رواية للكاتبة ياسمين
المحتويات
في سنة رابعة داه فاضلك سنتين بس و تتخرجي
هزت كاميليا رأسها من فوق ذراعه لتحدق
في وجهه بتعجب قبل أن تتشدق قائلة
اتخرج إزاي و انا سبت الكلية
هاتفا بمداعبة و مين قال كده
ضړبت يده بكفها و هي تجيبه بحنق حضرتك
إللي منعتني إني أروح الكلية و إلا نسيت
شاهين ببراءة مصطنعة حضرتي بقيت
تنهدت كاميليا بقوة قائلة بضعف أنا
تعبانة و عاوزة انام
شاهين بجدية و هو يداعب وجهها بأبهامه اول الاسبوع اللي جاي حترجعي تروحي الكلية
كل المحاضرات اللي فاتاتك الشهر اللي فات
أنا جمعتهالك كلها و بكرة الصبح حبقى
اديهالك
فتحت كاميليا عينيها على وسعها قائلة بعدم تصديق بتتكلم بجد حتسمحلي أرجع الكلية
شاهين بضحك متجوز طفلة يا ناس طب إهدي
لأحسن ارجع في كلامي
إبتعدت عنه و هي تفرك وجنتيها قائلة لالاانا مش بعيط و بعدين
شاهين الألفي مش بيرجع في كلامه
و هو يقهقه على
تصرفاتها الطفولية ليتأكد بأنه بدأ باكتشافها
يوما بعد يوم متمنيا بداخله
في جعلها تنسى الماضي و
تتقبل البداية الجديدة التي يريدها
الساعة السابعة صباحا توقف أيهم
بسيارته أمام مبنى شقته بعد أن
أمضى الساعات الماضية و هو يجوب
الشوارع بلا هدف
نزل بخطوات متعبة ليصعد الدرجات
الامامية للعمارة الفخمة
دلف إلى الشقة ليرتمي أمام أول كرسي
قابله فرك جبينه بتعب و هو يخرج هاتفه
بعد عدة محاولات جاءه صوت شاهين
الناعس عاوز إيه عالصبح يا رخم
أيهم بصوت مهزوز شاهين انا محتاجلك انا في مصېبة و مش عارف حعمل إيه
حكي له ما حصل معه باختصار
لينصت له الاخر باهتمام قبل أن
يجيبه بحنق تستاهل اكثر من كدهو حبقى
اوصي محمد عليكانا ياما نصحتك
و فهمتك بس إنت اللي كنت راكب دماغك إشرب بقى
أن لاحظ تململ كاميليا بانزعاج
بصوت صوته العالي قبل أن يغلق هاتفه نهائيا و
الاستسلام للنوم
الحلقة الثلاثون
الساعة التاسعة صباحا كانت السيدة
ثريا تجلس في الصالون تلاعب فادي و معها
خديجة
فادي بضجر هو بابي و مامي فين انا عاوز
ألعب معاهم
ثريا بضحك لسه نايمين يا حبيبي إستني
لما يصحوا و يفطروا و بعدها حيبقوا يلبعوا
فادي ببراءة اووف بابي كان دايما يصحى بدري و يلعب
معايا قبل ما أروح الحضانة
ثريا طب ماتروح الحضانة دلوقتي و بعدين
فادي بانزعاج لا انا مش حروح غير ما أشوف بابي انا عاوز بابي
قهقهت ثريا بالضحك قبل أن تنظر لخديجة التي كانت تخفي ضحكتها لتقول يا حبيبي بابي دلوقتي نايم مش حنقدر نصحيه إيه رأيك تكمل
الرسمة لي في إيدك عشان توريهاله لما ينزل
أومأ الصغير لها بالايجاب ليلتفت إلى
ورقة التصويرالكبيرة التي كان يضعها
على الطاولة الصغيرة أمامه ليلونها
نظرت ثريا لفادي المنشغل برسمته ثم إلتفتت إلى
خديجة لتسألها هي الساعة كام دلوقتي
خديجة حوالي تسعة و ربع يا هانم
ثريا بتعجب غريبة شاهين عمره ما أهمل شغله بالشكل داه من لما رجع الشغل من أسبوع بقى بيروح متأخر
خديجة أكيد البيه تعبان من حفلة إمبارح
ثريا إمبارح حفلة جواز صاحبه طب و
الايام اللي قبلها لا يا خديجة أكيد في حاجة
هو عمره ما أهمل الشغل و الشركات بالشكل داه
حتى لما كان متجوز مها أنا متأكدة إن في حاجة مهمة بتحصل معاه
خديجة بخبث باين إن البيه بقى عاشق يا ست هانمحضرتك مش ملاحظة حالته متغيرة إزاي
ثريا بابتسامة فرحة الحمد لله كل الكره إللي كانت مالية قلبه
تحولت لحب و عشق
خديجة بصدق ربنا يفرحه كمان و كمان
و يرزقهم الذرية الصالحة و الله كاميليا هانم بنت
طيبة و بنت حلال مش زي اللي ماتتسمى و إلا بلاش
ثريا آمين يا خديجة آمين
في الاعلى
خرج شاهين من غرفة الملابس بعد أن إرتدى
إحدى بدله الفاخرة ذات اللون الاسود ليجد كاميليا قد إنتهت من إرتداء ملابسها و تقف
مستندة بيديها على طاولة التسريحة عينيها مغلقتين و هي تتثاءب بنعاس
إيه
صړخت و هي تفتح عينيها بفزع لتجد شاهين
يضحك عليها تأملته قليلا من خلال المرآة
كم يبدو وسيما بل شديد الوسامة ببشرته
الحنطية و شعره الأسود كسواد ليل الشتاءعيناه الخضراء الداكنه كلون الغابات الاستوائية
أنفه المرفوع بشموخ و فكه المستقيم
أفاقت من شرودها لتجد شاهين ينظر إليها
و على فمه إبتسامة خبيثة قبل أن يهتف حلو
مش كدهعجبتك
صعقټ كاميليا من إعترافه لتحرك رأسها يمينا
و يسارا و هي تكاد تبكي من فرط خجلها إحمر وجهها بشدة حتى كاد ينفجر من شدة الحرارة
قائلا بنبرة عاشقة مكسوفة ليه داه من حقك علي فكرة
فتحت عينيها ببطئ و
هزت رأسها عدة مرات بالموافقة و هي مازالت
تحت تأثير سحر عينيه الخضراء ليبتسم شاهين بفرح لنجاحه في التأثير عليها قبل أن يضيف يلا ننزل نفطر عشان انا تأخرت على الشغل عمر إتجوز و ساب الشغل كله عليا
قادها بلطف أمامه ليتجها نحو الاسفل ليجدا
خديجة و ثريا تتحدثان
صړخ فادي بفرح و هو يهرول
متابعة القراءة