للقدر حكاية بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


عن الورقه التي وضعتها أمامه رمقها بجمود لأول مره رغم صرامته مع الجميع الا انها تشعر بلطافته دوما عقلها ديما يفسر لها بحس نية انه توفيق من الله لا اكثر
ايه ده ياهناء
سألها محدقا بها لتنظر اليه بتردد 
ديه استقالتي يافندم 
لم تكن ترغب بذلك ولكن منذ ذلك اليوم الذي اتي فيه مراد للفندق مع نغم والقرابه التي أصبحت تعرفها جعلتها تخشي ان يكشف امرها تذكرت ذلك اليوم وقد تساهل معها خالد ووافق على خروجها بنصف دوام بعد أن تظاهرت بالمړض 

عارف انها استقاله واستقالتك مرفوضه 
قالها بصوت اغضبها فهتفت بضيق 
انا عايزه استقيل واخد مستحقاتي وشهاده خبره 
ردت فعله لم تكن طبيعيه ولكنه لم يرد رحيلها أصبحت جزء من يومه يطالعها خلسه حتى أنها بدأت تظهر في أحلامه 
مش لعب عيال ده وشهاده خبره هتاخديها علي شهرين شغل بس انتي لو قولتي لأي مكان اني اشتغلت شهرين متوقعش انه هيقبلوكي غير أن الفندق اسمه معروف 
واردف وهو يتحكم في نبرته حتى يظهر بمظهر المدير الصارم 
اكيد محدش هيفسر ان العيب في الفندق العيب فيكي انتي 
احتدت عيناها وهي ترمقه وتسمع غلاظة حديثه 
حضرتك قصدك اني موظفه مش اد المسئوليه 
مش انا اللي بقول كده يا هناء ده سوق العمل
حاول أن يكون هادئا عندما شعر ان حديثه لم يعجبها 
الفندق داخل على توسعات ياهناء وانتي محتاجه خبره بلاش تضيعي اللي بدأتي اعتبريها نصيحه اخ بلاش مدير لموظفه عنده 
تعجب عنتر من دلوف سيارة فرات عبر بوابه المزرعه اتجه نحو سيارته بعدما وقفت ليصعد جانبه في المقعد الخلفي 
انت مش قولت انك مش جاي لفتره يابيه 
تجاهل فرات سؤاله فأرتبك عنتر وداعب شاربه حرجا
هتروح بيت المزرعه ولا هتشوف المحصول 
اتي من أجل شئ يجهله وجد قلبه يخبره بالاجابه فهو اتي من أجلها لينفض رأسه من الدوامه والمشاعر التي تقتحمه
اطلع على حظيرة المواشي 
وقفت صفا خلف حوريه تتعلم منها حلب الأبقار عندما وجد عنتر لا فائده لها في الحقل وضع مهمتها مع المواشي انهت حوريه حلب البقره لتعطيها الدلو المملوء 
خدي بالك ياصفا لعنتر يطلع عنينا 
انحنت بظهرها حتى تتمكن حوريه من وضعه فوق رأسها 
مټخافيش ياحوريه ما انا لسا كنت بحمل منك قبل كده 
رمقت حوريه شحوب ملامحها مشفقه عليها 
بس انتي لسا تعبانه 
هو انا امتى هعرف احلب زيك 
ضحكت حوريه على سؤالها ورغبتها الشديده بالحلب
يابنتي خليكي في الاسطبل ولا اقولك مع الفراخ احسن انتي غاويه تعب 
انتبهوا على صوت العامل الذي يخبرها بالاسراع في حمل الدلو 
ثبتته حوريه فوق رأسها لتسير به ببطئ نحو الغرفه التي تقف خارج الحظيرة الواسعه 
تنهدت وهي تقترب من العربه لتلتوي قدمها بالحجر لتسقط ويسقط الدلو معها تنظر للبن الذي يسيل على الأرض بفزع واعين العاملين عليها 
اقترب منها العامل المسئول ېصرخ بها 
أنتي عاميه مخصوم منك تمنه
توقفت سياره فرات في نفس الوقت وخرج عنتر وقد لمح المشهد اسرع في الخطى نحوها يرفع عصاه فهو ينتظر الفرصه لضربها 
العصا كانت ستسقط على جسدها ولم يفزعه الا صړاخ فرات بقوه 
عنتر 
تجمدت قبضه عنتر علي العصا وفرات يتقدم منهم جامد الملامح ينظر إلى ملامحها الخائفه
وقفت تشب على قدميها حتى تتمكن من ربط رابطه عنقه والتعلم فيه تنهد بضجر من اصرارها علي ان تتعلم فيه اليوم ولديه مقابله مع شركاءه لتغير بعض بنود في الصفقه
ياقوت مش وقته 
كانت متحمسه لما تفعله ناسيه انه يحني رقبته نحوها 
سيبني احاول قربت اعملها اه
بقالك ساعه بتجربي
صدح رنين هاتفه ليميل قليلا نحو الفراش يلتقطه وقد لمح اسم مريم فضغطت على زر الاجابه على الفور
