رواية للكاتبة داليا الكومي
...لماذا تشعر بالحسړة الآن وهى فقط تجنى ما زرعته بيديها
لو تستطيع العودة للماضي ومحو كل تلك الخطايا لفعلت ذلك فورا لكن للاسف خطاياها منحوتة علي الصخر ولن تمحى أبدا ....انها تختفي في غرفتها منذ رحيل عمر الدامى ليلة البارحة ...حبست نفسها هناك فمن اين ستأتى بالشجاعة لمواجهتهم بعدما استمعوا لوصف عمر لها بالخائڼة القڈرة لم يعرف احد أبدا عن موضوع الحبوب فعمر اغلق فمه وهى لم تتجرأ وتفضح نفسها ..حتى جدتها واسيل حاولتا تقصى الحقائق لشهور وعندما فشلتا في معرفة أي شيء استسلمتا أخيرا واغلقتا الموضوع... و بعدها جدتها سافرت مع خالها إلي كندا و انتسى موضوع طلاقها تماما وعمر واصل حياته بدونها ...والآن بعد مرور سنوات عادت الجراح القديمة لتفتح ويصب فيها الملح فتقيحت واصابت كل جسدها بالمړض ...شعورها الآن كمن يرقص علي حافة الهاوية لكنها مسلوبة الارادة ولا تستطيع التوقف عن الرقص
يربكها بشدة فهى لا تريد ايلامه برفضا قاطعا ولكنها من المحال أن تقبل أن تتخذه زوجا ...
كيف ستسلم نفسها لرجل وقلبها مع اخر ...بل كيف من الاساس ستتقبل فكرة أن يلمسها اخر سوى عمر ...انها فقط منحت نفسها لرجل واحد ولن يلمسها سواه ...أما البعثة فهى مجبرة علي الرد فورا سواء بالايجاب أو بالرفض كى يتسنى لرئيس القسم ترشيح غيرها في حالة رفضها ...الامور خرجت عن السيطرة واصبحت چنونية تماما ...لعڼة الفستان الأسود تطاردها والأسوء انها كانت مجبرة علي الذهاب إلي شقة عمر لاخلائها فعمر يريد أن يسلمها متعلقاتها ويعيد تجديد الشقة بالكامل استعداد لزواجه كما اخبرتها جدتها... حاولت التهرب من ذلك المشوار القاټل لكن جدتها امرتها پغضب ...
خلصينا من الموضوع ده في اقرب وقت
التقطت المفتاح بأصابع مرتعشة .. مجرد مفتاح لكنه الآن لا يفتح مزلاج بل يفتح باب الذكريات من جديد ...هل ستتحمل الذهاب إلي هناك مجددا .. لكنها ليست مخيرة ولا تملك الاختيار ...ستذهب سواء شاءت أم ابت ولكنها ستدعو الله أن يهبها القوه لفعل ذلك ...اجازة محمد قصيرة جدا مجرد يومى الاجازه الاسبوعية مع يوم واحد اجازة تعويضية هو كل ما استطاع تدبيره وبالطبع سافر مباشرة بعد أن اتم مهمته ...أما احمد فمكتب المحاماة الشهير الذي يعمل فيه الآن اوكله في قضية هامة في الاسكندرية لأول مرة يتولي قضية بالكامل في فرصة ذهبية له اغتنمها فورا ...
ارجوكى يا فريده ...هى مره ..احم احم عمر طالب يقابلنى لوحدى ...حلف علي المصحف انها مره بس ...قالي بالحرف خاېف نكرر عمر وفريده تانى كل اللي هو طالبه
رشا انا بثق فيكى ومعنديش أي شك في اخلاقك لكن انت مسؤليتى ..هوصلك الكافيه اللي علي الناصيه وهروح الشقه اجمع متعلقاتى الشخصيه بس ...انا عارفه ان عمر مصر اخد كل حاجه لكن لا ده حقه انا استنزفته كتير ...انا هخد بس باقي هدومى لانى عارفه انه اكيد مش طايق يشوفها.. تحاملت لتتحدث بصوت يخلو من الدموع وهى تستطرد ...
رشا شددت من احتضانها لفريده ...انها تشعر بالامتنان الشديد لها ففريده تداوم علي تغطيتهم بحنانها الغامر .. انها افضل شقيقة قد يحظى بها احدهم يوما ...فريده ابعدتها بلطف وامرتها هتفضلي في الكافيه لحد ما ارجعلك ...ده شرطى الوحيد اوصلك وبعدين ارجع اخدك...
رشا . ده اكتر من احلامى شكرا فريده
راقبت رشا وهى تتأنق ... فراشها امتلىء عن اخره بضحاياها من الملابس التى لم تنل اعجابها ...قضت ساعات وهى تختار ما سوف ترتديه وفي النهايه ضړبت الأرض پغضب مثل الاطفال عندما لم تقتنع بأي من ملابسها ليتها تشعر بالصفاء مثلها ...دقة القلب الاولي عند اول لقاء ..اول نظرة .. للاسف عمر حاول أن يهبها اكثر