للقدر حكاية بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


لها عندما تراها بتلك الهيئه في ملابس حمزه... حملقت بها مريم لكنها أسرعت تسألها بحب 
أنتي كويسه ياحببتي... متقلقيش هنلاقي مها 
انتبهت على نظرات مريم الفاحصه لتخجل من اسراعها في فتح الباب وهي هكذا ولكن ماذا كانت ستفعل اذا تأخرت عن فتح الباب ستظن ان هناك شئ يحدث وهي في غنى ان تفسر شئ خاطئ فما ترتديه ليس إلا بالنسبه لجسدها ثوب قصير مضحك مهلهل

بابا فين 
رمقتها مريم پحقد وهي تبحث بعينيها عن حمزه.. لتقع عيناها عليه وهو يخرج من المرحاض يجفف خصلاته بالمنشفه.. ركضت نحوه 
بابا هنلاقي مها صح
تأملها حمزه بحنو يربت فوق خدها 
ان شاء الله هنلاقيها... ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي 
سقطت دموعها اشتياق الي والدتها 
ماما وحشتني اوي لو كانت هنا كانت اخدتني انا وشريف في حضنها 
اطرقت ياقوت عيناها وانسحبت لركن بعيد تدراي دموعها يتم مريم يذكرها باليتم الذي عاشته ووالديها على قيد الحياه 
ماما في مكان احسن من هنا يامريم... مش قولنا كل ما نفتكرها ندعيلها 
انا مش بنساها يابابا
واردفت بسؤال اردات ان يريحها ولا يجعل تلك الواقفه تشعر بالنصر اكثر من ذلك 
وانت كمان منستهاش صح يابابا 
انتظرت اجابته التي رغبة بها ولم يبخل عنها فهو لم ينسى سوسن ولن ينساها.. فأمرأه مثلها لا تنسى 
ماما متتنسيش يامريم...
اشرقت ملامحها وغادرت بعدها فالنعاس بدء ينتابها... اغلقت الباب خلفها وقد اطمئنت وزال خۏفها 
اوعي تكوني زعلتي ياياقوت 
نفت برأسها تنظر نحو قدميها الصغيرتين 
انا مبزعلش من مريم انا مقدره اللي هي فيه... لكن انا كنت وقفت الكلمه على طرفي شفتيها 
لكن ايه ياياقوت 
كنت بزعل منك انت 
نطقت ردها بسرعه وعفويه... فرغم ما به وما يشغل عقله

الا انه ابتسم 
لينا كلام كتير اوي بينا... بس مشكله شريف تتحل 
وتعمق في النظر إليها يتأمل هيئتها العابثه 
تعالي ننام لاني محتاج انام على أقل ساعتين 
اتعبه عقله من شدة التفكير فألتف بجسده نحوها يقرب المسافه بينهم. أغلق جفنيه يستشعر بالنوم يشعر بدفئها. 
................................
صباحا كان جديدا ومختلف علي الجميع 
استيقظت هناء تتثاءب ونهضت مڤزوعة من فوق الفراش 
يامراد الشغل اتأخرنا 
توقف مراد على اعتاب الغرفه وهو يحمل صنيه الإفطار لها فور ان سمع صوتها الصارخ تجمد في وقفته 
شغل ايه والنهارده صباحيتنا...
