رواية للكاتبة وردة

موقع أيام نيوز


لحمى ويقتات عليه بالرغم من اننى سأرفض ذلك الوضع وسأعنفه كثيرا الا اننى كنت اوقن انه سيأتى حتى انهت تلك الايام وأخفقت فى مشاعرى مره أخرى كما اخفقت من قبل يومها انتظرت حتى دقت الساعه الثانيه عشر بعد منتصف الليل واعلنت اننى اصبحت حره الان ومحوته من قلبى كنت امزق ذكرياته معى وكأننى أولد من جديد أخذت وقتا طويلا كى أدرك اننى لست شيئا لأحد ولكن يغفر لى اننى فى النهايه أدركت ذلك .

فى الصباح استيقظت على رنه هاتفى المعتاده فتحت عينى والقيت نظره على المتصل فوجدته صفي نهضت متكاسله خامله امسك بهاتفى ببطئ حتى ادركته وفتحت محادثه معه
صباح الخير يا ميراس
صباح الخير ياصفي
نمتى كويس 
عادى 
انا استنيت لما تخلصى شهور العده علشان اقدر اتكلم معاكى براحتى من غير مااحس انى عائق فى حياتك
صفي انت شايف ان دا وقت مناسب للكلام دا انا لا مستعده نفسيا ولا جسديا لأى حاجه من دى ومش مركزه غير فى ابنى ودراستى فمن فضلك امسحنى من دماغك 
انا اسف يا ميراس انا مقصدتش اشتتك انا بس كنت عايز ....
ارجوك يا صفي سبنى دلوقتى الله يرضى عنك وهنبقى نتكلم بعدين 
اغلقت الهاتف دون ان اسمع رده ولم أريد سماعه ففى تلك المرحله لم يكن يعنينى أى أحد حتى وان حطمت قلوب الجميع كما ټحطم قلبى من قبل .
اصبحت شبه منعزله لا افعل شئ سوى دراستى فقط ومراعاه ابنى دخلت الدبلومه واصررت ان انجح فيها واتفوق لألتحق بالجامعه التى عشت طوال حياتى احلم بها والتى كنت سأتخلى عنها بكل سهوله اذا طلب هوا ذلك ولكن لا يهم لن اذكره فى حديثى ولا فى حياتى مره اخرى 
قبل بدء اختبارات العام الأول من الدبلومه كنت منهكه تماما فى المذاكره والتحصيل لأتفوق وانجح فيها بتقدير كبير يساعدنى ان استكمل عامى الثانى واذا حافظت على ذلك التقدير المرتفع سألتحق بكليه الهندسه على الفور فنت آكل الكتب أكلا وكأننى على صراع معها أخرج فيها همومى واحزانى وكآبتى وصډمتى وكل ما يجول بخاطرى وبقلبى كنت انتقم من نفسى ومن الجميع بتلك الطريقه ارد للعالم الصاع صاعين وارد لنفسى كرامتى وكبريائى لم يكن يهمنى تعب ولم يكن الكلل يتطرق إلى زهدت الطعام والتنزه والخروج من المنزل واصبحت راهبه علم فقط اجلس فى صومعتى اتعبد بالعلم والدراسه واوقات فراغى هيا وقت اهتمامى بتميم الذى اصبح صديقى المقرب ومكمن أسراري ومنبت سعادتى .
أتذكر تلك الليله التى كنت ساهره فيها ممسكه بكتابى وبجوارى كوب الشاى الدافئ الذى نسيته فى خضم مذاكرتى وطرقت امى الباب ولم تكن معتاده على السهر بل

تذهب لتنام ومعها تميم لتتيح لى وقتا هادئا لزياده التركيز ولكنها فى تلك الليله لم تنم بل دخلت حمراء العينين منكسه الرأس تبدوا عليها علامات البكاء الحار فانقبض قلبى وارتجفت اوصالى وشعرت ان هنالك شيئا سيئا حدث 
فيه ايه ياماما مالك 
جلست بجوارى تقاوم دموعها المترقرقه فى عينيها 
مفيش حاجه ياحبيبتى سلامتك كنت بطمن عليكى
تركت مافى يدى وجلست بجوارها استجدى منها الكلمات لطمئن قلبى 
انتى مبتعرفيش تكدبى وملامحك بتكشفك قوليلى فيه ايه متوقعيش قلبى 
عمر اتجوز
سقط قلبى واختفت الكلمات من فمى وهدء نبضى حتى كاد يختفى ولكنى استطعت ان ارسم ابتسامه زائفه بنجاح بالغ مع نظره متعجبه اعتقد اننى تدربت عليها جيدا 
طيب واحنا مالنا 
ربتت امى على يدى التى ترتجف لا ادرى أمن بروده صقيع اصابت جسدى فجأه ام توتر احاول اخفائه بقوه !
انتى لو كدبتى على الدنيا كلها مش هتعرفى تكدبى على امك يا ميراس انا بفهمك وبحس بيكى من غير ما تتكلمى اقدر اعرف بتفكرى فيه لو سرحانه واقدر أحس باللى فى قلبك حتى لو خبتيه فى سابع ارض
صدقينى يا ماما انا مسحت عمر من زمان ومش مركزه فى حاجه دلوقتى غير فى مذاكرتى بس
يعنى مش عايزه تعرفى اتجوز مين 
اكيد رجع لداليا 
وعرفتى منين 
مش انتى بس ياماما اللى قلبك بيحس بالحاجه البعيده عنك
بس انا بحس بالناس اللى بحبهم يا ميراس 
وانا مبحبش حد يا ماما وصدقينى لو رجع لداليا ولا ااتجوز غيرها كل دا مبيفرقش معايا انا اخترت طريقى ومصممه عليه 
ياريت يكون الكلام دا من قلبك بجد
ربت على يديها انا الاخرى لأبث لها شعورا بالطمئنانيه افتقر انا اليه الان
صدقينى انا مش زعلانه 
قبلت رأسى وانصرفت وتركتنى احاول ان ألملم شتات أمرى حاولت ان اغوص فى المذاكره حتى افقد وعيى ولكن صفحات كتابى تحولت لصفحات حياتى مع عمر كنت ارانا نرقص على سطوره ونضحك بين فقراته كنت ارى صورته مرتسمه بدلا مما يرتسم بداخل ذلك الكتاب تحولت الحروف لأسمه وتحولت الكلمات لكلماته التى طالما القاها على سمعى ويلقيها على مسامعها الان لم اشعر بنفسى الا وانا لا استطيع القرائه من كثره الدموع التى تراكمت فى عيناى فأغلقتهما وتساقطت على كتابى محت كلماته امسكته بكل قوتى والقيته جانبا
 

تم نسخ الرابط