رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل الثالث والعشرون

موقع أيام نيوز

الفصل الثالث والعشرون 
_______________
جالسة تعقد ذراعيها حول ركبتيها ورأسها مستند علي حافة ظهر فراشها تنظر أمامها بشرود والحزن يغتال تقاسيم وجهها الذي جفت دموعه لقد ټحطم حلمها الصغير وتبخرت فرحتها سريعا أبويها لن يتراجعا عن شرطهما هي أكيدة من ذلك ولا تلومهما وهي أكثر من تعرف خلفية قراهما هذا.
تدكرت قول أديب القاطع أنه لن يترك والدته تسكن وحدها لا تلومه هو الأخر بل تعترف أن جزءا داخلها أعجب بموقفه وبره لوالدته لكن ماذا عن حقها هي بمسكن بخصها وحدها هل تكرر مأساة أبنة خالتها وهي خير شاهد علي عڈابها الذي لم تشفي منه حتى الأن

لا حل إذا خطت كلمة النهاية علي قصة حبها القصيرة التي لم تلحق حتي أن تختار لها عنونا كأنها خاطرة انسكبت حروفها علي ورقة بالية مصيرها كان الضياع.
أزعجها رنين هاتفها بالجوار لا طاقة لها بمحادثة أحد الأن. 
لن تجيب ظل الرنين يصدح حتي انقطع ليعود ويدوي صوته من جديد فتجاهلته دون أن تنظر لشاشة الهاتف زفرت وقد أصابها الضجر تلك المرة الثالثة ملتقطة هاتفها لتري رق لا تعرفه لتهمهم لنفسها مين الرقم الغريب الرخم اللي بيتصل ده قامت بكنسلته ليعود الرنين ثانيا بإصرار أجبرها أن تجيب بحدة ألو
_ مش بتردي ليه يا سارة
ذهول أصابها وهي تتبين صوته الحاد هامسة أديب!
جائتها زفرته الضاجرة أيوة أديب.
_ جبت رقمي منين
شابت نبرته بعض السخرية المريرة سارة أرجوكي بلاش سؤال زي ده أنتي عارفة جبته منين. 
فكرت لثون ثم تمالكت صډمتها هاتفة بجمود طب لو سمحت اقفل وما تتصلش هنا تاني
.اسرع يقول بلهفة قبل ان تغلق أرجوكي متقفليش الخط قبل ما اطمن عليكي. 
_ أنا بخير شكرا. 
_ سارة من فضلك أنا مش عارف أنام..من وقت ما شوفتك بتجري قدامي زعلانة وانا مضايق أرجوكي لازم نتكلم ونشوف حل لأن دي مشكلتنا سوا ولازم نتشارك في حلها. 
_ مشكلتنا علي أي أساس بتقول كده وبعدين بابا وماما مستحيل يتنازلوا عن طلبهم وأنا مفيش أي نية عندي اني أخالف رأيهم.
_ يعني موافقة علي كلامهم
_ أيوة. 
قالتها حاسمة لتستطرد أنا كمان معنديش استعداد أعيش في بيت مش بتاعي لوحدي وأظن ده حقي.
صمت دون يجيبها لتتسائل لو عندك أخت هتوافق تجوزها مع حماتها قول الحق وخليك أمين.
ظل صامتا لم يصلها منه ردا قبل أن يهمس بصدق لو عارف إن حماتها في طيبة أمي هوافق. 
استفزها رده لتحتد عليه دون قصد أنت بتقول كده عشان دي مامتك لكن أنا مش عاشرتها عشان اعرفها. 
_ صدقيني يا سارة لو عرفتيها هتحبيها أمي مش هتكون حماتك دي هتكون أم تانية ليكي أسألي سيدرا مرات أخويا بتعاملها أزاي.
صمتت هي تلك المرة لبرهة قبل ان تجيبه أنا مش هسأل حد لأن الأمر مش في ايدي ماما وبابا مش هيوافقوا في كل الأحوال علي رغبتك. 
وختمت قولها بيأس حزين بدا جليا بصوتها أنا مقدرة جدا تمسكك بسكنك مع والدتك وان شاء الله ربنا يرزقك بواحدة تقبل طلبك ده..بعد اذنك.
وأغلقت دون أن تعطيه فرصة للرد فصدح رنينه المتواصل عليها دون كلل لتضطر لفتح المكالمة فيبادرها بقوله الحاسم الذي أدهشها 
أنا بحبك ومش هتجوز غيرك أنتي.
ألجمها ما قاله وأخجلها لدرجة احتباس الكلمات بحلقها ليعود همسه أكثر هدوءا وحنان أنا مش ممكن اتخلي عنك يا سارة ومشكلة الشقة بإذن الله هتتحل لكن أنا كلمتك دلوقت عشان اعرف حاجة مهمة اوي بالنسبالي.
صمت هنيهة ليغمغم بصوت مزج بين لهفته وحنانه 
أنتي جواكي مشاعر ناحيتي يعني انتي. 
_ أنا لازم أقفل. 
_ طب ردي عليا عشان خاطري. 
_ لما تتحل المشكلة وتوصل لاتفاق يرضي أهلي وقتها هيكون في صفة تخليني أكلمك براحتي. 
لتختم مكالمتها معه بقولها تصبح علي خير.
أغلقت فظل ينظر لهاتفه وابتسامة حانية تزحف على شفتيه حتي ظنها أمتدت لقلبه الذي أدرك الأن كم أصاب أختيار من تعتلي عرشه للأبد وترتدي تاج حبه الذي ما أدخره لسواها.
ساكنة القلب وغاليته.
_______________
شعر بتربيتة ناعمة علي كتفه فالټفت نحوها مبتسما وهو يأخذها علي صدره ولا يزال عقله شاردا بشرط أبوي عروسة شقيقه أديب لا ينكر أن طلبهما مشروع ولا إجحاف به لكن داخله كان يتمني لو تزوج أخيه بشقة والدته. 
_ هتعمل ايه يا فيصل
تسائلت سيدرا ولا
تم نسخ الرابط