جواد رابح "الفصل الأول"

موقع أيام نيوز

تنهدت وأنا أسمع تقريعه لي بصبر وقلت بهدوء قدر استطاعتي: لا يستحق الأمر غضبك راغب، قلت لك لم أنتبه لسماعه ( واستطردت بغرض خمد غضبه) هيا أخبرني ماذا كنت تريد يا تُرى؟
سريعًا ما تبدلت نبرة صوته الحادة لأخرى تُقطر حماس: أردت إخبارك أني حصلت على فرصة رائعة بعملي، حظيت باتفاق مثمر جدًا لشركة الشحن خاصتي لنقل كميات ضخمة للمواد الغذائية، وهذه صفقة ستُدر عليّ أرباحًا مجزية وصيتًا واسعًا لأحصل على ثقة عملاء أكثر فيما بعد..!

غمغمت بفتور: حقًا؟! هذا جيد راغب.. مبارك حبيبي! 
ثم تابعت گ چس نبضٍ له: كم هو رائع مذاق النجاح بإنجاز تقدمًا في عمل تحبه، أليس كذلك؟

تمتم دون إدراك مقصدي: بالطبع حبيبتي، العمل ومذاق نجاحاته لا يضاهيه مذاق أخر! وأنا أتمنى أن أعلو لأكون جديرًا بكِ وأحقق مستوى تستحقي العيش فيه برغد! 

وواصل:  هل أنتِ فخورة بي الآن؟

هزت جملته الأخيرة وتر أمومتي لطفولة سؤاله وهو يتباهى بصنيعه أمامي، فنسيت غضبي الدفين وتفاعلت معه گأنني والدته التي سعدت بما أحرزه قائلة بصدق: نعم حبيبي، فخورة بكَ وأتوقع لك المزيد من التفوق! 
شعرت بابتسامته وصوته يشرق: أعلم، وگنوع من الاحتفال الصغير بيننا، نظمت لكِ عشاءً جميل بالخارج، استعدي لقدومي عند السادسة! وأحذرك من الإكثار بزينة وجهك، تدركين غيرتي (أومأت برأسي متمتمة) لن أفعل لا تقلق، سأكون بانتظارك!

أنتقيت ثوبًا رقيقًا قد قمت سابقًا بتصميمه وتنسيق ألوانه وحياكته، لأشعر بالرضا الكامل عن هيئتي حين ارتديته، حتمًا سيروق راغب خاصتًا حين أخبره أنه من صنع يدي، ليغص قلبي وأنا أعلم أن الأمر لن يبهره، بل سيقول جملته المعتادة ( لا أدري ما الداعي لبذل ذاك المجهود بحياكة أثوابك؟ ما فائدة متاجر الملابس إذًا؟) زفرت لأفرغ ما بداخلي من إحباط، والتقطت حقيبتي متأهبة لحضوره الوشيك بين لحظة وأخرى. 
 

تم نسخ الرابط