وسيلة للفرار بقلم مآب جسور

موقع أيام نيوز

فرحانة بيهم 
مكانش له لزوم والله
أنا عرفت يعني إنك بتحبي تروحي كل سنة فقولت أبقى أول واحد أعزمك..
إبتسمت ل تاني مرة
بس حتى لو كنت إتأخرت شوية كنت عرفت إني بروح لوحدي محدش بيعزمني!
فعلا 
فعلا
بس من إنهاردة الموضوع هيختلف شوية ليكي عليا يا ستي كل سنة أحجز تذكرتين
فعلا 
ضحك بصوت عالي نسبيا 
فعلا
الخامسة مساء معرض القاهرة الدولي
إتبسطتي
أوي
كنت فخورة وأنا بقولها بمرح غريب! عكس كل الخۏف إللي بيفضل جوايا
كنت حاسة إني طايرة كده وأنا بجيب كل الروايات والكتب إللي إستنيتهم سنة! مش عارفة ده شعور بالفخر مني ولا لذاذة الكتب..
والله إنت إللي عسل!
عيوني وسعت
إيه!!
إيبيه!
إنت.. إنت حد قالك قبل كده الله يخليك
مين إية الجملة
ربنا يكرمك على ال..
خلاص يا ليلى عرفنا إنك مابتعرفيش تردي على الكلام الحلو! 
ضحكت 
اللهي تتستر
أممم طيب رأيك لو كل فترة مفاجأة من دي
إبتسمت بمرح أشد
أحلف!! إمتى وفين
لا ما كده مش هتبقى مفاجأة!
أمممم من الواضح إن مفاجأتك كترت وإبتديت أخاف بس ماشي.. أما نشوف أخرتها معاك يا عم سمسم..
سمسم!!
أه مش زوزو بتقولك كده برضه
إبتسم
ربنا يسمحك يا زوزو
ضحكت بصوت عاليا
والنبي زوزو دي قمر!
في يوم كنت قاعدة ف البيت وتليفوني رن كان رقم غريب واللي زاد غرابة لما رديت وصاحب الصوت قالي 
أنا علي يا ليلى
إتنهدت بملل وأنا سمعاه بيكمل 
لو سمحتي يا ليلى أنا كل إللي طالبه منك قاعدة واحدة بس نتكلم فيها
مبقاش في كلام خلاص!
ولو قولتلك إعتبريها أخر مرة هتسمعي مني وبعديها قرري إنت عايزة إيه
قراري محسوب على فكرة
بس أنا..
قطعته 
خلاص يا علي الموضوع خلص!
كنت هقفل وأنا بستوعب إن قدرت أعمل ده بعد ما كنت فاكرة إني هفضل ضعيفة قصاد نبرة صوته.. لكن إللي منعني جملته الأخيرة 
ليلى أنا واقف تحت بيتك لو منزلتيش هطلع أنا
برقت پصدمة وأنا بستوعب إنه واقف تحت بيتي القديم ولو طلع ساعتها هيحصل مشكلة كبيرة مع بابا..
لقيت نفسي بلبس وأنا ڠصب عني بعيط بعت له لوكيشن مكان نقعد فيه وحمدت ربنا إنه ماطلعش ل بابا وفي ظرف نص ساعة كنت في المكان.. قعدت و قولتله بعصبية 
إنت عايز إيه بقى مش كفاية!!
عايزك إنت
ضحكت ڠصب عني وعيوني لمعت 
لا قولها صح بقى.. قول عايز إهتمامك بيا زي الهبلة عايز أستنزفك طاقة زي كل مرة قولي عايزك ستبن مؤقت يا ليلى علشان حياتي فاضية اليومين دول لحد ما ألاقي حاجة تخليني أقولك مع السلامة.
