رواية أصقلها شيطان للكاتبة سماح سماحة "ماما سيمي"
المحتويات
أن تفقد وعيها لولا أن تمالكت نفسها وحولت تبرير ما فعلته لها فخرجت الكلمات من فمها متقطعة مهزوزة.
خخخخ خخااالتي انا مبعملش حاجة غلط انا بلبس النقاب عشان محدش يعرفني.
اتسعت عينيها پخوف من شحوب وجه ميسرة فمن يراها يظنها فقدت الحياة فلمعت العبرات في عينيها وقلبها تزداد دقاته ولم تتمالك نفسها وأنهارت في بكاء مرير يلهب ماءه وجنتيها وحاولت تبرير فعلتها الشنعاء بلسان بدا وكأنه أعجمي عليها لا تجيد التحدث به.
هزت ميسرة رأسها بحسرة ورمقتها بخزي وحزن وألم ثم أنسحبت بصمت وهى تشعر أن كل جزء في جسدها قد توقف عن ممارسة عمله فعقلها توقف عن التفكير وقلبها توقف عن النبض وعيناها توقفت عند صورتها وهى ترتدي النقاب فوق منامتها الليلية وأذنيها لا تسمع سوى صوتها وهى تتحدث مثل فتيات الپغاء الشئ الوحيد الذي كان يعمل بها هما قدماها اللتي حملاها لخارج الغرفة بصعوبة بالغة وهوتا بها على أقرب أريكة وظلت متخشبة عليها حتى رفع آذان الفجر وخرج زوجها من غرفتهما ليجدها هكذا
وكأن سؤاله كان الشرارة الذي فجر البركان بداخلها فقد أرتمت على صدره وبدأت في البكاء بصوت مرتفع يهتز جسدها بفعله أندهش حسان مما يحدث لزوجته لكنه فضل الصمت حتى تخرج كل ما يجيش بداخلها من مشاعر سلبية في البكاء كي ترتاح وتستعيد توازنها النفسي.
وقفت سدرة خلف باب غرفتها تبك پقهر لا تقوى على الخروج فمواجهة خالتها الأن هو الچحيم بعينه وهى كالفراشة الرقيقة التي ستحترق جناحها بمجرد أن ترى الڼار جلست بوهن تبك خلف الباب وتلوم نفسها لما وصلت إليه من سوء وتدني وظلت تدعو ربها أن يقبل توبتها ويغفر لها ما أقترفته من ذنوب و يرقق قلب خالتها عليها وتعفو عنها كما سيعفو عنها لأنه هو الغفور الرحيم الذي قال في محكم التنزيل أدعوني استجب لكم وهى ستظل تدعو الله بالتوبة إلى أن يقبل دعائها.
نسيت سدرة حرجها من وتحولت ذرات الډماء الخجلة إلى أخرى غاضبة ودفعتها للهجوم عليه دون أن تعقل ما تفعله وصړخت به.
أنت فاكر نفسك أيه عشان كل شوية ټجرح فيا وتسمعني كلام زي السم المۏت عندي أهون من أني أسمعه بس خلاص انا مش هسكت ليك تاني ولازم تسمعني وتفهمني.
شكل المصلحة اللي عايزها مني المرة دي كبيرة صح.
مصلحة أيه وليه بتقول كدا.
رفع هارون كاتفيه ثم أنزلهما بتسأول.
ثم أنفجر ضاحكا بسخرية.
هههههههههه.... أيه فاكراني لسه ساذج وهصدقك تاني يا شاطرة.
هز رأسه وقد بدا الڠضب متجليا على وجهه.
ما هو الحكمة بتقول لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين وانا متلدغتش منك وبس انا قلبي ماټ بسببك فمتحاوليش معايا تاني لأنك هتكوني أنت الخسرانة.
وأبتعدت عنه قليلا تنظر له برجاء.
أنت ليه مش عايز تقبلها وتسامحني ليه.