اخيرا عملتها عشان تعرف بس 
صاحت بعلو صوتها دون قصد منها وهو يفتح الخط فضحك رغما عنه 
شايفه ياقوت يامريم معذباني ازاي كل ده عشان تتعلم تربط الكرافته 
رابطه عنقه التي كانت تهوى فعلها فكانت والدتها تضحك على فعلتها تخبرها انها هي زوجته وليست هي وكانت تتذمر منها وهو يضحك على مناكفتهم 
تمالكت حالها ونظرت نحو سيلين القادمه اتجاهها 
هتيجي امتي عشان وحشتني يابابا 
ابتسم على فعله ياقوت بعدما لثمت خده وضمھا إليها 
مش عارف لسا يامريم هعرفكم اكيد قبلها 
أنهت مريم الحديث بعدما وجدت سيلين أمامها وبعد تفكير طويل في اقحام امرأة اخري بحياته وبعد مكالمه اليوم هتفت دون مقدمات 
بتحبي بابا 
اتسعت حدقتي سيلين وهي تسحب مقعدها لتهتف مريم ثانية 
عايزه تبقى حرم حمزه الزهدي 
الفصل الواحد والأربعين
مشهد صراخه جذب أنظار العاملين الكل وقف ينظر إلى رب عملهم كيف يتحرك صوب تلك الفتاه الملقاه ارض تعجب عنتر من زمجرته القويه به ونظراته الحاده ازاح عصاه جانبه قبل سقوطها عليها
انحدرت دمعه فوق خدها الأيسر ازالتها سريعا وهي تسمع صوت حوريه الراكضه نحوها تهتف بأسمها 
كل واحد يروح على شغله 
قالها عنتر پحده ببعض العاملين الواقفين حولهم حينا أصبح فرات أمامه اطرق رأسه خزيا لينظر نحوه فرات بجمود وحدق بصفا يمد لها كفه فعلته جعلت حوريه وعنتر ينظرون للأمر بأعين متسعه وخاصه عنتر الذي عاشره لسنوات طويله 
تعلقت عيناها بكفه ثم انتقلت لعينيه استنكرت رحمته العجيبه ولم تنطر لفعلته الا متهكمه
احتدت عيناه من تجاهلها له وقبض على كفه بقوه يراها تنهض بمفردها تتجاوزه
أنتي يابت ازاي البيه يمد ايده ليكي وتمشي وتسبيه 
عنتر 
عاد ېصرخ به ثانية متجاوزا فعلتها بجمود 
اقتربت منها حوريه تنفض لها عبائتها تنظر لفرات الذي اتجه نحو سيارته
ايه اللي عملتي ده ياصفا ده صاحب المزرعه وممكن يطردك 
لم تهتم بما تخبرها به حوريه فهي تكرهه وتكره لمسه
يكفيها ما عاشته معه دمغ جسدها ونالها اقتدارا وڠصبا سارت أمام حوريه بخطي واثقه تعجبت حوريه من امرها لتهتف بها
أنتي مش خاېفه انه يطردك ياصفا 
ألتقت عيناهم والسياره تتحرك ببطئ من جانبهم لتلتف نحو حوريه تجيبها 
الأرزاق بيد الله ياحوريه
جلسه كانت فيها الأخرى مجرد مستمعه تستمع في صمت شعورها كان يتبدل بين الدهشه والحزن والأمل وبين ان الشخص الذي تمنته أصبح زوجا وليست هي من تفكر في رجلا زوج لأخرى يوم ان اعجبتها شخصيته كان ارملا وكان الأمل ينبت داخلها ولكن اعطائه لها عملا في فرع أخر من شركته بعيدا عنه جعلها تتأكد انه لا أمل كي يشعر بمشاعرها وان حكايات الروايات وقصص الأفلام ماهي إلا خيال
انتهت مريم من نسج الحكايه التي ساعدتها صديقتها رؤى في تأليفها وتمتمت بوداعه تليق بسنها الصغير وليس ك ماكره 
انا خاېفه على بابا من البنت ديه انتي متعرفيش بتعمل ايه عشان تبعده عننا كانت طيبه وفجأة ظهرت نيتها 
واردفت بوداعه اكثر
تعرفي ان سمعتها بتكلم راجل غريب وقولتلها بابا لو عرف كده هيكون ردت فعله قويه عملت تمثليه عليه وصدقها كان ناوي ياخدني معاهم في سافريته بس ده كان عقاپي عشان زعلتها 
وسقطت دموعها وقد اجادة الخطه كما اتفقت هي وصديقاتها وساعدتهم فيها زوجه عم رؤى في احكامها
مريم مش معقول حمزه بيه يتخدع في حد حمزه بيه انا اشتغلت معاه وعارفه دماغه كويس
ومدت كفها تربت على يديها المتشابكه ببعضهم 
انا ممكن اكلم حمزه بيه واقوله على سوء الفهم ده 
ارتجف قلبها خوفا من تلك الفكره وخشت ان تفعل سيلين ذلك
لا ارجوكي هيزعل مني وعمتو ناديه كمان عمتو ناديه شايفه اني عايزه اخرب حياتهم
