتزعلي أخويا وتخليه حزين عشان خاطري يا طنط متزعليش اخونا وأوعدك مش هتحسي بيا أنا واخويا مازن خالص ولا هنضايقك ابدا.. بس خلي أخويا رضا مبسوط.. أخويا طيب وحنين اوي وأنا مش عايزاه يكون زعلان.
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
كثيرا عليها ما تسمعه من الصغيرة. 
لو جلدها أحدهم بسياط من ڼار ما ألمها إلي هذا الحد. 
كيف تسمح لنفسها أن تكون بهذا الجبروت معهم
كيف تظلم وتقسوا وهي خير من كابدت الظلم وخير من عانت أثاره.. حديث الصغيرة أوجعها وسكب النيران بقلبها.
سقطت مڼهارة أمام عين الصغيرة واندفعت تبقي مطرقة رأسها كأنها تخجل أن تنظر بعيناها.. بكائها كان حارا وغريب كأنها تفرغ ما داخلها دفعة واحدة دون سيطرة علي شيء. 
لتنتفض بغتة وأصابع رقيقة تمتد وتمسح دموعها فتحت أشرقت عيناها لتجدها يد رحمة التي ترمقها بشفقة قائلة
أنا أسفة يا طنط سامحيني اني ضايقتك بكلامي..الله يخليكي متقوليش لآبيه إني زعلتك لأنه حذرني أعمل كده.
أعتذار الصغيرة فاقم ضآلة أشرقت بعين نفسها أكثر وأكثر..أي تربية نشأوا عليها مع هذا الرجل كيف علمهم كل هذا.. كيف تجرعوا منه الحنان والرحمة والحب والرقة هكذا.
ليطفوا بعقلها تساؤل عجيب علي وضعها الأعجب. 
هل ستنجب ولدا مثل رضا 
سيخطوا على درب الصغار ويصبح مثل رحمة ومازن
أي فخر ستحظي به لو كان لها أطفالا مثلهم.
وجدت الصغيرة تنظر نحوها بترقب كأنها تنتظر منها وعدا ألا تخبر رضا بما فعلت.. ليكون تصرفها مذهلا لرحمة ولأشرقت ذاتها وهي ترفع ذراعيه وتغمس رأس الصغيرة بصدرها بحنان أمومي وتشدد عناقها لها بقوة حانية وتبكي عطش الصغيرة لعناق كهذا جعلها تتقبله وتصدقه الصغار لديهم ردار يكشف لهما صدق مشاعر الأخرين هم يعلمون من يحنوا عليهم ويدركون من يقسوا..وعناق أشرقت الأن لم تجد به رحمة غير الصدق والحنان..استكانت بصدرها وهي الأخري تبكي ربما عاودها تفاصيل الکابوس الذي رآته وربما تأثرا بالعناق.. الصغيرة لا تفهم.. لكن أشرقت الأن تفهم أنها وجدت اليقين الذي كذبته كثيرا بغباء وهي تقيد روحها بأثار الماضي الذي ولى..عمت عيناها عن مزايا زوجها وكذبت حبه وقابلته بجحود..عذبته وهو لا يستحق سوى الشكر.. والحب.
إن لم تعشق رجل مثله من تعشق
أنقبض قلبها الخائڤ أن يكون فات الآوان لتصلح ما أفسدته بعلاقتهما هل حقا فات الآوان هل يعطيها رضا فرصة أخرى نظرة عيناه الحزينة والمخذولة قبل رحيله عنها أخبرتها بما تخشى تصديقه..تخشى أن تكون فقدت رصيدها بقلبه كما فقد صبره عليها.
_ رحمة!
نداء مازن وهو ينظر لهما بدهشة جعل أشرقت تنتبه له
كأنه يتعجب من استكانة شقيقته بصدرها. 
مدت أشرقت إحدي ذراعيها وهي تدعوه إليها
تعالى يا مازن 
نقل الصغير بصره بين شقيقته وبين
كف الأخيرة التي تدعوه إليها دون أن يفهم شيئا. لم يتجاوب وظل واقفا والدهشة لا تزال بوجهه.. فنهضت أشرقت وهي تجذب رحمة معها ثم انحنت ثانيا للصغير وهي تحدثه بحنان ممكن أحضنك يا مازن
ابتعد الصغير بنفور خطوة للخلف وهو يعلن بعناد رفضه آمرا شقيقته پغضب تعالي يا رحمة ندخل أوضتنا.. مالكيش دعوة بالست دي لأنها مش بتحبنا.. أوعي تصدقي انها طيبة.
ليس لها عين حتي لتتعجب. 
أليس هذا حصادها معهما 
لم تقدم لهما سوي التجاهل والقسۏة. 
الصغار كما لا ينسون من يمنحهم الحنان
و أيضا لا ينسون من يقسوا عليهم.
تحسست بطنها وكأنها تطلب الدعم بالخاطر الذي أتاها لترفع عيناها الباكية للصغير وهي تغمغم طب لو قولتلك إن أخوك رضا هيبقى عنده بيبي صغير تلعب معاه أنت ورحمة.. ترضى تسامحني
اتسعت عين الصغار وهما يرمقان بطن أشرقت وتبادر رحمة بفرحة أنتي حامل يا طنط آبيه رضا هيكون أب! يعني هيبقي في بيبي نلاعبه ونحبه
هزت أشرقت رأسها بقوة وهي تجرف دموعها قائلة أيوة يا رحمة بعد كام شهر هايجي بيبي صغير كلنا هنحبه ونلعب معاه..وأكتر واحد هيحبه مازن لأنه هيبقى صاحبه الصغير..مش كده يا مازن
الصغير يرمق بطنها ولا يزال مستوعبا لتواصل أشرقت حديثها لتثير عاطفة الصغيز 
هتحب ابن أخوك الصغير يا مازن هتلعب معاه كورة وتشتريله حاجات حلوة
الصغير مبتسما ببراءة وحنان فطري أيوة هحبه أوي وكل يوم هجيبله حاجة حلوة وانا راجع من المدرسة.
_ بس لو بنت هتلعب معايا أنا وهتحبني أكتر.. صح يا طنط
منحتها أشرقت قبلة فوق خدها قائلة مهما كان اللي جاي هيحبكم زي بعض.
لتعود وتنظر لمازن وهي تدعوه بالحيلة عارف يا مازن لو حضنتني دلوقت هتبقا حضنت البيبي في بطني. 
الصغير ببراءة يعني الببي هيعرف أنه أنا
_ أيوة طبعا هيعرف ويحس بيك.
هنا اندفع الصغير مصدقا قولها مهرولا نحوها لتتلقفه أشرقت فوق صدرها بحنان وكأن طاقة أمومتها تدفقت كلها دفعة واحدة بعد أن حجبتها عنهما منذ تزوجت رضا..أطلقت العنان لمشاعرها وهي تعانق الصغير وتلثمه ليتسع صدرها لشقيقته فتضمهما معا.. كيف حرمت نفسها من تلك المشاعر وهذا النعيم كيف كانت حمقاء لهذا الحد 
ليعود هاجس روحها من جديد ينغص عليها فرحتها.
إن. كانت ربحت صداقة الصغار وفازت ببداية جديدة معهما. 
هل تربح حب رضا التي تشعر أنها فقدت الكثير منه
هل فات الآوان حقا
أم لا تزال هناك فرصة!
 

تم نسخ الرابط