قلوب حائرة بقلم روز أمين
المحتويات
بحديقة منزله للإحتفال بعقد قران حفيدته الأوليحيث كان الحفل مبهرا من حيث التنظيم والتحضيرات وجمع بين العائلتين بجانب حضور بعض القامات والشخصيات العامة والهامة داخل مدينة الأسكندريةإمتلأت الحديقة بالمدعوون لحضور الحفل وبدأت منال وثريا تستقبلتان ضيوفهما في الحفل بحفاوة وبشاشة وجهوالرجال هكذا أيضا
كان يقف جانبا بانتظار خروج صغيرته بعد إنتهائها من وضع أدوات الزينة الملائمة لذاك اليومكان يبدو عليه التوتر وعدم الراحةتحرك إليه طارق بعدما لاحظ شروده وتوتره الظاهر عليهقام باحتواء كتفه بلف ساعده حوله ثم تحدث سائلا إياه بمشاكسة كي يزيل عنه الحزن الذي أصابه
بنبرة ساكنة أجاب أخاه دون النظر إليه
مستني سيلا لما تخلص علشان أدخل أجيبها
أشفق عليه وجاوره الوقوف بعدما شعر بتوترهبملامح وجه شديدة السعادة أقبل عليهما كارم وتحدث بنبرة حماسية
المأذون جه يا سيادة العميد
واسترسل منبسط الأسارير
من فضلك تدخل تجيب أيسل علشان ما نأخرش الراجل
ما تفكك يا ابني من الرسميات اللي إنت فيها دي
واسترسل موضحا بدعابة
فيه واحد بردوا يقول لحماه يا سيادة العميد!
بابتسامة مبهجة عقب علي حديثه
عندك حق يا طارق بيه
يا ابني لسة بقول لك بلاش رسميات تقوم تقول لي يا طارق بيه!
بإبتسامة عقب قائلا بكامل الرضى
شوف سعادتك عاوزني أقول لك إيه وأنا تحت الأمر
لوي فاهه بتفكر ثم تحدث بهدوء
مع إن السن بينا يدوب كام سنةبس ممكن تقول لي يا عمو زي سيلا
أومأ له بتوقير ثم نظر إلي ذاك الشارد وتحدث باطمئنان
تنهد ياسين بعدما إنتبه لحديثه ونظر يتطلع إليه ثم تحدث بنبرة مشتته
أنا الحمدلله كويس
ثم وضع كفه علي كتفه وتحدث بنبرة هادئة
روح أقعد مع المأذون وخليه يظبط كل حاجة وأنا هدخل أجيب أيسل
ظهرت بمقلتيه سعادة لا متناهية وحماسة وبمطاوعة أومأ له ثم تحرك بجانب طارق إلي مقر جلوس المأذون الشرعي لتجهيز التحضيرات اللازمة لإتمام الأمرتحرك ياسين إلي الداخل وقام بالقرع علي باب الحجرة فتحركت مليكة وقامت بفتح الباب لتنفرج أساريرها حين وجدت حبيبها أمام عيناهاإبتسمت له ثم مدت يدها لتحتضن بها كفه لتحثه علي الدخول وتحدثت بحنان بعدما رأت التوتر داخل عيناه
أومأ لها بابتسامة ممتنة شكرها بها علي كل شئ قدمته وتقدمه سواءا له أو لأبناءهثم
خطي بساقيه وتفاجئ بهيئة إبنته الجذابة في ثوب خطبتها بلونه الذهبي المبهرإكتسي وجه الفتاة باللون الأحمر الداكن جراء خجلها من والدها الذي مال برأسه وبات ينظر عليها بمشاعر مختلطة مذبذبةما بين سعادته لشدة إبتهاجها الظاهر بعيناهاوغيرته الممېته علي صغيرته التي طالما إهتم هو بها وأحتواها بكل ما تحمله الكلمة من معنيفكيف لغيره من الرجال أن يأتي وبكل بساطة يخطتفها هكذا منه!
