رواية أصقلها شيطان للكاتبة سماح سماحة "ماما سيمي"
المحتويات
الباقي كله لجوزي لأني حاسة أنه مش من حقي.
عبثت ملامح ميسرة وشعرت بأنزعاج من تكرار سدرة عرضها عليهما ثانيا فهزت رأسها بضيق ترفض عرضها مرة أخرى.
لأ يا سدرة انا سامحتك ورضيت عنك وصفحت ليك أخطاءك في حقنا بس مش هقبل الهدية دي مهما تعملي صدقيني هكون طالعها وانا نفسيتي تعبانة لأني حاسة بالذنب أرجوك يا سدرة متضغطيش عليا ولو عمك حسان عايز يروح انا مش همنعه لكن انا مش هطلع العمرة غير من فلوسي.
انا مش عايزاك تقلقي انا خلاص جمعت فلوس العمرة ليا ولعمك حسان مفضلش غير مبلغ صغير عملت بيه جمعية وهقبضها بعد شهرين وساعتها بقى هنحجز للعمرة ونروح وانا فرحانة بيها بجد.
وضع حسان يده على كتفها يضمها مقبلا جبينها بحب.
ربنا يبارك ليا فيك يا غالية مټخافيش انا كمان زيك مش هطلع العمرة غير من فلوسي عشان تبقى خالصة لوجه الله الكريم.
أن شاء الله يا حبيبي وربنا يبارك ليا فيك ويخليك تاج على راسي.
تنهدت سدرة براحة بعدما علمت بتيسير الله لرحلة العمرة لوالديها قريبا وصمتت متمنية لهما السعادة وطول العمر قضت معهما باقي النهار تناولت الطعام بصحبتهما وتسامرت معهما في ذكريات طفولتها التي اتسمت بالشقاوة وخفلت ظلها مرا الوقت عليهم سريعا فأسرعت سدرة تستعد وتستأذنهما للرحيل حتى تعود لبيت زوجها في الوقت الذي حدده لها أصر حسان على أصطحابها لهناك رغم أعتراضها وعندما هبط لأسفل المنزل وجدا أحدى سيارات هارون تقف في أنتظارها وبداخلها سائقه الخاص شعرت سدرة بسعادة غامرة كونه أهتم لأمرها وخشى عليها من العودة بمفردها خرج السائق سريعا من السيارة وفتح لها بابها الخلفي يومئ برأسه ويطلب منها على استحياء.
هزت سدرة رأسها برفق ونظرت لحسان تودعه.
كدا بقى مش هتكون قلقان عليا يا بابا هارون بعت ليا العربية تروحني.
أبتسم حسان لها وقبل جبينها بحب.
ربنا يبارك فيه ويحفظه خلي بالك منه يا حبيبتي اللي زي هارون راجل ميقبلش على نفسه أهانة ولا زل لحد يخصه فما بالك لما يكون الحد دا مراته.
أومأت له سدرة برفق وهى تشير له مبتعدة.
ضحك حسان بجذل وهو يشير بسبابته على عينيه.
بس كدا من عينيه الأتنين.
صعدت سدرة لداخل السارة وظلت تشير مودعة له حتى أبتعدت بها عن محيط نظره فأعتدلت في مقعدها وأمسكت هاتفها تتصفحه لترى أخر تحديثاته فقد ظل بحقيبتها طوال تواجدها لدى خالتها فقد نسيته تماما وأنشغلت بصحبة عائلتها الصغيرة الجميلة كانت تأمل كثيرا في أن تجد مكالمة هاتفية فائتة من زوجها لكنه مازال متحفظا في علاقته معها لا يريد الانخراط وراء مشاعر قد تودي به لهلاك قلبه دون رجعة أرادت أن تهاتفه لكنها تراجعت خوفا من أنشغاله أو محادثتها بضيق أمام السائق لذا أجلت محادثته لحين عودتها للمنزل ظلت شاردة تلاحق عينيها معالم الطريق حتى وصل بها السائق أمام القصر فتنبهت وأعتدلت تعد نفسها للنزول وحين ولج بها لداخله نزلت مسرعة تطوي المسافة البسيطة في خطوات كبيرة فقد اشتاقت له وتريد أن تملي عينيها بطلته وجدت مدبرة منزلها ذو الوجه العابث دائما
نظرت لها حكمت نظرة زجاجية باردة وأجابت بروتينية قاټلة.
البيه في مكتبه وطلب محدش يدخل عنده لأنه مشغول.
زفرت سدرة بضيق وأشارات لها كى تنصرف.
انا مش هعطله كتير يدوب خمس دقايق اتفضلي روحي شوفي شغلك متشغليش بالك بيا.
أرادت حكمت الأعتراض لكن سدرة لم تمهلها الوقت لذلك وأتجهت لغرفة مكتب زوجها تطرق بابه ثم تفتحه وتدخل دون
السلام عليكم.
