مذاق العشق للكاتبة سارة المصري
المحتويات
وساحة المعركة لازالت أمامها طويلة كادت ان تنطق لولا ان فتح الباب وظهر زين من خلفه فتنهدت فى راحة وهى تسرع اليه قبل ان يدلف للداخل ابتسم لها قائلا حظى حلو النهاردة كدة انى اشوفك بس فيه عروسة بتيجى شغلها يوم خطوبتها
ابتسمت قائلة نعمل ايه بقا
واضافت فى خفوت وهى تميل للامام قليلا حكم القوى
اشار زين الى عينيه قائلا من عيونى اؤمرينى
ابتسمت فى امتنان قائلة متشكرة جدا بعد ماتخلص مع يوسف ابقى عدى عليا
وخرجت ليتقدم هو جالسا امام اخيه وهو يقول ده انت مفترى منزل البت يوم خطوبتها
نظر زين الى الباب دون ان يدرى ما رمى اليه اخوه وقال بصراحة نادر لما تلاقى حد زيها دلوقتى
نهض يوسف من على رأس مكتبه ليجلس مقابلا لاخيه قائلا فى تردد زين انت معجب بايلينا
قطب زين حاجبيه وقال فى حدة انت بتقول ايه يا يوسف الحاجات دى مفيهاش هزار
تمعن زين بأخيه للحظات قبل ان يقول فى جديه بص بقا ايلينا بنت يتمناها اى حد لكن انا مش هبص لواحدة هتبقى مرات اخويا ومش بس كدة دى حبيبته كمان
ابتسم زين لارتباك اخيه وقال انت لسة فى مرحلة المقاومة يا يوسف بس بعد فترة هتستسلم وهتبطل تعاند حبك ليها اللى بيكبر جواك المفروض تحمد ربنا ان مشاعرك ورطتك مع الشخص الصح مش تفضل تعاند
تنهد يوسف وهو يشيح بنظره بعيدا قائلا انت بتقول اى كلام يازين انا مش بعترف ان فيه حاجة اسمها حب اصلا
تنهد يوسف وهو ينظر الى اخيه الذى غادر وتركه يردد فى نفسه ملهاش ذنب شكلها هتبقى الذنب نفسه
دق زين على مكتب ايلينا فى رفق فرفعت رأسها اليه قائلة جيت فى وقتك نظر الى الملفات المتراكمة حولها قائلا ايه ده كله
ابتسم زين للحرب الباردة بينهما فقالت ايلينا خلينا فى المهم انا بنت خالتى رجعت من باريس وحاليا فى المطار واخوك منعنى استئذن
قطب حاجبيه في ازعاج وهو يهم ان يعود الى اخيه ايه الكلام الفارغ ده اوقفته ايلينا وهى تقول ارجوك يا زين مش عاوزة حد يتدخل هوا فاكر انى مش هستحمل وانا هوريه انى هقدر بس صوفيا واقفة فى المطار بقالها نص ساعة ودى اول مرة ليها فى مصر
رفع زين حاجبيه قائلا صوفيا !!
