رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل الثامن

موقع أيام نيوز

لتهمس دون وعي وكأنها تحاكي نفسها جيت أغير حياتي واعيشها زي منا عايزة مش زي ما غيري كان عايزني اعيشها.
عقدت دينا حاجبيها دون فهم يعني ايه مش فاهمة.
استعادت أشرقت تركيزها مردفة يعني كنت محتاجة اعتمد علي نفسي يا دينا مش مهم جيت ليه لأنها تفاصيل مش حابة اتكلم فيها ولا افتكرها لكن المهم اني دلوقت هنا بحقق ذاتي وبشتغل واصرف علي نفسي يعني محدش يقدر يتحكم فيا.
رمقتها دينا بنظرة مطولة شاعرة ان تلك الفتاة لديها الكثير من الخبايا لا تريد كشفها لأحد ربما في يوم ما تعلم عنها كل شيء وتنشأ بينهما صداقة حقيقية من يدري.
_________
يا نهار ابيض! انتي بتعملي ايه يا طنط
التفتت العجوز لها مبتسمة لتنزع زوجة ابنها الصحون من بين يديها قائلة بحسم والله ما يحصل يا طنط انتي عايزة ابنك سامي يبهدلني ويقولي مشغلاكي!
تمتمت بطيبة لا تصطنعها يا نجوى يا بنتي وفيها ايه لو ساعدتك شوية دول طبقين هتسلي فيهم أنا من وقت ما جيت وانتي زي النحلة حواليا ومش مقصرة.
قبلت يديها بتقدير مع قولها والله يا طنط ده حضرتك منوراني ومليتي علينا البيت انا والعيال.
واستطردت أنتي جاية هنا ترتاحي وتغيري جو استعدي بقا عشان سامي قال لما يجي بعد الغدا هيخرجنا المغربية نقعد علي البحر شوية والله ده أحنا دلوقت بنخرج علي حسك ابنك كان بينشف ريقي عشان يودينا في حتة بس الله يعينه برضو بيجي هلكان بصراحة.
ربتت علي كتفها بامتنان ربنا يرضا عنك وعن ولادي سامي ورفعت و يبارك في بيوتكم ودايما عمرانا بحسكم.
_ اللهم أمين يا ست الكل يلا بقا شوفي القرد الصغير حفيدك ألعبي معاه لحد ما اشطب المطبخ واعملك شاي العصاري اللي بتحبيه واجي.
جلست جوار إحدي النوافذ شاردة وحفيدها ذو العام ونصف غافي بين ذراعيها بوداعة بعد أن أنهكه اللعب بحسرة جمة راحت تقارن بين زوجتي أولادها شتان بين زوجة رفعت وبين الأخرى الأولي تستغلها أسوأ استغلال دون رحمة لم تنسي ذاك اليوم الذي جعلتها تنظف فيه عدد لا يستهان به من السمك بحجة أن والدتها ابتاعته لها وأحضرته دون تنظيف وهي لا تعلم كيف تنظفه يومها تأذت أصابعها ببعض الندوب جراء أشواكه الچارحة ولم ينتهي عملها فقط بتنظيفه قامت بطهو وجبته كاملة ورفضت أن تأخذ منه شيء لغدائها.
صور استغلال قمر لها لا تعد ولا تحصى. 
أما نجوي سيدة بيت بحق وتعلم كيف هي الأصول وتتقي الله بها منذ أتتها لا تدعها تشاركها شئون المنزل رغم كثرة أعبائها فعلا بشكل لا يقارن مع قمر. 
نجوى هي من تساعد طفليها الكبار في تحصيل دورسهما وتهتم بنظافة بيتها بشكل شديد وتراعي طفلها الصغير ذو العام ونصف ولا تقصر بشأنه غير أنها لا تهمل الاهتمام بمظهرها خاصتا قبل حضور سامي من عمله ودائما ما تفوح منها رائحة طيبة كل شيء بها طيب جميل. 
من جديد تنهدت بحسرة هامسة بضميرها 
يا خسارة بختك يا رفعت يا ابني مكنتش تستاهل واحدة زي اللي معاك دي ثم رفعت رأسها للسماء تناجي ربها بخشوع يارب انت وكيلي وحسبي أعمل لأبني الخير واصلح حال مراته ده طيب ومايستاهلش العيشة اللي عايشها دي. 
وتساءلت داخلها كيف تدير قمر شئونها منذ رحلت هل سوف تكون فرصة لتعتمد علي نفسها دون مساعدة احد أم ستظل علي حالها وتخرب بيتها بيديها لا تدري ولن تتدخل بعد الأن. 
ربما هو قراراها الأصوب وعليها الصمود لتري ما سيرسوا عليه حالهما.
________
سارة هتحضري معايا خطوبة دينا زميلتي
أجابتها الأخيرة أيوة يا حبيبتي هي عزمتني لما جيتلك الصيدلية امبارح وانا مقدرتش أكسفها وبعدين اهو فرصة نغير جو أنا وانتي.
_ كويس اوي أصل كنت مكسوفة اروح لوحدي وفكرت اعتذر 
_ ليه بس تعتذري انتي مش بتقولي بقيتوا أصحاب وبتحبيها
_ أه والله يا سارة بنت مؤدبة وجميلة كده بس خۏفت اروح وانا معرفش حد خالص. 
_ لا متقلقيش انا معاكي في اي حاجة يا شوشو. 
واستطردت هتلبسي اي طقم وانتي رايحة
غمغمت وهي تهز كتفيها دون اهتمام عادي أي بلوزة علي بنطلون جينز من اللي اشتريتهم معاكي. 
_جينز ايه يا بنتي ده فرح لازم. تلبسي فستان. 
_ واجيبه منين ده وبعدين انا مش حابة
تم نسخ الرابط