واطرقت عيناها صوب مشروبها البارد تكمل حديثها الذي بدء يتوغل داخل عقل الأخرى 
أنتي مش معجبه ب بابا 
واردفت ببرأه تجيدها بملامحها الطفوليه 
من كلامك عنه الكتير حسيت بكده شكلي فهمتك غلط 
ألقت عبارتها وهي تنظر لملامح سيلين المرتبكه وتوترها لتدرك انها تسير نحو هدفها 
مريم مش معنى اني بتكلم عن حمزه بيه بفخر يبقى جوايا حاجه 
تمنت سيلين ان تستطع إخفاء مشاعرها التي فهمتها مريم طردت وسوسة شيطانها فهى لا تريد ان تكون أمرأة لعوب بشعه تسرق رجلا ليس لها 
أنتي ليه بتداري مشاعرك بعد ما فهمتك حقيقه جوازهم عمتو ناديه هي اللي جابتها حياتنا وهي اللي أصرت على بابا يتجوزها ديه لعبه رسموها سوا هي والبنت ديه يرضيكي بابا يعيش مع واحده بتستغفله 
ونهضت تحمل حقيبتها الصغيره والأمل قد تلاشي داخلها ف سيلين تظهر لها صوره المرأة العفيفه وهذا ما لا ترغب به تنهدت سيلين ووجدتها تتحرك من أمامها وشيئا داخلها يحركها يخبرها ان تفعل شئ لذلك الرجل الذي تقدره وتخلصه من زوجته اللعوب كما افهمتها الصغيره ضميرها ورغبتها تحركوا معا ولم تدرك ان رغبتها هي التي قادتها وان الضمير ماكان الا القناع المزيف 
مريم استنى 
اتسعت ابتسامه مريم وهي تسمع ندائها لتخفي ابتسامتها سريعا وتلتف نحوها حدقت بها سيلين بتوتر تفرك يداها ببعضهم 
انا موافقه اساعدك وبس 
اقتربت منها مريم ټحتضنها تشعر بالزهو مما حصدته اليوم تهتف داخلها
ياقوت بس تطلع من حياتنا وانتي كمان هتطلعي وترجع عيلتنا زي ما كانت 
نظرت نحوه ونحو تلك السيده التي تحادثه ببارعه بلغتها الأم ويبدو انهم يتناقشون كانت عزيمه مع شركاءه هنا وكل منهم اتي بزوجته
جلست بينهم لا تفهم الا كلمات بسيطه من حديثهم الذي تحول إلى مناقشه نحو الأعمال والاستثمار 
خجلت من تناول طعامها واكتفت بأحتساء الشربه واكل القليل من السلطه مضي وقت الطعام ليأتي دور ارتشاف المشروبات وهي
جالسه تنظر حولها تارة وتاره تنظر اليه الي ان جذبت عيناها طفله تركض في المطعم ببلونتها وعلى وجهها ابتسامه صافيه
المشهد جعلها راغبه في رسمه تذكرت مفكرتها الصغيره في حقيبتها ولكن الأمر توقف عند حاجتها للقلم تنهدت بأحباط لتقع عيناها على قلم الكحل الذي يعد هو زينة وجهها الوحيد 
شردت في الراحه التي تحتل ملامح الطفله مع ركضها بحلم بسيط وهي تتعلق ببلونتها فكلما فقدت الخيط من بين اصابعها قفزت لتلتقطه فرحه بصنيعها 
أحدهم اخبره ان زوجته تجلس بينهم منعزله فرغب بالاعتذار منها لان حديثهم بات مملا دار رأسه نحوها حتي يسألها عن رغبتها في المغادره مدام لم يعجبها الأمر 
عيناه وقفت على اصابعها وهي تتنقل بالقلم واتجه بعينيه نحو ما تطالعه لتقع عيناه على الطفله ببلونتها 
ابتسم لما خطته اصابعها فحتى رسوماتها تشبهها 
تشبهك البنوته 
وقفت يدها علي القلم لتلتف نحوه تنظر اليه والي شركاءه المندمجين مع زوجاتهم وتخضبت وجنتاها خجلا
تشبهني ازاي انت كده بتظلم البنت 
طالعها بنظرة لأول مره تراها في عينيه ولكنها

كانت أجمل نظره طالعتها طالع ياقوت الفتاه البسيطه ياقوت التي حكمت عليها الحياه ان تعيش في قفص كالطائر الي ان حرره صاحبه أخيرا فأخذ يتخبط بجناحيه يبحث عن وطن وكانت عيناه هي الوطن 
مش لازم تشبهك في شكلك يكفي روحك 
ونظر للفتاه ثم إليها يحثها على مواصله ما تفعله 
كملي يلا قبل ما البنت توقف لعبها 
اماءت برأسها وعادت الي ما تفعله ومشاعر الحب نحو ذلك القابع جانبها تعلو وتتدافق داخلها وبعد أن كانت خائفه من حبه 
تحرر قلبها راغبا بنيل المزيد يخفق بين اضلعها بتراقص صائحا
مهللا بسعادته
نهضت من غفوتها وقد ظنت انها غفت ساعه
 

تم نسخ الرابط