عشق كفيفة
وهى ترى امير يغادر اما عدى انتظر حتى يبتعد امير قليلا عنه ليقول بحب
عاوزة حاجة يا ملك
لتحرك رأسها بالنفى ليومأ هو لها وما ان جاء ليتحرك اوقفه همسها باسمه الذى مس قلبه
عدى متخليش امير يقابل مالك عشان ميحصلش مشاكل كفاية اللى حصل
ليلتفت اليها بابتسامة عاشقة قائلا
ان شاء الله خير متقلقيش وشدى حيلك عشان ترجعى الكلية من تانى
لتبتسم هى بمجاملة
قائلة برقة غير مفتعلة
ان شاء الله يا عدى
ليومأ لها من ثم يغادر هو ايضا متبعا صديقه
____________
بينما عند بوابة البرج السكنى كان يقف امير ينتظر صديقه عدى ليلاحظ اصطفاف سيارة امام للتو ويترجل منها شاب اشقر ينزل من السيارة وعلى وجهه ابتسامه من نظرات عينيه استشف انها نظرات عاشقة ليتجه ذلك الشاب الأشقر الى المقعد الخلفى ويفتح بابه ومن هيئته كان يبدو أنه يوقظ احدا لتمر لحظات ليست بالكثيرة وهو يبتعد عن الباب ويحمل طفل لا يتجاوز عمره الخامسة فوق احدى
ليخرجه من تفكيره هو صديقه عندما وضع احدى كفيه فوق كتفه قائلا بحماس وابتسامة واسعه وكأن الحياة قد عادت له
هنروح فين دلوقتى
ليتنهد امير بتعب قائلا بارهاق وهو يسير باتجاه سيارة عدى
ودينى القصر وشوف انت بقى هتيجى تكمل اليوم عندنا ولا هتروح ولا هتروح فين
لا هروح وابات معاك كمان
لدرجة دى ندمانة على اللى حصل وزعلانة يا تولين
اسرعت تهمس بصوت متحشرج تهز راسها بقوة
لااا ابدا يا مالك انا بس ....
انتى ايه يا تولين عرفينى اتكلمى معايا
خاېفة يا مالك خاېفة تحصل حاجة وتبعدنا عن بعض
ابتسم مالك بحنان هامسا لها يطمئنها بنبرة واثقة حنون
وليه كل ده ايه اللى مخوفك بالشكل ده انا عمرى فى حياتى ماهبعد عنك ولا هسمح لاى حاجة او اى حد يبعدنا عن بعض ابدا
تراجعت تولين عنه قليلا تهتف بامل
بجد يا مالك!
بجد يا عيون مالك
تلونت
مالك كنت عاوزة اسالك عن حاجة بس لو مش عاوز تجاوب بلااش انا مش هز.....
ليقاطع حديثها طرق الباب وصوت احدى الخادمات التى قالت
مالك بيه تولين هانم
ليجيبها مالك بينما تكمل هى قائلة
لا مؤاخذة يا بيه بس عاصم بيه عاوزكم تحت
ليجيبها مالك قائلا بجدية
تمام نازلين
لتمر نصف ساعة كان خلالها مالك وتولين قد استعدا للنزول ومقابلة عاصم ولكن قبل ان يخرجا من الغرفة تحدث مالك بنبرة هادئة
تولين
لتلتفت اليه سريعا بابتسامه مشرقه ليقترب منها ملتقطا كفيها بين كفيه قائلا
لتقاطعه هى پخوف قائلة
هتسيبينى
ليجيبها بسرعه وڠضب طفيف قائلا بعصبية
لا مش هسيبك عاوز يكون فى ثقة بينا مش كل ما اكلمك تجيبى سيرة انى اسيبك
لتخفض رأسها باسف كالاطفال قائلة بنبرة متأسفه
انا اسفه بس انا متأكده انك مش هتسيب ملك تسافر لوحدها
ليوما لها قائلا بهدوء بالظبط وفى نفس الوقت مش هقدر اسيبك هنا لوحدك
جاءت لتجيبه لكنه قاطعها مكملا حديثه بجدية
متقوليش اسيب كل حاجة واجى معاك تولين الحياة مش سهلة
زى ما انت متخيلة جدك هيرفض هو وامير دا غير شغلك وحياتك كلها هنا
عشان خاطري بلاش دموعك جدك لو كلمنى على انفصال تحت انا هرفض انت مراتى فاهمة
لتومأ له براسها وهى تقول
طب والسفر يا مالك
ليجيبها بحنان قائلا بابتسامه واثقة
مش هسيبك بس عاوزك تثقى فيا وتسمعي كلامى بالله
ديقه مالك ينظر إلي هاتفه بشوق وهو يحدث نفسه بصوت مسموع
اكلمها طيب لا هتقول إني بفكر فيها .. إيه الغباء بتاعى دا ما هى عارفة إني بفكر فيها .. أنا هكلمها وبعدين أنا اللى المفروض أزعل مش هى .. بقالى اسبوع فى مصر ومش سالت فيا...
