قلوب حائرة بقلم روز أمين
المحتويات
أنفاسها مرددا باعتراف محب لحبيبه
عارفة يا تارا
بانصات نظرت بعيناه تنتظر بلهفة تكملة حديثه فاسترسل الآخر باعتراف ممېت لرجل مثله
أنا كنت فاكر إني أخدت نصيبي الحلو من قصتي اللي قبلكولما طلع كله مجرد وهم وطلعت عايش جوة كڈبة كبيرةإنهرت وکرهت نفسي ولعنت غبائيقفلت باب قلبي وأخدت عهد علي نفسي إني عمري ما هسلمه لأي ست مهما قدمت لي من مغريات
وحتي لما شفتك وبدأت مشاعر تتولد جوايا من جديد خوفتخوفت أضعف وفي كل مرة كنت بشوفك فيها قدامي كنت بهرب وأتجاهل وجودك وأعمل نفسي مش شايفك
واسترسل بعيناي تفيض عشقا
بس في كل مرة كنت بحاول أمثل فيها الجمود قدامك قلبي كان بيتمرد عليا وڠصب عني ألاقيني سارح في لون عيونك وجمال سحرهم لحد ماملكتي ده...قال كلماته الأخيرة وهو يشير إلي موضع قلبه بعيون تلمع تأثرا بالغرام.
وأنا عمري ماكنت أتخيل إني أحب وأعشق وأدوب في غرامك بالسرعة دي!
وتابعت كلماتها باعتراف مماثل مرددة بإبانة
حياتي قبلك كانت عبارة عن دراستي وشغلي وبسعمري ماصادفت الحب في حياتي قبل كدة ولا جربتهلأني ما كنتش بسمح لأي حد يقرب مني ودايما كنت حاطة حدود بيني وبين الناس وكنت بصد أي حد يحاول يقرب مني
بس معاك الوضع إختلف تماماأول ما شفتك إتشديت لك رغم معاملتك الحادة والجافة معايا في الأولوسبحان اللهمعاملتك الجافة وصدك ليا بدل ماكان يجبرني إني أنفر منك وأبعد لاقتني بتسحب
واتشد ليك كل يوم أكثر من
________________________________________
اليوم اللي قبلهعقلي كان بيحذرني بس قلبي ما كانش بيسمع له وكأن نداهة الحب ندهته وحصل اللي حصل.
مش ندمانة يا تارا إنك اتجوزتي واحد ماكنتيش الست الأولي في حياته وكمان عنده بنت
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وأجابته بحب صادق
عارف إمتي كنت هندم بجد يا عمر
نظر لها بترقب شديد فاسترسلت بصوت هائم في سماء الحب
لو ما كنتش مشيت ورا صوت قلبي وكنت وقتها خسړت الحب الحقيقي
شدد من إحتضانها وود لو يسحق عظامها ليخبأها داخله خشية فراقها بعد أن عثر معها علي الراحة والأمن والأمان الذي فقدهما علي يد تلك الخائڼةوذاق طعم الحب الخالص والحنان داخل أحضانها الدافئة والأمنة وهذا ما كان يبحث عنه ويحتاجه
فأخيرا وجد ضالته بعد أن أصابه الحزن واضطربت مشاعره وحياته انقلبت رأسا علي عقب بفضل تلك المچرمةلكنه وبالأخير عثر علي حاله وعاد إلي عالمه بفضل تلك التي تسكن أحضانه والتي أنسته مر التجربة فعشقها پجنون وأصبحت أمانه ومأمنهسكنه وسكينته
إوعديني إنك تفضلي جمبي وتبقي لحضني الدفا ولقلبي المرسي ولعمري سنينه الحلوة اللي جاية.
ماكان عليها إلا أنها لفت ساعديها وحاوطت بهما عنقه بتملك شديد واقتربت من أذنيه وهمست برقة أذابته
أوعدك من كل قلبي إنك هتفضل ساكنه لحد آخر نفس في عمري .