إبتسمت علي استحياء وتحركت إلي أبيها لتلقي بحالها داخل أحضانه الحنون وما كان منه غير قيامه بفتح ذراعيه علي مصرعيهما وتلقي صغيرته وضمھا بقوة داخل أحضانه كي يمحي عنها أي لحظة حزن
أردفت نرمين بتنبيه إلي ياسين بعدما رأت الفتاة تتمسح بصدر أبيها وهو يشدد من ضمته لها
حاسب يا ياسينكدة ممكن تبوظ لها الميك آب
إنتبه لحديثها فقام بفك وثاق ذراعيه من عليها ثم أبعد إبنته عن أحضانه وتحدث وهو يبتسم لها بمرارة
زي القمر يا حبيبتي
بصعوبة تماسك واسترسل بنبرة أجاد بإخراجها هادئة
يلا علشان المأذون جه والكل مستنينا برة
نظرت إلي مليكة لتستشف من عيناها ما إن كانت زينتها قد إنتزعت وتحتاج إلي التعديلأم أنها مازالت علي وضعهاطمأنتها بعيناها وتحدثت بنبرة حنون
زي القمر يا حبيبتي
إطمأنت الفتاة وتأبطت ذراع أبيها وتحركت بجانبه وتحرك خلفهما الجميع بسعادةخرجا معا وباتت تتطلع حولها علي المكان الذي إمتلأ بجميع المدعوينما أن رأوها حتي وقفوا جميعا وباتوا يصفقون وهم منبهرون بروعة تلك المبهرة بجمالها الأشبه بالجمال الأوروبي من حيث البشرة شديدة البياض وزرقة العيناي بلونهما الصافي مرورا بخصلات شعرها الأشقر الظاهر من خلف حجابها بشكل متناسق وجذابحقا كانت مبهرة للغاية
وقف بمكانه يتطلع عليها بشفاه مفتوح بعدم تصديق أن تلك الأميرة التي كانت تزوره بأحلامه كطيف قد أصبحت حبيبته بل وأسرة روحهوبخلال بضع دقائق ستكون ملك له وللأبد
وصلت إلي الطاولة المعدة مسبقا لعقد القران سحب ياسين مقعدا بجانب مقعده وأشار لصغيرته فجلست بخجل وجاورها الجلوس بجانب المأذون الشرعيوبدأ المأذون بعقد القران بعدما أوكلت الفتاة والدها ليكون وليا لهاأنهي المأذون إجراءات عقد القران وأعلنهما زوجا وزوجة ف انطلقت الزغاريد في كل مكان لتملؤه بهجة وسرورا
وقف ياسين وأمسك وجنتي صغيرته مقبلا إياهما بمشاعر متضاربة وتحدث بصوت متأثر
مبروك يا قلبيألف مبروك
بنظرات حنون وعيناي تكاد تدمع من شدة تأثرها بالحدث أردفت قائلة
ميرسي يا بابي
وأيضا إحتضنها عز وقام بتقبيلها متحدثا بحبور
مبروك يا قلب جدو
الله يبارك فيك يا حبيبي...نطقتها بعيناي مبتهجةتوالت المباركات من جميع أفراد العائلة بسعادة بالغة
إقترب كارم منها بعدما تلقي المباركات والتهاني من الجميع فاحتضنه ياسين وهنأه وقدم له يد إبنته التي إهتزت بمجرد أن شعرت بلمسته المتشوقةوقف مقابلا لها ثم حاوط وجنتيها بكفاه وتحدث بنبرة صوت تهتز من شدة إبتهاجها
مبروك يا حبيبيألف مبروك يا عمري
