رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل الثامن

موقع أيام نيوز

الفصل الثامن. 
______
تمدد جسدها الهزيل باسترخاء فوق فراشها والتعب احتل عظامها أخر الليل تطوعها لتفعل كل شيء نيابة عن زوجة أبنها قمر نال من صحتها وقوتها التي نضبت لم تعد قادرة على منح المزيد خاصتا وزوجته لا تراعي لها عمرا تتركها تفعل كل أعباء منزلها وتطهو طعام غدائهما كل يوم حتي حفيدها هي من ترعاه وتحممه وتشرف علي طعامه.

تخاف أن تستمر بتغفيل أبنها رفعت فتضره دون أن تقصد هل الأجدر بها أن تدعه يكتشف مساويء زوجته التي تتفاقم يوم عن يوم أم تستمر بما هي عليه وتضلله كي لا يخترب بيته العامر ولكن هل هكذا تعمر البيوت
خواطرها الحائرة أرقتها وسلبت النوم من مقلتيها الذابلة ورغم تعبها الشديد هذا نهضت تتوضأ لتصلي وتستخير الله في أمرها.
___________
غمغم بعد لاك بعضا من طعام الغداء 
أخبار أخوكي عزت ايه دلوقت بعد ما طلق أشرقت. 
ابتلعت قطعة خبز قبل أن تتنهد بحسرة أخويا بقي مسكين يا رفعت أمي بتقولي مش داري بنهاره من ليله كل يوم يجي وش الفجر ينام ويصحى يخرج تاني بقا ولا شغل ولا مشغلة.
لم يبدو عليه أي ذرة تعاطف وهو يغمغم ببرود يمكن ربنا جزاه عشان اللي عمله في مراته.
رغعت عيناها تحدجه قمر بحدة هاتفة أنت شمتان في اخويا يا رفعت! و هو كان عمل فيها ايه ان شاء الله كانت عايشة عيشة زي الفل هي اللي بت نمرودة ومفيهاش خير. 
جادلها ببسالة خليكي حقانية يا قمر أخوكي وأمك ظلموا أشرقت ومحدش اتقي الله فيها أنا شوفت كانت عايشة معاهم ازاي.
اشتعلت عيناها ڠضبا وغيرة لدفاع زوجها عن أشرقت لتصيح دون تعقل جرى ايه يا رفعت انت محسسني إنها كانت ملاك و امي واخويا كانوا شياطين بيعذبوها ليل نهار. 
مال عليها وعيناه ترمق عيناها بتحدي يعني بذمتك انتي شايفة إن محدش كان بيعذبها وانهم كانوا بيتقوا الله فيها
نكرت قوله بقوة أه كانوا بيتقوا الله وبعدين هيعذبوها ليه اهي كانت بتعمل اللي أي واحدة غيرها بتعمله لكن هي بت ملعب ومش تمام الحمد لله ان خلصنا منها.
لتتبع قولها بقسم وربنا لو عزت اخويا بس يشاور لأشوفله عروسة برقبتها تبقي تحت رجله.
انتابه نحوها الكثير من الامتعاض وهو يقول مغيرا دفة الحديث علي فكرة أمي هتروح بكرة اسكندرية تقعد عند أخويا هتفضل هناك كام شهر بتقول عايزة تغير جو.
باغتها وأزعجها الخبر كثيرا مما جعلها تهتف دون حذر وازاي هتسمحلها تمشي يا رفعت وتغيب عننا ده كله 
صاح باستنكار نعم إيه أسمحلها دي أنا أمي تعمل اللي علي كيفها وتروح مكان ما تحب أخويا له حق فيها وكذا مرة يطلب ياخدها شوية عنده انا تقريبا من يوم جوازي أمي ماخرجتش من البيت ومحپوسة خليها تشم هوا شوية.
ألقي كلماته وأستأنف طعامه بينما شردت عيناها بعمق ورحيل حماتها سوف يحرمها الدلال التي تعيشه من سوف يقوم بكل شيء بدلا عنها ورفعت غائب في عمله ويظنها هي من تقوم بمهام بيتها لقد اعتادت الراحة التي تربت عليها من الأساس ماذا تفعل الأن
_ أنا نازل لأمي اطمن عليها وبالمرة أديها مبلغ يكون في ايدها هناك يمكن تعوز حاجة. 
من جديد تتخلي عن حذرها قائلة بفضول هتديها كام بلاش يكون مبلغ كبير مش هتحتاجه عند اخوك. 
_ وأنتي مالك يخصك في ايه
كان رده فظا قاطعا قبل أن يتركها متوجها لوالدته غير مكترث بها ترمقه بضيق وعقلها الشتعل يحاول إيجاد مخرج لما هو أت.
___________
شريط بنادول من فضلك
لبت أشرقت طلب أحد الزبائن الذي انقدها ثمنه و رحل لتصيح دينا زميلتها في العمل يلا بقا تعالي ناكل لقمة ونشرب حبة شاي دي ساعة الغدا بتاعتنا.
جلست قبالتها وأخرجت شطائر الطعمية الباردة وقبل ان تلتهم بعضها صاحت الأخري انا معايا سندويتشات بانيه تاكلي معايا
ابتسمت لها بعفة نفس شكرا يا حبيبتي بألف هنا علي قلبك. 
_يابنتي تغير عن الطعمية اللي بتفطري وتتغدي بيها كل يوم دي.
_ أنا بحب الطعمية جدا المطعم اللي بجيبها منه بيعملها حلو اوي وبعدين انا أصلا بتغدي مع خالتي لما برجع بالليل مش بيرضو ياكلوا من غيري.
ابتسمت لها الأخيرة بإيماءة وبدأت كل واحدة تتناول طعامها قبل ان يأتي زبائن أخرون وأثناء طعامهما
تم نسخ الرابط