رواية للكاتبة وردة

موقع أيام نيوز


فيه تفكير سليم
تفكير فى ايه يا صفي انت عاوز تجننى
ليه بس ياحبيبتى انا عايزك تهدى
اوعى تفتكر انت ولا هوا انى ممكن اوافق على المهزله دى
طيب ارتاحى دلوقتى وبكره نكمل كلامنا
مفيش كلام هيتفتح تانى فى الموضوع دا
اللى تشوفيه يا حبيبتى انا هخرج واسيبك تنامى
كان الڠضب يسيطر على جسدى كله فكانت انفاسي متسارعه وضربات قلبى تتزايد وارتفع ضغط دمى حتى كدت اختنق خرجت للشرفه استنشق بعض الهواء فسمعت صوت صفي يحادث تميم اعلم انه لن يتركه حزينا ولن يهنئ حتى يهدئ من روعه ويطمئنه اقترب اكثر دون ان يرونى واستمعت لحديثهم 

متزعلش نفسك ياتميم اللى انت عاوزه هوا اللى هيكون
يابابا انا مش عارف ليه ماما اتضايقت لما فاتحتها فى الموضوع انا كنت فاكر انها هتفرح انى هتجوز بنت عمى
مامتك مش زعلانه انك هتتجوز بالعكس دا اسعد يوم فى حياتها ولا معترضه على مرام بس زى ماتقول كدا كان فيه شويه مشاكل بينها وبين مرات عمك عمر
مشاكل مشاكل ايه يابابا
ياابنى متحشرش نفسك فى مشاكلنا ولا تحمل نفسك فوق طاقتها وصدقنى احنا مش عايزين غير مصلحتك ومامتك هيا اللى طلبت منى اتكلم معاك
يعنى هنروح نطلب مرام من عمى عمر 
لو بتحبها اتمسك بيها وسيب مامتك عليا
ربنا يخليك ليا يا بابا 
بالرغم من غضبى الشديد مما سمعته من صفي ووعده لتميم بخطبه مرام الى ان قلبى كان يتراقص فرحا كلما أثبتت لى المواقف اننى اخترت الرجل الصحيح الذى استند اليه وقت غضبى وحاجتى للأمان فلا فرق لديه بين ملاذ وتميم بل يحب تميم أكثر من اى شئ اخر ودائما ما يخبر الجميع انه ابنه البكرى لذلك يحتل الكثير من قلبه والان يتحدث اليه كما لو كان يحبه اكثر منى ويخشى حزنه وألمه حاولت التفكير مرارا فى ذلك الامر ولا اجد مبررا يمكن ان يصدقه تميم ويثنيه عن رغبته تلك هل اخبره اننى ارفض مرام لان امها فعلت معى الكثير يوم ان تزوجت زوجها وقتها سيخبرنى انه لو

اقتحم حياتى انثى اخرى تزوجها صفي فبالتأكد كنت سأفعل معها الافاعيل هل حقا كنت سأفعل ذلك او سأتركها تأخذ قلب زوجى منى هل كنت سأتحول لوحش كاسر يبيح فعل كل شئ فى سبيل استعاده حياته السابقه ام أننى كنت سأطبق المثاليه التى أدعيها .هل اخبره اننى احببت عمه حبا فاق كل تفكير حتى اننى من شده حبى له كرهته كما لم اكره أحد من قبل وهل حقا ارفض مرام من اجل داليا ام اننى ارفضها كى لا ألتقى بعمر مره اخرى قلبى يتخبط وعقلى يشتعل لا اعلم ما ألم بى ولكننى احترق كعود ثقاب اشعله احدهم وتركه يتهاوى رفضت ان اتناول الطعام معهم وطلبت منهم ان يدعونى ولا يقتحموا خلوتى بنفسي حتى اليوم التالى .
صبيحه اليوم التالى كنت قد سهرت طوال الليل افكر فيما حدث حتى انقشع الليل وظهرت الشمس جليه خرجت من غرفتى فوجدت صفي نائما أمام التلفاز فذهبت لغرفه تميم ايقظته وجلست بجواره انظر اليه انظر لذلك الطفل الذى عانيت كثيرا من اجله فكان لى السند والهدف والمحفز الذى جعلنى اقوى اضعاف المرات فتح عينيه ببطئ ونظر لى باستفهام
ماما مالك فيه حاجه ولا ايه 
انا موافقه على الخطوبه
سعاده غامره لم يستطيع اخفاءها وركض ليخبر صفي بما حدث بعد قليل حضر صفي لغرفه تميم وتركه يجرى اتصاله بمرام يخبرها بقرارى 
انتى بجد وافقتى 
نظرت لصفي بابتسامه يشوبها الالم 
ايوه
جلس بجوارى ورفع رأسى بيده لتتلاقا عينانا
ايه اللى حصل 
ابتسمت بهدوء واستطردت
ولا حاجه فكرت فى كلامك واقتنعت بيه
بس ميراس مش بتقتنع بسهوله 
بصراحه حسيت انه اختبار لنفسى قبل اى حاجه تانيه فيه جوايا شكوك حابه اتأكد منها وفعلا تميم ومرام ملهمش علاقه بمشاكلنا زمان حرام ناخدهم بذنبنا والبنت يمكن تكون كويسه انا عشت حياتى فاكره ان السعاده هلاقيها مع شخص هوا اكتر حد وجعنى وكسرنى واللى كنت ببعد عنه بقى هوا مصدر سعادتى وخاېفه اظلمهم زى ماظلمت نفسي زمان
انا كنت واثق فى عقلك وفى قلبك مش ميراس اللى تحكم على الناس وتظلمهم وهيا اكتر واحده اتوجعت من الظلم
لا ادرى لما وافقت هل حقا اختبر نفسى اذا كنت ارفض تلك الزيجه بسبب عمر ام اننى الان اختلق العذر لداليا فيما فعلته معى سلفا ام اننى حقا اراهم مظلومون فى تلك المعركه لا اعلم اين هيا الحقيقه ولكنى سأجتاز ذلك لأجل ابنى ولأجل نفسى .
لم يتوانى تميم لحظات وسمعته يحدث مرام فى الهاتف لم اكن اعلم ان بينهم اتصالا او حديثا من الاساس ويبدو اننى لا اعلم الكثير كان يسئلنى كل دقيقه متى سيتصل ابى بعمى عمر ويحدد معه موعدا فكان يخفق

قلبى كلما ردد الامر واتحجج ببعض الاعمال التى تعيق ذهابى لبلدتنا ذلك الاسبوع وكلما مر يوم واخر كان يزداد إلحاحا حتى اننى كنت اثور عليه فى بعض المرات
 

تم نسخ الرابط