إنتهي من كلماته وقام بوضع قبلة وقورة فوق جبهتها خطڤها سريعا إحتراما لرجال عائلتها ولشخصه قبل الجميعوبرغم تماسكه وظهور القبلة بجديتها وسرعتها الخاطفة إلا أن تلك العاشقة قد أغمضت عيناها وشعرت برجفة تسري بكامل جسدها من مجرد تلامس شفاه بطريقة رقيقة لجبينهاشعر بارتجافها فابتعد سريعا وأمسك كفها باحتواء ثم تطلع إلي عيناها ليبث داخلهما الطمأنينة
تحدث ياسين إلي طارق قائلا بتوصية
وصل سيلا وكارم للكوشة يا طارق
أومأ لشقيقه وتحرك بجانب الفتاة إلي أن أوصلهما إلي المكان المخصص لجلوسهما وتحدث لإبنة شقيقه
ألف مبروك يا قلبي
ميرسي يا عمو...نطقتها بعيناي وشفاه مبتسمة بشدة
جلسا متجاوران وانهالت عليهما المباركات والتهاني من الجميع ومن جدها أحمد العشري وقسمة وداليدا وتقبلت منهم الفتاة تهنأتهم بكثيرا من السعادة
وصلت إليهما مايانوقفت أمامه وتحدثت بنبرة مټألمة وهي تنظر إليه بنظرات لائمة
مبروك يا حضرة الرائد
أجابها بحديث ذات مغزي
متشكر يا ماياعقبالك
________________________________________
لما تلاقي الشخص المناسب واللي يشوفك ملكة في عنيه ويتعب علي ما يوصل لك
واستطرد بنبرة صادقة تأثرت بها تلك الجريحة
لأنك غاليةغالية قوي وتستاهلي واحد يعرف قيمتك ويصونك
بالرغم من أنها كانت ټموت من شدة غيرتها عندما تراها تحوم حول رجلها إلا أنها حزنت لأجلها بتلك اللحظةبعدما شاهدت أمام عيناها إنهيار عاشقة تشهد عقد قران حبيبها علي من إختارها قلبهوالذي كتب معه شهادة ۏفاة قلبها وللأبد.
أومأت له بإبتسامة تحمل الكثير من الشعور بخيبة الأملوبصعوبة حولت بصرها إلي تلك الجالسة بجانبه وتحدثت بجمود بعدما ضغطت علي حالها لأبعد حد ويرجع ذلك لعدم تقبلها
مبروك
برغم جمودها معها ونظراتها الكارهة التي شملتها بهاإلا أنها تألمت لأجلها وبنبرة هادئة أجابتها بخفوت
عقبالك
تحركت عائدة إلي طاولتها دون إضافة كلمة أخري مما جعل ذاك الثنائي يتابعا إبتعادها بقلبان يتألما حزنا عليهاأراد تغيير الحالة المزاجية والخروج من تلك المشاعر السلبية
التي استحوذت علي كلاهمافبادر باحتواء كفها مما جعها تنتبه وتلتفت إليه سريعا وكأنها وعت علي حالهانظر لها وتحدث بعيناي تئن عشقا كي يسحبها معه من وسط تلك الغيمة
أخيرا بقيتي مراتيومن النهاردة مافيش أي حاجة هتقدر تفرق بينا
وكأن كلماته نزلت علي قلبها بردا وسلاما فشعرت براحة وسکينة ټقتحم داخلها وتتغلغلإبتسمت بجاذبية وتحدثت بنبرة رقيقة
مبروك يا كارم
توردت وجنتيها وهي تتابع كلماته التي يسردها عليها بخجل ممزوجا بابتهاج لروحهاانزلت بصرها للأسفل فاسترسل بنبرة حنون وهو ينطق كلمة حبيبي بتقطع وتأكيد
حا بي بييلا قوليها وراياعاوزة أسمعها منك
نظرت أمامها خجلا فوقعت عيناها علي بصر أبيها الموجه علي كلاهما بتركيز شديدإبتسمت بخبث وتحدثت لإعلامة