ليه حسباها كده
علشان كنت قصادك كنت بشوف فيك حاجات كتير أوي مش ف حد قولت لنفسي إني مش هلاقي زيك ولو خسرتك يبقى بخسر أكبر إنجاز في حياتي كنت هبلة أوي !!أنا كنت بشوفك ب عيون تانية غير إللي الناس بيشوفوك بيها وفي الأخر طلعت أحقر من الصورة إللي كنت رسمهالك إنت إستغليت حبي بصورة بشعة لصالحك.. أنا فوقت يا علي فوقت بس متأخر
بس أنا ندمت على كل إللي كنت بعمله معاكي أنا كمان فوقت يا ليلى.. وراجع المرة دي وأنا مقرر إني مش هبقى لحد غيرك.
إبتسمت 
مش بقولك متأخر!
مش فاهم
علي إنت أخدت قرار البعد علشان نفسك! قررت ف دماغك إن الوضع غير لائق مع إحترامي ل دماغك التعبانة بس ده كان قرار وهمي!! وأقنعت نفسك برضه ترجع! رغم كل القسۏة والبرود إللي ظهروا فاجأة واللي علموني كتير إلي أن كل ده مش فارق معايا.. 
ضحكت بسخرية وكملت
إنت فركشت معايا بمسدچ ده إنت حتى مكانش عندك الجرأة إنك تيجي وتواجهني!! عايزني أحترمك إزاي وإنت ماحترمتش إللي بينا أنا ست متجوزة يا علي وأظن من أول مرة شوفت الدبلة ف إيدي وإنت إلتزمت السكوت ورغم كده بتحاول عارف إني في بيت تاني غير بيتي القديم وجيت! لا وبتهددني إنك تطلع وأنت عارف إن بابا بس إللي فوق.. كنت فاكرني هسيب حياتي وجوزي بكل سهولة علشان خاطر عيونك كان لازم أفهم إنه خلاص وإن مفيش منك رجا!
إنت ماحبتنيش زمان يبقى أكيد مش هتعرف تلعب دور المنقذ دلوقتي..!
لأول مرة يا علي مابقاش غبية إنت بتعمل كل ده علشان أنا مشيت من غير ما أبص ورايا بتحب إنت الحاجة لما ماتبقاش قصادك بتبقى مچنون عليها أكتر من وهي جنبك! يا بجحتك يا أخي!
مشيت بس وأنا ماشية كنت محتارة وقفت قصاد شركة سليم الوقت كان متأخر شوية.. ماحستش بنفسي غير وأنا واقفة قصاد موظفة الإستقبال وبتقولي إني ممنوع أدخل..
هو إية إللي ممنوع أتصليلي ب سليم لو سمحتي
قولت لحضرتك ممنوع وأستاذ سليم حاليا مش فاضي
مسكت تليفوني وحاولت أكلمه بس كان مغلق! 
فضلت واقف مخڼوقة مش قادرة أتصرف.. كنت جياله أفضفض بس الوقت مايسمحش وإللي زاد أكتر لما سمعت الموظفة بتقول 
حضرتك ماينفعش الواقفة هنا
هنا بقى كنت وصلت ل قمة عصبيتي وإتخليت عن أخر ذرة هدوء لما لفيت ليها

وقولت ب أعلى صوت عندي 
هو إيه إللي ممنوع ممنوع! أنا مش فاهمة إنت..
قطعتني صوته لما زعق وقال 
في إيه إيه إللي بيحصل!
الأستاذة مصممة تدخل وأنا قولتلها ممنوع ورغم كده فصلت واقفة وكنت هجيبلها الأمن
إتعصب سليم بطريقة أول مرة أشوفها 
تجيبي لمين الأمن دي مراتي!
يتبع...
٦ 
تجيبي لمين الأمن دي مراتي! 
ردت البنت ب دهشة وخوف بسيط
أنا أسفة يا أستاذ سليم
بصلها بنظرة مخيفة وهو بيقول ب غموض 
بعدين هنتكلم بعدين!