ثم همست بجانب أذنيه بما أثاره وجعله متيم بعشقها
بحبك يا عمر
بعثرت كيانه بكلمتها وتحدث بوله وهو ينظر بعيناها بهيام
علي فكرةلا ده الوقت ولا المكان المناسب اللي تقولي لي فيه كلمة بحبك بالطعامة دي كلهاوخلي بالك إنت كدة هتخليني أعمل حاجات مش هتعجبك أبدا ولا هتتناسب مع طبيعتك المتدينة
زي إيه بقي الحاجات ديممكن تقولي...نطقتها بمشاكسة أشعلت قلبهفأجابها مرددا
وتابع بغمزة من عيناه
وبصراحة بقي إنت خطېرة النهاردة وجمالك فتني ولو عملتها ما حدش هيقدر يلومنيوما علي العاشق ملامةمش بردوا بيقولوا كدة.
طيب ياتاراإتحملي بقي اللي هيجري لكوزي ما ياسين أخويا دايما بيقولإللي حضر العفريت يصرفه
واسترسل
كفايه عليكي في الفرح لحد كدة .
اتسعت مقلتيها باندهاش لأفعاله المفاجأة وتسمرت مكانها وهي تترجاه بعيناي متوسلة
إعقل وبطل جنانك ده يا عمر وخلاص والله هبطل أنكشكبس خلينا نكمل الفرح وما تبقاش رخم.
مش هيحصلحتي لو قعدتي تترجيني من هنا لبكرةوياريت تخليكي قد أفعالك يا باشمهندسة....جملة اعتراضية تشبث بها ذلك العمر في مشاكسة منه لتلك الجميلة.
سحبت كف يداها بسرعة من يده وأسرعت هاربة من أمامه بطريقة جعلته يبتسم علي سذاجتها وبرائتها حيث أنها إعتقدت أنه بالفعل كان سينسحب معها تاركا خلفه حفل زفاف إبنة شقيقه الغالي.
كانت تتحرك إلي أن وصلت إلي طاولة منال وجلست بجانبها وحملت صغيرها واضعة إياه علي ساقيها وبدأت بدلاله ونثر قبلاتها الحنون علي وجنتيهإبتسم متوعدا لها بعقابها بجولة عشقية شرسةوبعيناي عاشقة حدث حاله بصوت مسموع لأذناه
أوك يا تاراإنت إللي بدأتي وعمر المغربي مابيسبش حقه أبداقابلي بقي ياقلبي اللي هيجري لك الليلة.
علي طاولة جانبية بعيدة عن الزحامتجلس راقية منفردة بفخدة الديك الرومي تغرد بها بعالمها الممتع بعد أن جعلت المشرف علي الطعام يقتطعه ويضعه لها قبل الإعلان عن فتح مأدبة الطعام للحضور كما هو المتعارف عليه بجميع حفلات الزفافوذلك بعد إلحاح منها وإصراركانت تمسك بيدها الفخدة وتلتهم لحمها بشراسة وكأن بينهما ثأرا وحان وقت القصاص الآن
باشمئزاز وعدم رضي تتطلع عليها تلك التي تقابلها بالجلوس وهي تتلفت حولها بخجل من الحضورزفرت بضيق من تصرفات والدة زوجها الغير لائقة باسم عائلة عريقة ك أل المغربي حولت بصرها لذاك المجاور لها والمنشغل بمراقبة من بالحفل من الحضور متغاضيا عن تصرفات والدته الھمجيةتحدثت بامتعاض وضجر
ما تقوم يا وليد نرقص بدل ما أحنا قاعدين زي عواجيز الفرح كدة
بعيناي متسعة نظر عليها وتحدث متهكما
أهو ده اللي ناقص كمان يا ست هالةعاوزة ترقصيني وأقف أتنطط زي الأراجوز قدام المعازيم!