هزت ايلينا رأسها قائلة انا بعد اذنك طبعا ادتلها رقمك وشافت الصورة اللى انت حاططها على الواتس اب وهتعرفك عارفة انى هتعبك بس انا بحاول اكلم بابا وهو مش بيرد
ابتسم زين قائلا في رفق تتعبينى ايه بس يا ايلينا انتى من النهاردة تعتبرينى اخوكى ولما تحتاجى اى حاجة هتلاقينى جنبك ولو اللى جوة ده مزعلك انا مستعد ا
قاطعته ايلينا وهى تضحك قائلة اللى جوة ده سيبهولى ونظرت الى ساعتها لتضيف يلا بقا البنت وقفت كتير فى المطار
جلست صوفيا على احدى حقائبها وهى تنظر الى ساعتها للمرة الألف وتزفر فى ملل رفعت الهاتف فى تلقائية وهى تنظر الى صورة زين من جديد قائلة اتأخرت ليه زهقت من الوقفة بقا
وبعد دقائق كان زين فى قاعة الانتظار لايدرى عما يبحث تخيل ان يجد نسخة اخرى من ايلينا فى ردائها وطريقتها وبتلقائية بحث عن اى فتاة محجبة فى المكان فلم يجد سمع صوت أنثوى ناعم من خلفه يقول مساء الخير
الټفت الى الصوت ليتفاجىء بفتاة لاتشبه ايلينا على الاطلاق فملامحها كانت اوربية صميمة بيضاء البشرة صافية لا تخفيها بأى من مساحيق الزينة شعرها اشقر ترفعه للاعلى على هيئة كعكة صغيرة فوق رأسها ليعطيها مظهرا طفوليا اما عينيها فقد اربكته حين نظر اليها فلاتوجد كلمة تصف انه بالفعل غرق فى جمال لونها الاخضر العشبي الساحر وبريقها الذى كاد يفقده توازنه ومع ذلك فقد اشاح بوجهه في ضيق من ملابسها المٹيرة فقد ارتدت سروالا ضيقا من الجينز يكاد ينفجر صادحا بما يخفيه وفوقه قميص قصير يحدد انحناءات بشكل ملفت للنظر وبالكاد يصل الى خصرها انتشله صوتها من افكاره وهي تقول انت زين مش كدة
هز رأسه قائلا صح
تأملته لحظات قبل ان تقول فى بساطة وهي تصفق بكفيها انتى احلى كتير من الصورة
رفع زين حاجبيه وخفضهما فى دهشة من جرأتها بالفعل تختلف عن ايلينا تماما انتبه الى نظرات الرجال التى كانت تحدق بها فى اعجاب وانبهار واضح فزفر فى ڠضب وهو يتجه الى حقائبها قائلا يلا بينا
والى جواره ركبت السيارة تتابع العالم من حولها فى بهجة وليد يستكشف الدنيا من حوله هتفت فى سعادة مصر حلوة اوى كنت فاكراها مجرد صحرا
رد فى اقتضاب ده اللى بيصورهولكو هناك
نظرت له فى حيرة لقد اخبرتها ايلينا عن فظاظة يوسف ولم تتوقع مطلقا ان زين نسخة اخرى منه اما هو فقد كان يحاول اخفاء
حيرته وصډمته لم يتخيلها بهذا التحرر هل هى ليست على نفس الدين اصابه
الفضول فى مقټل فأراد التحايل على السؤال قائلا انتى فرنساوية فرنساوية ولا والدك برضه من اصول مصرية زى ايلينا
ابتسمت صوفيا لاهتمامه وقالت انا والدى مصرى برضه كان صاحب عمو سمير انا اسمى صوفيا احمد مصطفى
تنهد في عمق وهو يضغط على مقود السيارة أحمد يعنى انتى مسلمة
هزت كتفيها دون ان تدرى ما يرمى اليه قائلة تقريبا
نظر لها بسرعة قبل أن يركز في الطريق أمامه من جديد قائلا في تهكم تقريبا بينما صمتت هي فى غيظ فقد تضايقت من عدم اكتراثه بها وهى من تعودت ان تلفت نظر كل الأعين من حولها تأملت ملامحه من جديد وابتسمت وهى تردد فى نفسها فارس شرقى وسيم ولكن غليظ القلب وأعمى البصر عادت تنظر الى النافذة من جديد ملتزمة الصمت حتى أوصلها الى بيت سمير
قطع رنين الهاتف تركيز ايلينا الشديد وهى تحاول ان تنجز عملها فى اسرع وقت وبدقة شديدة فتحت المكالمة قائلة ايوة يا زين وصلت صوفيا
رد زين ايوة يا ايلينا روحتها عند عم سمير
ابتسمت بامتنان شكرا يا زين