ليتنهد بتشجيع وهو يقوم بالإتصال عليها ولم يكاد أن تكمل لحظات إلا وقد أتاه صوتها الذى إشتاق إليه
الحوار مترجم
تيم
ليغمض عينيه بإشتياق قائلا بحب ظاهر
وحشتينى نجمتي
لتبتسم هى بسعادة قائلة بحب حاولت إخفائه
مش اتصلت بيا طول الاسبوع اللى فات تيم
ليجيبها بحنق
استنيتك انت اللى تكلميني وتصالحينى بس أعمل إيه بحب تلاجة
لتضحك هى على وصفه لها بالثلاجة قائلة بصدق
انا اسفة تيم عارفة انى اتعصبت عليك اخر مرة
ليجيبها بحنان قائلا
خلاص حبيبي محصلش حاجة
لتشعر بتضخم قلبها من شدة حبها له قائلة بتهرب
اخبارك ايه فى مصر واخبار مالك وملك عاملين ايه دلوقتى
ليتنهد هو بطول قائلا بهدوء
كلنا كويسين الحمدلله المهم قوليلى الدكتور بلغك بحاجة جديدة ولا
لسة
لتجيبه بحزن واسف من الطرف الاخر قائلة
للأسف لسه الوضع زى ما هو مفيش جديد بس الدكتور قال
ان مرحلة الخطړ عدت الحمدلله
ليتنهد تيم بطول واخذ يتحدث معها لمدة تقارب الساعه وما ان اغلق الخط معها القى بهاتفه على الاريكة المقابله له متنهدا ببطئ قائلا
الله يسامحك يا الياس انت السبب فى كل دا لازم يهنى تخطط وتهبب انت وهى
ما زلت أتعافى من الخذلان الكبير الذي أصاب قلبي ما زلت أتعافى من كل كلمة سامة أصابتني فأفقدتني ثقتي بنفسي ما زلت أقاوم رغبتي في عدم مغادرة فراشي ما زلت أخوض حربا لا تنتهي أنهزم وأسقط وأنهار..
اتسأل أين انت يا أمي كى تساعدينى وسط تخبطي هذا هل تشعرين بما أشعر به هل يصل اليك آلام قلبي انا لا أريدك أن تحزني لأجلي ولكني أريدك انك تكونى بجانبى و معى لقد اشتقت الى حنانك اشتقت الى عناقك الدافئ اشتقت اليك بشدة لما لا تأتى لتأخذينى ألم تشتاقى إلى يا أمي بالله أجيبينى .. هل انا سيئ حتى لا تحنو على وسط آلامي التى تكسوني يا أمى الحياة القاسېة على ف بالله لا تقسو انت ايضا يا أمى انى اناديك من وسط عتمتى فأنا كما تعلمين بحالي.......
فيا أمي بالله لا تحزني منى فقد حاولت..
حاولت أن أنظر للأمور بواقعية ولكني وجدت أن الواقع كئيبا أكثر مما أتخيل الحياة قاسېة والحزن لا يترك أحدا وأننا جميعا مصابين بلعڼة النهايات الحزينة والحزن المستمر والحنين الدائم للذكريات والراحلين هل اخطئت فى نظرتى للحياة يا امى..
وحينما سئلت إلى متى سنظل مصابين بلعڼة النهايات الحزينة
أجبت أعتقد أن الاختيارات الخاطئة دائما تؤدي لنهايات حزينة اختيارات العقل أحيانا قد تفرض علينا فراق أو رحيل دون إرادة منا فقط لأن هذا منطقي أو صحيح النهايات الحزينة سببها ظروف خارج الإرادة رحيل أو بقاء مؤلم هذا تحديدا ما قد يجعلنا مصابين بلعڼة النهايات الحزينة للأبد والحقيقة يا أصدقائي التي تعودت علی أن لا اخفيها عليكم هو أننا سنظل نشعر بالحنين في كل لحظة من لحظات الوحدة والاشتياق التي تمر علينا في كل ليلة في كل مرة نتذكر خذلان شخص قريب لنا أو ألم فراق لم يستطيع الوقت محوه سنظل نعاني وتظل لعڼة النهايات تطاردنا حينما تراودنا الذكريات الكئيبة في ذروة أوقات نجاح علاقات جديدة في كل مرة يتملكنا الخۏف من تكرار الخذلان مجددا ونبتعد فتستمر الحياة مصبوغة بالحزن باهتة الذكری شحيحة الأوقات السعيدة .