هتفت باعتراض
وهما ولاد عمك اللي بيرقصوا دول أراجوزات
واسترسلت بتذمر وملامح وجة كاشرة
أنا عارفة ليه مطلعتش رومانسي وحنين زيهم
أردف قائلا بنبرة حادة
إحمدي ربنا إني مش زيهم يا هانم وإلا كانت تبقي مصېبة
بغرابة هتفت
مصېبة
بضجر وملامح وجه حادة أجابها متهكما
أه يا اختي مصيبةوالمفروض تحمدي ربنا علي النعمة اللي في إيدك
واستطرد بإبانة
علي الأقل إتجوزتي واحد مخلص مش نسونجي زيهمالبشوات اللي عاجباكي رومانسيتهم قوي دي أقل واحد فيهم مرافق له بالقليل كدة عشرة خمستاشر واحدة علي مراته
عقبت ساخرة
وإنت بقي يا سي وليد كنت شفتهم وهما مرافقين علي مراتاتهم
إعتدل بجسده ليجيبها شارحا
بيبان يا أذكي إخواتكدي قاعدة معروفة عندنا كرجالة يا بتالراجل من دول طالما دلع وهنن وجاب هدايا ورقص يبقي أكيد حاسس بالذنب وبيداري علي بلوة من بلاويه
واسترسل بعيناي حاسدة ورثها عن والدته
وبعدين الفلوس المتلتلة اللي عندهم دي هيودوها
فين لو مش هيصرفوها علي النسوان
إمتعضت ملامحها وهي ترمقه باشمئزاز وتحدثت ساخرة
لا والله!
واسترسلت متهكمة وهي تشير له بكفها باتجاه مأدبة الطعام
طب قوم هات فاخدة المسكين التانية وتعالي قابل أمك بدل ما هي قاعدة تحارب لوحدها كدة
قالت كلماتها وهبت واقفة بعد أن قررت أن تنضم إلي طاولة ثريا وسهير وابتسام تاركة خلفها ذاك البارد عديم المشاعر
تابع انسحابها فتحدث هاتفا
رايحة فين يا هالةخلاص يا بت تعالي أرقصك
لم تعير لحديثه إهتمام واكملت طريقها فزفر هو ثم حول بصره إلي والدته التي تأكل بنهم وتحدث باستياء
ما خلاص يا أمادي الفخدة لو أسيرة عند الصهاينة مش هيعاملوها معاملتك دي
أجابته وهي تتناول اللحم بتلذذ واستمتاع
سيبك من الهري ده كله وأسمع كلام الموكوسة مراتك وقوم هات الفخدة التانية وتعالي كلهيفوتك كتير لو ما دوقتهاش يا ولا
بملامح وجه مكفهرة أجابها
تصدقي بالله يا راقيةإنت قفلتيني من الأكل شهر لقداموالبوفيه ده ما هقرب له ولا هدوق منه حتي كاس الماية
نطقها واسترسل وهو يستعد للوقوف
أما أقوم أرقص الهبلة دي كمان بدل ما تنكد عليا فيها إسبوع بحاله واجيب لنفسي صداع
روح يا موكوس روح... نطقتها متهكمة وتابعت ما تفعلتحرك وليد إلي زوجته واصطحبها بملاطفة إلي أن وصلا للاستيدح وبدأ يراقصها تحت سعادتها البالغة
أعلن منظم الحفل عن فقرة تقطيع قالب الحلوي الخاص بالعروسان
تحرك كارم بجانب عروسه السعيد ووقفا أمام كعكة الزفاف الضخموأمسك السکين المخصص للتقطيع وقاما بالتقطيع معا تحت تصفيق الجميع لهما وتمنياتهم بالسعادة والتوفيقأمسك الشوكة وغرسها بقطعة من كعكة الشيكولاتة وقربها بفم كلاهما واقتربا الثنائي ليلتقطاها معا في مشهدا رومانسيا تخطاه كارم سريعا لشدة غيرته علي زوجته