رد في بساطة لا شكر على واجب بس بنت خالتك دى مش شبهك خالص
تساءلت وهى تتابع الحاسوب امامها اه فعلا هيا ورثت ملامح مامتها اكتر وما ورثتش من باباها حاجة
انا مقصدتش كدة
ضيقت عينيها وقالت فى تفكير اومال قصدك ايه
رد زين بسرعة ولا حاجة متشغليش بالك ولكنها فهمت ما يرمى اليه فأنهى هو المكالمة قبل أن يطرح الأمر لمناقشة يعرف أنه لن يقبل فيها أي مبرر قائلا يلا بقا خلصينا انتى وسى يوسف بدل ما الناس تيجى باليل متلاقكوش
ابتسمت وهى تغلق المكالمة وتمسح وجهها فى ارهاق قائلة منك لله يا يوسف منك لله واضافت فى اصرار وهي تنظر الى باب مكتبه بس على مين والله لتشوف
وفى تمام الثانية ظهرا أنهت ماطلبه منها يوسف الذى لم يصدق انها فعتلها فى هذا الوقت القياسى حاول البحث عن أي خطأ فلم يجد أسقط فى يده اخيرا وتركها تذهب لتستعد للحفل الذى كان مقررا له فى السابعة مساءا
الفصل التاسع
حاول أن يشتت تركيزه فى أي شىء
تابع التلفاز لفترة ثم أغلقه
طالع كتابا ولم يتعد صفحتين منه وألقاه جانبا لم يستطع الدوري الاسباني لكرة القدم ولا أدب نجيب محفوظ اللذان يمثلا عشقا خاصا له ان يطرحا صورة الفاتنة الشقراء عن خياله احتلت صورتها شاشة التلفاز وهي تتهادى في مشيتها أمامه بينما تتناثر خصلاتها في عشوائية حول وجهها وعنقها
محت ابتسامتها ما خط على صفحات الكتاب لتخلق سطورا نقشتها ببريق ثغرها
أغلق جفونه تماما فتسللت بينهما في خفة كأنها تتحداه برقة تبدو أقوى من أي ارادة يمتلكها
أمسك جبهته بيده وهو يتأفف ماذا فعلت به
لم يحدث أن نبض قلبه بتلك الطريقة حتى فى مراهقته بينهما مجرد أيام ماذا بها لتلبسه الحيرة في أغرب ثيابها اختلطت مشاعره لأول مرة تجاه نفس الفتاة شعر بحاجته للطمھا على ملابسها المٹيرة ولكن لما حين كان يرى مديرة مكتبه ترتدي مثلها كل ما كان يفكر به أن يبعدها فوجودها يضايقه أماهي فلا بل الأدهى انه شعر بحاجته لضمھا حين رأى دموعها شعر للحظة أن أنامله ستخونه وتمتد لتمسحها لا ليس أنامله بل شفتيه هي من ارتجفت تبغى التقاطها و
عليها اللعڼة الى الچحيم ستأخذه عاجلا أم آجلا من تكون لتأخذ كل هذا الحيز من تفكيره أخذ يدق على جبهته وهو يهتف مرددا ابتعدي
دق باب غرفته فظنها أمه فلا يوجد شخص يطرق غرفته في هذا الوقت المتأخر سواها نهض فى خفة وهو يبتسم ليفتح لها فتفاجىء بسمر أمامه رمقها فى ذهول ولكنه تخطاه سريعا ليسألها فى صرامة
سمر عايزة ايه وايه اللى جابك هنا فى ساعة زى دى
ردت وهى تهم بالدخول
ممكن بس ادخل الاول
سد عليها زين الطريق يمنعها في حزم
تدخلى فين انتى مچنونة !!!
وأضاف وهو يزفر فى ضيق
سمر انتى مبقتيش صغيرة انتى هتخلصى جامعتك السنة دى وهتشتغلى مينفعش عمايلك دى قولى عايزة ايه بسرعة وخلصينى
نظرت الى يديها التى شبكتها فى توتر ثم الى وجهه وتلعثمت
أنا أنا
ضړب زين كفيه ببعضهما وهمس من بين أسنانه
يارب نخلص
تفاجىء بعدها بيدها تمتد الى وجنته تسمر للحظات والصدمة أعجزته عن اتخاذ أي رد فعل فواصلت وهي تهمس بنبرة هائمة
انت هتفضل لحد امتى مش حاسس بيا ابدا زين انا بحبك
اتسع ثغره فى ذهول حملق بها في بلاهة حبس أنفاسه للحظة لم يظن أن يصل تفكيرها الى تلك النقطة مطلقا معاملته لها كمعاملته لايتن كم كرر على مسامعها أنها أخته الصغرى لم يصدر منه مطلقا ما يؤجج تلك الهلاوس
حرر انفاسه الحبيسة ليمد يده يزيح كفها عن وجهه فى عڼف في نفس اللحظة التى مر فيها محمود ليراه
متابعة القراءة