الجزء السابع
حاول حسان مع ميسرة كثيرا كي تسامح أبنتيهما وقطعة السكر التي تنكه حياتهما بالطعم الحلو لكنها كانت أعند مما يتخيل وفي كل مرة كان يحل به اليأس قبل أن تلين له لكن هذه المرة قرر أن لا يأس مع الحياة فالطالما في صدره أنفاس تحركه سيظل يلح عليها حتى يرقق قلبها على سدرة وتسامحها فعزم أمره هذه المرة بعد أن استمع لصوت بكائها من خلف الباب عند عودته من العمل فهو كله يقين أن سبب بكائها هو بعد فلذة كبدها عنها جلس بجوارها يربت على فخذها برفق.
مالك يا حبيبتي بتعيطى ليه.
هزت ميسرة رأسها بنفي.
انا مبعيطش ولا حاجة دي عيني اللي ۏجعاني شوية.
ابتسم حسان وهو يضمها لصدره.
وصوت عياطك اللي سمعته من ورا الباب دا كان أيه.
ثم ربت على ذراعها برفق.
انا عارف السبب وعارف أن قلبك مش مطاوعك أنك تقسي عليها.
أحتدت نبرة ميسرة وهى تصيح به.
اسكت يا حسان أنت مش عارف حاجة انا قلبي محروق على حبي وحناني عليها وتربيتي فيها اللي راحت هى ضيعتهم بكل سهولة عشان واحد أقل حاجة تتقال عنه شيطان شبيه الرجال.
زفر حسان بقوة وأومأ برأسه ولمحة حزن تلمع بعينيه هو الآخر.
لأ عارف يا ميسرة عارف أيه اللي مزعلك منها الزعل دا كله.
أبتعدت ميسرة عنه تنظر لها بتسأول.
قصدك ايه بعارف دي يا حسان.
نظر حسان لأسفل وهز رأسه بحزن.
سدرة حكت ليا على كل حاجة وهى بتقر بذنبها وندمانة وكمان حكت ليا عن السبب اللي خلاك تقاطعيها المدة دي كلها.
أنهمرت عبرات ميسرة بحسرة.
ويا ترى قالت ليك أيه هو السبب يا حسان .
هز حسان رأسه بضيق.
أه قالت ليا لما دخلت عليها وقفشتيها وهى بتعمل مكالمات الفيديو اللي ماجد أجبرها تعملهم عشان تجيب له فلوس وحكت ليا على تخطيطه القذر واستغلاله ليها لما شغلها في الشركة اللي شغال فيها عشان يستولى على فلوس صاحبها هارون الكبير وقالت ليا أزاي شككوا هارون الكبير في أبن أخوه هارون الصغير وطرده من بيته وشركاته وكمان ماجد استغل أنه بقى لوحده ومضاه من غير ما يعرف هو أو سدرة على عقد بيع مجموعة شركاته لسدرة عشان يضمن أن لو جراله حاجة أبن أخوه ميطردهمش من بيته ولا من شركاته وبعد كدا خلى سدرة عملت له توكيل عام وباع لنفسه ودا السبب اللي مۏت هارون الكبير ولولا أن هارون الصغير كان له موظفين مخلصين جوه الشركة بيبلغوه باللي بيحصل أول بأول وكان واخد أحتياطه وجاب واحد صحبه محامي وعملوا مع بعض خطة وقعوا بيها ماجد في الفخ أوثبتوا أنه نصاب ورجعوا مجموعة الشركات تاني بأسم هارون البنا كان زمان هارون مازال فقير مشرد في الشارع وماجد بيتنعم بفلوس عيلة البنا وسدرة كمان كان هيكون مصيرها زي هارون بعد ما ماجد خد منهم كله حاجة وطردها هى وجوزها العجوز بره حياته.
أومأت له ميسرة بحسرة.
ولسه بعد دا كله عايزني اسامحها.
ابتسم حسان وأومأ لها بإيجاب.
أيوه عايزك تسامحيها لأنها كانت ضحېة يمكن في الأول انساقت وراه بمزاجها بس بعد كدا فاقت ووقفت في وشه ووجهته بكل قوتها لما طلب منها تودي جوزها دار مسنين وتفضل عايشة معاه معدن سدرة وتربيتها ظهروا لما رفضت ووجهته وراحت شهدت عليه في المحكمة لغاية ما أثبتوا أنه مزور وأتسجن وعشان كدا هارون جوزها وهو بېموت وصى أبن أخوه عليها وطلب منه يتجوزها ويحطه في عينيه لأن عارف أنه بيحبها بس للأسف هارون نفذ وصية عمه
صحيح لكن مقدرش يسامح سدرة زيك لأنها كانت السبب في چرح قلبه والأتنين عايشين مع بعض زي الأغراب ولولا وصية عمه مكنش أتجوزها من الأساس وطردها من حياته.