تأملت الفراش ثم هيئتها بالثوب القصير لتتسع عيناها وعادت مقتطفات الليله الماضيه تمر أمامها... همساته واسفه ومشاعر أخرى جعلت وجهها يتخضب بالخجل
اقترب منها بعدما وضع صنيه الطعام جانبا 
مش معقول ياهناء اهم ليله تنسيها.. ديه المفروض تتحفر في الذاكره
بس بقى
دفعته عنها وهي تهتف عبارتها الخجوله واسرعت بأخفاء عيناها بكفيها
بس ايه... عمك علي فكره عايز حفيد ده كان طلبه عشان يخف ويبقى حديد 
ألقى عبارته بمكر وفي اللحظه التي حررت عيناها من أسر كفيها كان يأسرها بذراعيه يغمز لها وقبل ان تصرخ طالبه بتحريرها ... كانت ټغرق معه في عالمهم الذي طال انتظاره 
فتح نور الدين عيناه يبحث عن جين... أصبح غيابها ليلا عنه يكثر تخبره بحجج يتقبلها دون شك 
ابتعد سهيل عن سماح يلتقط قميصه يشعر بالاختناق فهناك شئ جثم فوق قلبه 
دارت جسدها بمئزرها ونهضت من فوق الفراش تسأله 
سهيل 
اسف سماح لم اقصد 
تمتم عبارته حتى لا تفسر ابتعاده عنها بشئ خاطئ... ربتت فوق كتفه تشعر بالقلق فمنذ ساعات كان يضحكها ويثرثرون ويتلاعبون حتى انها رأت رجلا اخر لم تكن تتوقعه 
سهيل الطفل وليس ذلك الفظ 
مابك سهيل 
ألتقط أنفاسه ببطئ
أشعر بالاختناق سماح لا أعرف السبب 
ألتقطت كفه وسحبته نحو الفراش ثانيه لتضمه بعدها بحنان.. حنان افتقده منذ زمن... افتقده من اول امرأه رأتها عيناه والدته 
.........................
كانت تركض خلف طفلا.. كانت روحها هي من تركض.. توقفت عن الركوض لتجد فرات يقف أمامها يحمل طفله صغيره تشبهها بأعينها الزرقاء ويبتسم لها 
فتحت عيناها وانفاسها تتسارع...ألتقطت كأس الماء الذي كان على مقربه منها لترتشفه دفعه واحده 
ظلت الساعات الباقيه من الليل مستيقظه لتدلف فاديه للغرفه تنظر لاركانها 
أنتي ايه معندكيش ډم... امشي من هنا.... اخويا بسببك بين الحيا والمۏت ياوش النحس 
أنتي ليه بتعملى كده... ليه بتتهميني بالظلم 
وكمان بقى يطلعلك صوت 
لم تتحمل صفا سبها واتهامها المتواصل...ضمت بطنها بذراعيها تحمي طفلها 
مش همشي من هنا غير لما صاحب البيت بنفسه يرجع ويمشيني 
اشتعلت نيران الڠضب بأعين فاديه واسرعت في جذب ذراعها تدفعها 
صاحب البيت بنفسه بكره يخرج ويطردك... مش كفايه سيرتنا بقت في الجرايد وكل شئ اتفضح بأصلك اللي يعر... بره يلا
لم تتزحزح صفا من مكانها فهى لن ترحل الا حين تتبرئ من ذنبه ويعود لمنزله سالما فالړصاصه كانت لها ولولا تلقيها بدلا عنها لكانت هي الآن مكانه وكانت رحبت بالمۏت 
قولتلك مش همشي 
صړخت فاديه پحقد 
يامحمود يا على شفتب
اندفع الحارسان للداخل فور صړاخها بأسمهما وكأنهم كانوا على استعداد لاوامر سيدتهم 
وخرجت مسحوبه تصرخ بأسمه لأول مره استنجادا ولكن فأين هو 
فرات.. فرات 
...............................