هل اخطئت فى سردي يا أمى السنا جميعا مصابين بلعڼة النهايات الحزينه يا أمى منذ رحيلك وانا اصبحت سوداوى اصبحت امقط تلك الحياة القياسية .. وعندما فارقت روحى جسدى وجد من ينقذني أليس هذا سيئ يا أمى..
اتسائل بسخرية لماذا ذلك الطبيب الذى
انقذنى من المۏت فى هذا اليوم الكئيب لم لم يستشيرني أينقذنى ام لا هل تعلمى يا أمى بأننى كنت سأرفض ان ينقذني .. أليس هذا أمرا مضحكا
أجل أمى اعرف ان هذا الضحك ما هو إلا آلام يعصف بقلبى وان هذا الهدوء الذى اتحدث به هو بسبب الهموم والحزن الذى يملأ داخلى ..
لكن الان الوضع مختلف فالان ينمو بداخلى طفلى
ينمو داخل احشائى اليوم هو يومه الاول بشهره الثانى داخل رحمى وهذا هو السبب الوحيد الذى يجعلنى أقاوم تعبى والمى فقط من أجله أشعر باننى سوف اعافى عما قريب فقط من اجله هو من اجلى طفلى اريد ان افتح عيناى اريد ان
انهض من مكانى لاستعد لقدومه ومع كل هذا الذى اخبرتك به..
فمن واقع خيالي سأسرد لكم حال تلك الفتاة
العمياء فهي لاتزال تركض بين العابرين وتسب الذكور فهي لاتزال تعاني من قسۏة الحب منذ زمن مضى مع ذلك العاشق القاسى .
انت موافقة على اللى جوزك بيقوله دا
هتف عاصم بحدة لتولين التى تجلس بصمت مخفضة رأسها ولا تعلم بما تجيب جدها
ليجيبه مالك بثقة وبرود وبنفس الوقت احترام لذلك الرجل الذى لم يرى منه غير احترام وتقدير له
حضرتك تولين مراتى ومن الطبيعى انها تكون موجودة فى نفس المكان اللى انا فيه
ليصيح عاصم بعصبية مقاطعا له بانفعال
ومش من الطبيعى انك تاخدها وتهاجر انت توافق ان اختك تهاجر مع جوزها
ليبتسم مالك بسخرية قائلا بحدة مفاجأة
وانا مش هقبل ان يكون ليا علاقة بواحد ضړب اختى لحد ما ماټت حتى لو كان الشخص دا اخو مراتى
فى نفس الوقت كان امير قد دلف للتو هو وعدى ليستمع الى حديث مالك الاخير ليشعر بتمزق قلبه داخله من كثرة آلآلام التى هاجمته ليتجه اليهم بخطوات بهدوء وما ان رأه مالك تحولت نظرات الاخير الى نظرات ڠضب وكأنه يحاول منع نفسه من عدم الانقضاض عليه ليردف امير بصوت مټألم حاول صبغه بالهدوء
وانا مش هجبرك ان يكون ليك علاقة بيا بعد اللى عملته بس تولين اختى وانا مقدرش استغنى عنها دى اختى الوحيدة
مالك بنظرات قاټلة وهو يقول پغضب مكتوم
وانا مش همنعها عنكم انا هاخدها ونسافر ولو فيه عندكم مناسبة
ولا حاحة هجبها لحد عندكم تحضرها واول ما المناسبة تخلص هاخدها ونرجع
لينظر امير الى تولين الجالسة بصمت قائلا
تولين انت عاوزة تسافرى مع مالك ردى عليا موافقة
على اللى بيقوله هتسيبى شغلك وحياتك وتسافرى معاه
لتحول تولين نظرها بين اخيها وزوجها وايضا جدها لا تعلم بما تجيب فاذا اختارت اخيها وجدها ستخسر مالك الى الابد واذا اختارت مالك ستخسر اخيها وجدها لتبتلع ريقها بتوتر
جدى مالك يبقى جوزى وزى ما انا مقدرش استغنى عنكم مقدرش استغنى عنه
ليقاطعها جدها بصرامه
مليش دعوة باللى انت بتقوليه دا ..
اختارى يا عيلتك يا جوزك
صډمه اصابت الجميع تولين امير عدى وايضا مالك .. كيف له ان يخيرها هكذا فهو أكثر شخص يعلم مدى حبها لمالك وايضا مدى حبها لعائلتها لتنظر بدموع الى جدها من ثم تتجه الى مالك تقف امامه وتمسك بكفيه بينما جدها ينظر لها بحزن