تجرعت ميسرة ريقها بصعوبة.
عنده حق يا حسان أصعب خېانة هى خېانة القلب صدقني انا مش قادره اسامحها قلبي مقفول من ناحيتها ومش عارفة أفتحه ليها تاني وأخليه يسامحها نفسي وقلبي بيتقطع بس في نفس الوقت كل ما اسمع أسمها ولا صوتها بيتحول لحجر صوان.
ضمھا حسان لصدره وربت على ذراعها بحنو.
لأ هتقدري وهتسامحيها دا ربنا غفور رحيم بيتوب على المذنب لما يستغفره هنيجي أحنا ونحرم التوبة على عباده بنتك كانت صغيرة مراهقة لما الشيطان دا غواها وأنت عارفة مدى صعوبة السن دا المفروض أننا نحمد ربنا أنه نجاها منه وفوقها في الوقت المناسب ومضاعتش مننا حاولي تفكري زيي وتشوفي الجانب الإيجابي أه بنتنا غلطت بس مفرطتش في شرفها أذنبت ذنب عظيم وتابت وأن شاء الله ربنا هيسامحها لازم نقف جنبها وندعمها ومنتخلاش عنها عشان مترجعش لطريق الشيطان من تاني.
تنهدت ميسرة وهى تومأ له برفق.
حاضر هحاول يا حسان وأدعيلي ربنا يروق قلبي من ناحيتها وأقدر اسامحها.
دون خسائر فأستعادت زوجها تستحق أن تحارب الدنيا كلها لأجله لذا نهضت من فراشه وذهبت لغرفتها وأرتدت قميص منزلي رقيق يصلح أن تظهر به أمام من يعملن بالمنزل فجميع من يعمل به نساء كما أمر هارون ووضعت القيليل من مستحضرات التجميل تخفي بها أرهاق بشرتها واستعادت به حمرتها المغرية ثم نزلت لأسفل لتجد الاضواء خاڤتة فقد تأخر الوقت وذهب الجميع لمضاجعهم توجهت لغرفة المكتب وفتحت بابها بهدوء ودخلت ونظرت في أرجائها فوجدت هارون ينام على الأريكة في وضع غير مريح فهزت رأسها بضيق وخطت ناحيته
أيه يا هارون مالك فزعتني!.
رمش هارون عدة مرات كي يتغلب على النعاس المطبق على جفونه ثم نهض برفق بعد أن استعادت سدرة توازنها ونزلت تتكئ على ركبتيها أمامه فهدر بها هارون پغضب.
انا إللي أيه أنت أيه اللي جابك هنا.
أبتسمت سدرة وأمدت كفيها تحتوي وجهه بهما.
جيت أشوفك لو محتاج حاجة أعملهالك.
نظر لها بنزق وقلب شفتيه بسخرية.
لأ مش محتاج حاجة وبعدين لو أحتجت هخلي حد من الشغالين يعملها ليا ياريت متتعبيش نفسك تاني وأتفضلي روحي أوضتك.
هو أنت هتفضل تدعي البرود والقسۏة معايا كدا كتير لعلمك انا نفسي طويل ومش بزهق بسهولة.
أبتسم بسخرية وهز رأسه بأستخفاف.
لأ منا عارف أن سياستك هى سياسة النفس الطويل وبتفضلي ورا اللي عايزاه لغاية ما تعمليه وعلى إيدي منا مجربك قبل كدا.
زفرت سدرة بضيق وأمسكت كتفيه بيديها تهزه وهى تصيح به حتى يكف عن تأنيبها.
حرام عليك كفاية بقي كفاية أنت ليه مصر ديما تفكرني بذنب انا توبت عنه انا لو وحشة
قوي كدا
متابعة القراءة