رفع هارون رأسه عن كومة الملفات أمامه ينظر لها متعجبا.
وعليكم السلام خير في حاجة ضرورية!.
لأ مفيش أنا قولت أدخل أسلم عليك بس.
ثم عبثت ملامحها بلوم.
هو لازم يكون في حاجة ضرورية عشان أعرف أدخلك.
وقف هارون ولف حول مكتبه ونظر لها بجمود.
أه لازم هى مش فوضى يا سدرة انا عندي شغل كتير متعطل ولازم يخلص الليلة وبعدين حكمت مش بلغتك أن انا مشغول جدا ومش فاضي.
أومأت له وعيناها تومض بغيمات من العبرات الكثيفة.
أه بلغتني بس انا حبيت أشوفك قبل ما أطلع أوضتي على العموم انا أسفة على الأزعاج مكنتش أقصد.
لم تنتظر سدرة رده عليها واستدارت عائدة من حيث أتت قبل أن تنهمر دموعها أمامه أغمض هارون عينيه بضيق وأراد أن يوقفها ويضمها لصدره معتذرا عن فظاظته معها لكنه عجز عن فعلها فهو ېخاف من الأنجراف خلف مشاعره الثائرة فيعود الندم حليفه مرة أخرى لذا تحكم في نفسه وعاد إلى مواصلة عمله ثانيا وصعدت سدرة لغرفتها ترتمي على فراشها وتشبعه بدموعها الحزينة وبعد وقت قليل استطاعت أن توقف البكاء وأعتدلت تمسك حقيبة يدها لتخرج هاتفها منها وسحبت شاشته ونقرت فوقها تهاتف شخصا ما.
ألو
ألو
نزلت دموعها وهى تقول بأصرار.
مفيش فايدة مهما أعمل مش هيتقبلني وعشان كدا انا خلاص نويت اسيبه بس قبل ما اسيبه لازم أخليه يندم أنه فرط فيا.
أنهت مكالمتها وذهبت للمرحاض لكي تغسل وجهها ثم بدلت ملابسها بأخري منزلية مريحة ونامت تفكر في كيفية تنفيذ ما تنتوي فعله.
وفي منزل آخر حيث يوجد زاهر المهدي يعلو صوت ضحكه مجلجلا بعد أن أتته البشرة بقرب تنفيذ أنتقامه الأقوي والأكبر من هارون البنا عدوه اللدود فنظر له أحد أعوانه الأشرار مثله والذي يفعل أي شيء مقابل الحصول على المال وسأله مندهشا عن سبب سعادته المفاجأة فمنذ عدة دقائق كان يغلي ڠضبا.
خير يا زاهر بيه فيها أيه المكالمة دي عشان تفرحك قوي كدا.
ضم زاهر قبضة يعتصرها بقوة وعيناه تلمع پحقد بين.
أخيرا يا غندور هتحصل على أكبر صفقة من هارون البنا الصفقة اللي هتهز قوته في السوق.
نظر له غندور مستفسرا.
صفقة أيه دي.
تحفزت ملامحه بابتسامة عريضة.
صفقة أنشاء ورصف الطرق الجديدة تبع القوات المسلحة الصفقة دي بالمليارات ومكسبها هيوديني في حتة تانية خالص.
لمعت عين غندور بسعادة وأقترب من زاهر يستجدي كرمه كي يمن عليه ببضع الآلاف من الجنيهات.
بتتكلم بجد يا زاهر بيه كدا بقى انا وشي حلو عليك والمفروض تديني الحلاوة على الخبر الجامد ده.
أبتسم زاهر وأومأ له برضا.
عندك حق يا واد يا غندور أنت وشك حلو عليا فعلا وعشان كدا هحلي ليك بوقك.
ثم استدار خلف مكتبه وجلس على مقعده يفتح جاروره السفلي وأخرج منه رزمتين من المال ورماهما بلامبلاة على سطح المكتب.
خد يا غندور دول عشرين ألف جنيه مش خسارة ولو العطا رسي عليا ليك قدهم مرتين كمان.
أه يا زاهر باشا مفيش أحسن من ريحة الفلوس.
علا صوت ضحكت زاهر وهو ينظر لها بدونية.
ولسه يا غندر ياما هتشم وتشوف بس أنت خليك كدا معايا.
أومأ غندور وهو يدس النقود بجيب سترته.
انا معاك وتحت أمرك ورجليك في أي وقت يا باشا البشوات كلهم المهم أنك تقدرني ديما.
غامت نظرات زاهر وهو ينظر أمامه بشرود متحدثا من بين أسنانه.
هقدرك طول ما أنت بتجيب ليا أخبار أبن البنا صح ومبتتأخرش عليا.
نهض زاهر وأتجه لغندور يمسكه من ذراعه ويدفعه أمامه حتى خرج من غرفة مكتبه.