تعلقت عين هاشم بها وهو يهبط من سيارته... وقفت تلتقط علب الحلوى من الفتى الصغير الذي يبيعها وقد صنعتها والدته من أجل أن يجدوا دخلا من المال
اعطته ياقوت المال بعد أن منحها العلب... رأت ابتسامته فأبتسمت
كده العلب ديه بقى هديه مني ليك 
اعترض الصغير مافعلته بعزه نفس 
لا يا ابله انا مش بشحت
اعجبتها عبارته فوقفت تفكر بحل سريع لتبتسم اليه 
طب ايه رأيك تساعدني ابيعهم ونتقاسم الفلوس النص بالنص 
فكر الصغير قليلا وأماء برأسه 
موافق 
اللي هيبيع اكتر هياخد فلوس اكتر 
لم يكن هاشم يفهم ما يدور الا عندما دلفت به الشركه وأخذت تغمز للموظفين حتى يشتروا منه هو وليست هي 
لم تبيع الا علبه واحده وكانت من نصيب هاشم الذي ابتسم حينا اعطتها له 
ولأول مره تقوده مشاعره لفكر اخر بها 
اللحظه التي تلقى فيها حمزه الاتصال كان شريف معه ينتظر رد من طرف اخر مكلف بالبحث 
بتقول ايه.. فين... مستشفى ايه 
ارتجف جسد شريف وشهاب الذي كان يقف بجانب حمزه 
مها حصلها حاجه 
تعلقت أعين حمزه به بأسف
اختها ماټت 
ومها يا حمزه! 
يتبع
_رواية للقدر حكاية.
_بقلم سهام صادق.
الفصل الثاني والخمسون 1 
_رواية للقدر حكاية.
_بقلم سهام صادق.
ركض بلهفه في الرواق بالمشفى يتبعه كل من حمزه وشهاب بخطوات سريعه... لا اجابه حصلوا عليها من المشفى الا مۏت ماجده وافاقه مها منذ ساعات
كان الطبيب يقف يعاينها وهي تنظر إليه لا تتذكر شئ.. ابتعد الطبيب عنها بعدما فحص مؤشراتها الحيويه يسألها
مش فاكره اي حاجه حتى اسمك
نفت مها برأسها تطالع الاضاءه بأعين مشوشه لا تتحمل الرؤيه وكأنها كانت في الظلام منذ زمن
اندفاع شريف داخل الغرفه جعل الطبيب ينظر اليه بريبه على دلوفه بتلك الطريقه ولكن فور ان هتف اسمها صمت عن توبيخه
مها
تعلقت عيناه بها كما تعلقت عيناها مع خطواته ولهفته.. جذبها لاحضانه ناسيا حالتها والآلام التي تصحب جسدها ولولا المسكن الذي وضع لها منذ دقائق لكانت صړخت من كسورها 
مها.. الحمدلله انك بخير ياحببتي 
هتف اسمها بلوعة ولهفه يأسرها بين ذراعيه اغمض عيناه وهو يتخيل لو كان فقدها نفض الفكره من خياله وظل يبثها شوقه ولكن تخشبها بين ذراعيه جعله يبتعد عنها
مالك ياحببتي 
تعلقت عين مها بالطبيب تسأله بتعب قبل أن تغمض عيناها وتغفو من أثر المسكن
مين ده 
شل سؤالها كامل جسده... كما شلت حركت عيناها نحو الطبيب فكيف لزوجته تعرف اتجاه الطبيب وتحادثه 
هو في ايه مالها مراتي 
هتف بصړاخ فزفر الطبيب أنفاسه قاطبا حاجبيه بضيق 
ما لو حضرتك انتهبت اني بناديك من ساعه مادخلت عشان نخرج بره غرفتها واكلمك على انفراد كنت فهمت 
فهمت ايه.. 
واردف مستفهما يكاد يجن مما يشعر به 
مراتي مش فكراني... مها فاقده البصر ازاي شيفاك وشيفاني 
مدام حضرتك فاقده الذاكره... وبالنسبه انها فاقده البصر فأظاهر ان الحاډثه زي ما اخدت منها حاجه اديتها نعمه تانيه.. علميا بنعتبرها معجزه الاهيه 
عند نطق الطبيب حديثه كان حمزه وشهاب يقفوا متخشبين مما يسمع مها فقدت الجنين وذاكرتها ولا تتذكر شريف.. واصبحت مبصره 
.............................
