رواية للكاتبة داليا الكومي

موقع أيام نيوز


الامن منعه بقوه ...فجلس يبكى وهو ېموت من الالم ...ليته معها يتمسك بيديها فتنهض معه او ېموت معها ...
شاهد محمد يغادر غرفة
العمليات علي عجل ...نهض اليه
بلهفه ومحمد اشار اليه ليلحق به في طريقه لا وقت للحديث المفصل ...قال علي عجل... فريده محتاجه ډم كتير ...محتاجين متبرعين ....عمر لحق به وهو يركض سمعه يخبره ... خلينا ناخدها من هنا ...شوف اكبر مستشفي في مصر ..او حتى هجيب طيارة اسعاف خاصه واسفرها بره ...

محمد استدار اليه ...عمر يعطله لكنه مضطر الان للوقوف للتحدث اليه .. عمر اسمعنى فريده مش مريضه بمرض مزمن وعندنا وقت ننقلها .. للاسف دى مصابه پطعنه نافذه في الصدر ولازم تدخل العمليات فورا في عمليه استكشافيه لكنها محتاجه تحضير ودم كتير ...والمستشفي دى كويسه وان شاء
الله هيعرفوا يتصرفوا ... طيب خدوا دمى كله احنا نفس الفصيله ... انت هتتبرع وانا هتبرع لكن هى محتاجه اكتر بكتير ...هى هتاخد من عندهم واحنا هنعوضهم....
عندما ادرك عمر انه لن يستطيع تعويضها بدمه بمفرده كما كان يتمنى ... وقف امام بنك الډم الخاص بالمستشفي وصاح بأعلي صوته ... محتاج اكياس ډم كتير واللي هيتبرع

هياخد 5000 جنيه ... ان كان لا يستطيع تصفية دمه لاخر قطره وضخه فيها لكنه يستطيع شراء الوقت لها ...لاول مره يدرك قيمة امواله ... 
في لحظات تبرع الممرضين والعمال وتوفرت اكياس الډماء....الهمهمات انتشرت وتسابق الجميع لتوصيل الډم الي العمليات ...حتى اختبارات التطابق لم تستغرقهم وقت طويل كما يحدث دائما .... 
رؤيتها وهى تبكى پألم مزقت قلبه ...اعاد نظره الي عمر الذي يبكى هو الاخر بدون توقف وحاول تقدير ما يشعر به من الم.. انه لمجرد ان حبيبته تبكى شقيقتها كان يشعر پألم بالغ...فما بال الذي حبيبته ټصارع المۏت ... ربما يؤلمه ضميره الان ففريده قد تكون يئست من الحياه وترفض ان تناضل لاجل حياه هو لن يكون فيها .. انهما اغبى زوجان علي وجه الارض وجدته معها حق ...لم يكن صراعهما سينتهى الا پوفاة احدهما .. جدته المسكينه لم تتحمل الصدمه واڼهارت تماما وتعرضت لذبحه صدريه عڼيفه عندما شاهدت طعن حفيدتها بعينيها ...
طعن فريده اسوء شيء تعرضت له العائله بلا منازع ولكن في اوقات الصدمات تظهر المعادن فخالته منى نسيت كل ما فعله محمد وكادت ان ټموت هى الاخري عندما علمت بما حدث لحبيبة قلبها فريده ..
ما افسده محمد بتهوره اصلحته فريده بدمائها وتجمعت العائله مجددا في محاوله للتماسك ...
الوقت غير مناسب اطلاقا لكنه يشعر بالاسي لانه اضطر الي صفع رشا ولكنه كان مجبر ...هل ستسامحه وتتفهم السبب سيحاول ان يواسيها ويمسح دموعها التى تلهب قلبه ..كانت لا تشعر بوجوده وكأنها في عالم اخر ..اقترب منها بصمت وكأنه يخشي ان يتدخل في لحظتها الخاصه ... مازالت لا تشعر به علي الرغم من اقترابه ..ما حدث اكبر من تحملها واكبر من اي كابوس سيء قد يراه احدهم ..جلس في صمت يراقبها فالانتظار قاټل وخصوصا حينما تنتظر المجهول وانت تعلم انه سيكون مظلم ...هو ومحمد فعلا كل ما في وسعهما ومنعا الكثير من المضاعفات ولكن العمليه خطيره جدا وتوقف قلبها عن العمل قد يكون اضر بجزء حيوى من جسدها ..ثم حملها الذي يشكل خطوره اضافيه علي حياتها ...مسكينه فريده لم تتهنى يوما بحياتها علي الرغم من الحب الذي يحمله عمر لها والذي يعلم انه اقوى من اي حب يعرفه ولكنها لم تستمتع به يوما ..لايدري لماذا عاند كلاهما القدر واخفيا حبهما الذي بسطوع الشمس ولكن تدابير القدر تحملنا الي اماكن لم نكن لنخطيها بإرادتنا ابدا...
نظره منه الي الوجوه الباكيه اعادته الي الواقع المرير ...كلما راوده الامل ان تتجاوز فريده المحنه ينظر الي والدته فيعلم ان قلبها لا يبشرها بالخير ... انها علي وشك فقدان عقلها تماما ...يسمعها تحدث نفسها وتلومها فهى السبب ..لولا انها استقبلت تلك الحيه لما كانت طعنت صغيرتها...عاد بذاكرته الي ايام مرض احمد ..التاريخ يعيد نفسه والالم نفسه يتكرر ...ان تشعر انك علي وشك فقدان شقيق او شقيقه شعور رهيب ..الكلمات تعجز عن وصفه ولكنه اقرب ما يكون الي فقدان جزء من روحك معه .. الانتظار يستنزفه وسيموت قبل ان تخرج فريده من العمليات ...فريده كتبت عليها
المعاناه وقدر لها الالم ...دفعت غاليا
ومازالت تدفع ..لو فقط تصمد وتتجاوز محنتها سيعبر لها عن حبه وامتنانه ..لطالما ساندته في كل شيء وكانت سندا له .. اهتمت بكل تفاصيله وكأنه ام اخري حظى بها ..لم تعامله هو او احمد كأشقاء بل اعتبرتهما اطفالها ..خۏفها ولهفتها عليهما كانت واضحه .. وتضحيتها لاجلهما لا يمكن نكرانها ابدا ...لديها من الحب والحنان ما يكفي العالم كله ...تعطى الجميع وتحرم نفسها من ابسط الاشياء... انحنى يقبل يد والدته بحنان والتى ازدادت شهقاتها مع احساسها به ...لا
 

تم نسخ الرابط