يلا بقى يا غندور أنت مش خدت الحلاوة اتوكل أنت دلوقتي عشان جايلي ضيوف وعايز استعد ليهم وأنت معطلني.
أبتسم غندور بسماجة وأومأ له عدة مرات.
حاضر يا زاهر بيه انا هتوكل فريرة وأول ما أعرف حاجة جديدة هجيلك جري أعرفك.
أغمض زاهر عينيه وهو يشير له ناحية الباب.
اخلص بقى يا غندور متبقاش بارد قولت مش فاضيلك دلوقتي.
وما أن غادر ذلك المنافق الخبيث بيت زاهر حتى صعدا الأخير مسرعا للطابق العلوي متجها لغرفة نومه حيث تنتظره أحدى عشيقاته السرية والذي كان معها قبل مجيء غندور فقد استغل غياب زوجته عن المنزل وأحضرها حتى ينال منها كما يفعل دوما مع ساقطاته.
الجزء التاسع
لم تستطع سدرة أن تحصل على نومة هنيئة فقد باتت ليلتها ساهدة متقلبة على جمر من شوك يلهب قلبها قبل جلدها نهضت من فراشها باكرا كي تأخذ حماما باردا يعيد لها النشاط والحيوية وربما فلح في ضبط مزاجها المتعكر
سدرة
استدارت تنظر له بضيق.
أفندم عايز أيه.
أقترب هارون منها ببطئ يمد لها يده بورقة مطوية.
دا كشف حسابك في البنك جه أمبارح وأنت عند خالتك خديه وأعرفي رصيدك.
نظرت سدرة للورقة بيده ثم له وهزت رأسها بنفي.
وانا قولتلك قبل كدا انا مش عايزة حاجة من الفلوس دي دي فلوسك ومن حقك أنت مش انا.
أمسك هارون يدها رغم محاولاتها بالأفلات منه ووضع بها الورقة.
وانا قولتلك أن انا خدت حقي كله ودا حقك أنت وياريت تبطلي مقاوحة واسمعي الكلام من غير مناهدة.
أمسكت سدرة يده ووضعت الورقة بها ثم تركته متجة للمرحاض لكنه ترك الورقة تسقط أرضا وأمسك بذراعها يشدها ناحيته وأمسكها من ذراعها الثانية أيضا وهزها برفق.
هتفضلي عنيدة ومبتسمعيش الكلام لغاية أمتى أنا قولت لك قبل كدا أني مبحبش العند وتنشيف الدماغ ده متضطرنيش أن أستخدم العڼف معاك مرة تانية.
لم تستطع سدرة كبح عبراتها وأنهارت مټألمة بسبب ضغطه القوي على ذراعيها فزاد في هزها بقوة.
بطلي عياط مش كل ما أكلمك ټعيطي.
نطقت سدرة بصعوبة من بين شهقاتها.
سيب إيديا أنت بتوجعني.
وكأنه كان مغيبا لم يعي ما فعله الإ حين شعر بتألمها ورأى دموعها فترك ذراعيها ولم يقاوم شعوره نحوها فضمھا له يربت على رأسها .
طب أهدي مخدتش بالي أن كنت ضاغط على إيدك لدرجة أني ۏجعتك.
بكت سدرة حتى بللت سترته وظل هارون يحتضنها وخافقه ينبض پألم على تألمها بسببه.
خلاص أهدي بقى ومتزعليش حقك عليا.
خير يا بيه بتتصل دلوقتي عايز أيه.
أحمر وجه هارون پغضب وجحظت عيناه ونهض يسحب ملابسه كي يرتديها بعد أن وضع الهاتف بين صدغه وكتفه.
أمتى حصل دا وأزاي متقوليش.
ثم قليلا ثم هدر بصوت مرتفع بعض الشيء.
يعني أيه مش عايز تقلقني هتفضل طول عمرك غبي يا حمدي أزاي تبقى خالتي في المستشفى من أمبارح ومتقوليش قولي أنت في مستشفى أيه..
أنتهى هارون من ارتداء ملابسه وأنهى المكالمة متوعدا إياه عند رؤيته.
متتكلمش كتير حسابك معايا بعدين وسلام دلوقتي انا جاي لك في الطريق.
نظر هارون بأرتباك ناحية سدرة التي أنتهت من لف المنشفة حولها ووقفت تحني رأسها بخجل.
انا آسف يا حبيبتي مضطر أمشي خالتي في المستشفى ولازم أروح لها بسرعة.
تقدمت سدرة منه تمسك ذراعه مستفسرة.
مالها ماما زهرة.
عبثت ملامحه وهو يخبرها بما أخبره به حمدي.
كان عندها غيبوبة سكر والدكتور لحقها
الحمدلله.
أمسكت يده تطلب منه رجاء
طيب خدني معاك أشوفها وأطمن عليها.
هز رأسه برفض.
لأ
متابعة القراءة