نظر لها واردف بنبرة حنون
مبروك يا
________________________________________
حبيبي
اجابته بنبرة خجلة
ميرسي يا كارم
أعلن المنظم أيضا عن إفتتاح مأدبة الطعام وطلب من الجميع التحرك إليهاتحرك بالفعل الجميع وبدأوا بتناوله بتلذذ وأستمتاع
بعدما إنتهي الجميع من الطعامكانت تقف بجانب علياء وشريف يتحدثون بتسلي ويضحكونأردفت علياء وهي تحتضن كف زوجها بحفاوة
مش تباركي لشريف يا مليكة
نظرت لها باستغراب فاسترسلت الاخري وهي تنظر لزوجها بافتخار
حبيبي جاله عرض النهاردة حلو قوي من القناة الفرنسية
إنطفأت ضحكتها واردفت بنبرة متلبكة
هتسافر فرنسا يا شريف
أجابها بتردد
لسة مش عارف يا مليكةهقعد الإسبوع الجاي مع مالك القناة وأشوف تفاصيل العرض
هزت رأسها وتحدثت بنبرة صوت مخټنقة
أكيد مش هتسيب بابا وماما لوحدهم وتهاجر وتسيبنا زي سيف
نظر لعيناها وجد حزنا عميقا فهتفت علياء لتخرجها من دائرة حزنها التي تملكت منها
مالك يا بنتي قلبتيها دراما كدة ليه
مش كل الشغل مع القنوات دي بيتطلب السفرممكن تسجلي حلقات وتبعتيها وتتذاع مسجلةأو حتي تطلعي عبر التطبيقات الحديثة
هزت رأسها بعدم إقتناع بذاك الهزي وكادت أن تبدي رأيهالكنها فوجأت بوالدها الذي إنضم إليهم وأحاط كتفها ثم تحدث بابتسامة حنون وهو يقربها منه
عقبال ما نفرح بأولادك يا بنتي
وكأن ظهوره محي حزنها وأبدله بسعادة وسكون فتحدثت بابتسامة مشرقة
في حياتك يا حبيبي إن شاء الله
قبل جبهتها ثم انتبه جميعهم إلي صوت ذاك المتيم وهو ينادي باسمها عبر الميكرفونإلتفتت سريعا لتفتح عيناها باندهاش وهي تراه يعتلي الاستيدج ممسكا بيده باقة من أروع الزهور وأندرها وينتظرها بابتسامة جذابة ثم تحدث يستدعيها قائلا
بعد إذنك تعالي
نظرت إلي أبيها بسعادة فربت علي كتفها بابتسامة وحثها علي الذهاب تحت سعادة شريف وعلياء التي أمسكت كفها بسرور لأجلها
تحركت وصعدت إلي أن وصلت إلي وقوفهكان يجاوره الوقوف أحد العاملين ممسكا له بالميكريفونإبتسم بحبور وقام بتقديم باقة الزهور لهاإقترب عليها وقبل جبينها باحترام ثم ابتعد سريعا وأمسك كفها باحتواءناوله العامل الميكرفون فقام بتقريبه من فمه وتحدث إلي الجميع
أنا عاوز أشكر مراتي قدامكم كلكم وأقول لها
بتلك اللحظة لف جسده وتطلع عليها بعيناي تهيم عشقا ثم استرسل بنبرة متأثرة جراء غرامة الفياض
إنك أحلا حاجة حصلت لي في حياتيشكرا يا مليكةشكرا علي إنك وقفتي مع بنتي من أول ما اتخطبت لحد ما سلمناها لإيد عريسها النهاردة
واسترسل بعيناي ممتنة
شكرا علي إنك إتحملتي مزاجي الصعب وعصبيتي وظروفي وظروف شغلي كل الفترة اللي فاتتشكرا علي السعادة اللي قدمتيها لي طول سنين جوازنا
تنهد براحة ومال برأسه لليمين قليلا ثم تحدث تحت سعادتها
متابعة القراءة