جواد رابح "الفصل الأول"
تنهدت مع قولي: أكون كاذبة لو أنكرت ذلك، راغب لم يكن به عيبًا إلا طمسه لكياني وعدم اعترافه بطموحي وحقي بعمل احبه، كان هذا أختلافنا الوحيد.
ترددت قبل ان تقول: تحزني لو تزوج بأخرى؟
رمقتها منزعجة وسريعا ما هدأ انفعالي مغمغمة:
ربما.
أطرقت جيداء رأسها بحزن، لا تفعل صغيرتي ذلك إلا حين تخبيء عني أمرًا ما ( ماذا لديك جيداء؟)
_ صهباء، لقد تزوج راغب من رفيقتك ورد؟
نغزني قلبي بقوة لسرعة تعافيه من علاقتنا بعد انفصالنا، كنت أظنه سيظل يبكي على فراقنا وقتًا يطول عن ذلك، لتعتريني قوة مباغتة وقلت بتماسك:
توقعت شيء گ هذا .."ورد" لا يهمها سوى الراحة وتبذير النقود، ليس لديها أحلام أو طموح.. أما راغب أظنه وجد ضالته أخيرًا..هنيئًا لهما..!
_بل كنت أحتاج سماعه الأن حتى أنفض عني غبار الألم لفراقه، وأستعيد طاقتي وأسعى لتحقيق أحلامي بعزم أكبر، لا أعلم إلى الآن من أين سأبدأ، لكن حتمًا هناك بوصلةٍ ما ستدلني على اتجاه صحيح! والدتنا دائمًا تخبرني أن بوصلتنا هي سجادة الصلاة والتقرب إلى الله، وهذا ما سأفعله.
لم أهدر المزيد من الوقت، وكل يوم أحرز تقدما ما، أولا صنعت صفحة تسويقية صغيرة علي الفيس بوك لأروج لتصميماتي القليلة، ورويدا ورويدًا بدأ الزبائن يطلبون بضاعتي المميزة التي أحيكها بنفسي وأنسق ألوانها، لتأتيني فرصة لم تكن بالحسبان لأعمل بشركة لتصميم الأزياء وبيعها، كانت شركة جديدة بتمويل لا بأس به، تبدو صاحبتها شغوفة بالعمل بذاك المضمار مثلي، أستعانت بي بعد إعجابها بلمساتي التي أروجها بصفحتي، إيمانها الشديد بي جعلها تدعمني وتوفر لي التدريب العملي مع مصمم كبير أسس معها الشركة، كنت مساعدته وهو أستاذي بالوقت ذاته، لتبدأ خطواتي نحو حلمي الحقيقي لتصميم أثواب الأعراس، وكلما أبحرت بشغفي نلت إعجاب ربة عملي وأستاذي الذي أشاد كثيرا بأفكاري المتطورة بذاك العالم، فبلغت بعملي مبلغًا لم أكن أحلم به يومًا، لأسجد لله سجدة شكرا علي ما منحني إياه من كرم، ولا يزال عطائه يتدفق حين أوكلني أستاذي لتصميم ثوب عرس أبنة صديق عزيز عليه، أعتبرت هذا الثوب تحدي جديد لي، أغدقت عليه كل وقتي ومجهودي ليل نهار حتى أنجزته.