طب خلي بالك من الرادار العسكري علشان عينه عليك وشكله كدة بيسجل لك التجاوزات يا سيادة الرائدومش بعيد بعد الكلام اللي إنت قولته دهتلاقي سيل من الأسلحة المضادة موجهة ناحية قلب سعادتك
علي وجه السرعة توجه ببصره إلي حيث تنظر ملاكه فوجد ياسين يتطلع عليه بعيناي ضيقة ويبدو أنه بالفعل كان يراقب حركة شفتاه كي يستطيع قراءة ما يخرج منهبذكاء منه قام بانحناء رأسه بإيماءة بسيطة كتحية لذاك الناظر عليهبادله إياها وأشاح بوجهه بعيدا عنه ثم تنهد بثقل فتوجهت إليه مليكة وتحدثت بنبرة حنون في محاولة منها للتخفيف عنه
مالك يا حبيبي
مافيش يا قلبي...نطقها وهو يحاوط كتفها برعاية ثم قام بوضع قبلة هادئة فوق حجابها مما أسعدها
عودة إلي ذاك العاشق حيث إبتسم وتحدث إلي حبيبته بامتنان
أهي مدام مليكة نجدتني وحولت الإتجاة
وضيق عيناه ثم استرسل باستفسار
تعالي هنا وقولي ليإنت منين جبتي كلمة الرادار العسكري وتوجيه الأسلحة المضادة دي كمان
يمكن من جدو وبابي مثلا!...نطقتها متهكمة واسترسلت بمشاكسة
إنت ناسي إني تربية سيادة اللوا وسيادة العميد ولا إيه
بتجاهل لحديثهما تحدث متخطيا
سيبك الوقت من سيادة اللوا وسيادة العميد وخلينا في المهم
نظرت إليه بجبين مقطب فاسترسل هو بلهفة عاشق
أنا عاوز أشوف شعرك
إبتسمت وأشاحت بوجهها عنه فاستطرد من جديد بنبرة ترتجف شوقا
أيسل أنا عاوز أقعد معاك لوحدنا بعد الحفلة أظن ده حقيإنت شرعا بقيتي مراتي ومن حقي أقعد معاك وأخدك في حضڼي كمان
رجفة قوية مرت بسائر جسدها فهزته عندما شعرت بيده تسحق عظام كفها الرقيق بحركات أذابتها ودغدغت مشاعرهابجانب إستماعها لكلماته التي جعلت من دقات قلبها عالية أشبه بدقات طبول الحړب
كادت أن تجيبه قاطعها منظم الحفل حيث أعلن عن بدأ رقصة العروسان فقام كارم ورقص معها رقصتهما الأولي معا بشعور جديد علي كلاهمافقد أمسك كفها واحتواه بكفه ولف الأخري خلف ظهرها مما أصابها بقشعريرة أرجفت بدنها بالكاملبدأ يخطوان بساقيهما تقابلت الأعين وتحاورت وأنسجمت بحديث العاشقينمال علي جانب أذنها وتحدث هامسا مما بعثر مشاعرها
النهاردة أسعد يوم في حياتيمن النهاردة بس هبتدي أحسب عمري وأخاف عليه
تنهدت وأغمضت عيناها ودون إدراك وجدت نفسها تنطق بأعذب الألحان بالنسبة له
أنا بحبك قوي يا كارم
إتسعت عيناه وابتعد قليلا يتطلع عليها وبلهفة سألها مستفسرا
قولتي إيه
واستطرد متلهفا
سيلا إنت قولتي بحبك يا كارم صح
إبتسمت خجلا وهزت رأسها بنعمفاسترسل بنبرة لحوحة
قوليها تاني يا حبيبيقوليها علشان خاطري
إبتسمت خجلا فتوسل بعيناه مما اضطرها لإعادة ما نطقت به قائلة بنبرة رقيقة ك نسيم الصباح
بحبك يا كارمبحبك
بلهفة وصوت هائم عقب متعهدا
وأنا بعشقك يا روح قلب كارموبوعدك إني عمري ما هخليك ټندمي علي إنك قولتيها
متابعة القراءة