قرب مني ونزلت ياسمين على أثر صوته لما قال
إنت كويسة 
هزيت راسي ووشي خالي من أي تعبير..
مالك يا ليلى 
أنا.. أ.. أنا عايزة أمشي من هنا ممكن 
مسكني وخرجنا وسط نظرات ياسمين وموظفة الإستقبال..
بعد نص ساعة وقف بالعربية على جبل عالي نزلت من العربية وأنا بحاول أتنفس بصعوبة بصيت نحيته وكان نزل ووقف قصادي. 
تلقائيا وبدون مقدمات جريت وحضنته حضڼ مفاجئ أدهشه هو شخصيا وأنا بحاول ماعيطش! حضڼ كان كافي يوصف مشاعري نحيته فالوقت ده.. جزء جوايا أتحرك تلقائي إتجاهه كنت لفة إيدي حوالين من ع الأرض لقيت إيده اليمين بيملس بيها على شعري ب حنان غريب أول مرة أحسه مع حد والأيد التانية لففها حواليا كأنه خاېف الزمن يعدي اللحظة دي! 
لما أتكلم كانت نبرة صوته حنينة أوي ماينفعش تتوصف!
مش هتقوليلي مالك بقى 
مسكت فيه جامد وإلتزمت الصمت لمدة دقايق قبل ما أقول بصوت ضعيف 
ليه كلهم مافكروش غير ف نفسهم ليه محدش فيهم فكر فيا 
خرجت من حضنه وبصتله بإبتسامة مريحة 
إنت دايما بتبقى أول واحد بقرر إني أروحله من ساعة ما عرفتك وأنا بهرب ليك! بس مع الأسف كلها كام شهر وأسافر وكل ده يختفي حياتي هنا كمان لازم تختفي! 
بص بعيد ودارى وشه عني مسكت وشه وبصيت ف عيونه 
هي دي الحقيقة أنا عارفة إن علاقتنا أغرب من الخيال.. بس أنا إنهارده بس فهمت قد إيه إني لازم أمشي
إنت شوفتي علي يا ليلى 
هزيت راسي وإتنهدت بتعب 
كان عارف إني متجوزة ورغم كل ده كان بيحاول والأغرب إني قولتله مش هسيب حياتي وجوزي بكل سهولة علشان خاطر عيونك! 
إبتسمت بۏجع 
وكأني كنت بتحمي ف قصة وهمية علشان بس أحس إني فعلا تجاوزته وعرفت أعيش وأتجوز وكده!
مسك إيدي وقربنا من حافة الجبل وقعدنا عليها..
صوت ليلى مراد خارج من راديو العربية وهي بتقول
أنا قلبي دليلي قالي ه تحبي
دايما يحكيلي بصدق قلبي
أنا قلبي دليلي..
تعرف إني إتسميت ليلى على إسمها 
إنتبه وبص نحية العربية ورجع بص ليا بإبتسامته المريحة لما أنا كملت وقولت
ماما كانت بتحبها أوي وبتحب تسمعها لما عرفت إنها حامل فيا قررت تسميني ليلى! مع العلم إن أبويا كان مرحب بالفكرة قالتلي كمان إنها كانت سبب ف قربها ل بابا.. لإنه كان دايما ليعبر بحبه ليها ب أغاني ليلى مراد! 
لقيت نفسي بسند ب راسي على كتفه قبل ما يبتسم ويقول
تفتكري إيه هو معنى الحب من وجهة نظرك 
إبتسمت أنا كمان وأنا ببص على الفراغ حواليا ومنظر العماير البعيدة وقولت
الحب بالنسبة لي ملوش معنى! علشان لو لي معنى أو صفات معينة مكانش هيبقى صادق مكانش هيبقى حقيقي مكانش هيبقى نقي ب أسباب مجهولة عند كل إتنين.. سواء حب عاطفي أو عائلي أو حتى الحب الدارج بين إتنين صحاب
علشان كده لما حبيتي علي ماكنتيش بتبصي على معنى للعلاقة 
إتعدلت وبصيت ف عيونه 
أنا لحد إنهاردة مافهمتش حبي ل علي كان إيه!! أو كان حقيقي من البداية أصلا ولا هروب من العالم إللي أبويا فرضه عليا.. كلامي ملوش علاقة بيه أنا اتعودت أحب الناس إللي حواليا من غير شروط! حتى بابا حبيته رغم كل إللي عمله فيا مش علشان هو أبويا بس حبيته علشان حاجات كتير فاكراها كان بيعملهالي وأنا صغيرة.. معذور من بعد ۏفاة ماما وهو شايل حاجات كتير
ماتخلقلوش مبرر لحبك يا ليلى.. هو عمل حاجات كتير غلط بس المهم إنت تحاولي تتخطي ده.. 
عارف إيه أكتر حاجة بتوجع الست بجد
إية
مش خېانة الراجل زي ما بنشوف.. في ناس كتير بتستحمل وتكمل رغم خېانة الطرف الآخر! ومش صح ف كل الأوقات لكن إللي بيوجع الست بجد هو عدم أمان الراجل إللي بيتبخر مرة واحدة
وليه متقوليش إنه خذلان
أو جايز هي كانت بتقنع نفسها من البداية إن هو الأمان وقررت ماتضحكش على نفسها أكتر من كده
فضلت باصة قصادي ف صمت قبل ما أقرب منه شوية ورجعت إبتسمت ڠصب عني 
إنت الحاجة الوحيدة إللي هفتقدها لما أسافر.. 
وإنت الحاجة الوحيدة إللي عمري ما همل من وجودها ولا أنساها مهما حصل..
الثامنة إلا ربع صباحا منزل دوايدار
صحيت اليوم ده على صوت شيء غريب عند الباب إتخضيت شوية ف الأول لكني قومت فاجأة وفتحت الباب مرة واحدة علشان أتفاجئ ب أصغر كأن ف المجرة! 
إيه إللي جايبك هنا الساعة دي يا مفعوصة إنت مش المفروض ف مدرستك
لا ما خلاص! 
قالتها وهي داخلة قبل ما تقعد على السرير مما آثار فضولي وروحت قعدت جنبها 
خلاص إية 
أجازة انهاردة ما الباص راح عليا! 
بمزاجك ولا ڠصب عنك!
ضحكت جامد 
بمزاجي طبعا
إبتسمت لها بخبث 
لا ما إنت لو ماقولتليش السبب ف إحنا لسه معانا وقت وممكن وأنا نازلة الشغل أخدك ف سكتي! 
بس أنا إنهاردة محتاجة أنزل مع زوزو علشان نجيب هدية عيدميلاد سولي! 
برقت عيوني ڠصب عني من الذهول وأنا بقول
عيدميلاد مين!!!
التاسعة مساء شركة دويدار
إتحطت علبة من اللون الأسود متوسطة الحجم قصاده على المكتب إنتباه سليم للعبلة وليها لما قالت 
كل سنة وإنت طيب يا سليم
إبتسم بود وهو بيهز رأسه
وإنت طيبة يا ياسو..
إفتح يلا! 
إتنهد بخفة قبل ما يمسك العلبة ويخرج منها ساعة شكلها مميز وقيمة بالنسبة له إبتسمته وسعت أكتر 
بجد مش عارف أقولك إي..
قطعته 
ماتقولش إنت هتعمل.. هاتيجي معايا إنهاردة نقضي اليوم سوا.
كان لسه هيرد بس سمع صوت تليفونه إللي رن بإسمها مرتين تقريبا..
دي ليلى 
هز راسه وإلتزم الصمت في نفس الوقت إللي قامت وقفت فيه وحاولت تتحكم ف إنفعلاتها 
مش
تم نسخ الرابط