وقف يتأمل شقيقه من خلف زجاج غرفته بالمشفى بقلب يفطر من الآلم لا يصدق الي الان ما اخبره به الطبيب لم يعد شقيقه قعيدا فقط بل لم يعد قادر عن الكلام والشلل اصاب جسده بأكمله 
زفرة طويله مثقله خرجت من بين شفتيه ثم اغمض عيناه بقوه يلوم نفسه على تركه بالقصر بمفرده والتمتع بحياته بعيدا عنه 
فالخدم وجدوا شقيقه في الحديقه منبطح أرضا ولا احد يعرف اسباب وجوده بالحديقة ذلك الوقت 
شعر بيد تربت على كتفه وهمس خاڤت 
سيكون بخير سهيل 
ألتف نحوها بنظرات بارده قټلتها وكأن سهيل القديم قد عاد.. خشت ان تكون ماعاشته معه هذه الأيام مجرد وهم وسيزول وينطفئ ابتلعت لعابها حتى تتجاوز أفكارها 
اجلس قليلا سهيل.. ساقك مازالت تؤلمك والوقوف... 
لم يمهلها لتكمل عبارتها
انا بخير... 
هاتفها برد مقتضب ليردف بعدما عاد يطالع شقيقه 
السائق ينتظرك بالخارج سماح اذهبي معه 
طالعته طويلا وقد شحبت ملامحها ذلك الآلم الذي قټلته منذ زمن داخلها عاد ينغرس ثانية بقلبها.. انسحبت بهدوء من جانبه ولكن لما تغادر المشفى
................................ 
مسدت كتفيه بحنو تشفق عليه عما حدث لهم من مصاپ...
كان غارق في أفكاره... 
الصحف لم تتهاون في عدم ذكر اسم العائله والعبث وراء اسمه وحياته القديمه 
خرج صوت ناديه بدعم 
مالك ياحمزه مها والحمدلله عرفنا مكانها وبكره ذاكرتها ترجعلها ... والصحفي ده فؤاد هيتعامل معاه عشان يكون عبره لأي حد يفكر يتكلم عن العيله كمان ويفتحوا الدفاتر عنك
واردفت پغضب 
هما ناسين انت مين 
رفع عيناه نحوها ولكن فضل الصمت فما أصبح يحتاجه الان هو الراحه 
تنهدت وعادت تمسد فوق اكتافه بحنو مسترسله في حديثها
مش آن الأوان تعيش انت وياقوت هنا..هتفضل لحد امتى هنا وهناك 
لم ينتظر ان تسترسل في حديثها اكثر 
البيت ده بيت سوسن ومن بعدها بيت ولادها ياناديه...
بس ياحمزه 
وعندما رأت عدم رغبته في الحديث..قررت المغادره وتركه بمفرده لتتذكر تجنب ياقوت لها ونظراتها اللائمه 
حاول تفهم ياقوت اني كنت بعمل كده لمصلحتها..
واردفت ساخره وهي تلتف نحوه ثانيه 
مراتك بقت شيفاني الساحره الشريره 
ابتسم لتشبيه شقيقته.. ف شقيقته ب كحلها الأسود ونظرتها الحاده التي تطالعه الأن ماهي الا بالفعل تجسيد للساحره
ياقوت طيبه ياناديه وهتنسي.. هي كرمتها مچروحه مننا 
وتنهد وهو يتذكر ما جنته من تلك الزيجه 
انا ظلمت ياقوت معايا كتير... ذنبها ايه تتحمل راجل زي حموله وهمومه كتيره
انت زين الرجال ياحبيبي اوعي تقول كده 
وعادت اليه تضمه نحوها بحنان... كانت تريد تزويجه لسعادته ولكن أين السعاده التي حصدها شقيقها فقد زادت اعباءه وعليه ارضاء الجميع 
انت اللي حارم نفسك من الحياه ياحمزه. خليك لمره اناني واعمل الحاجه اللي هتريحك... 
والامانه اللي في رقبتي ياناديه تفتكري ينفع اتخلى عن عيتلي..الانانيه متنفعش لواحد زي 
ساد الصمت بينهم بعدم باح بما يعتليه صدره ... حدقت به ناديه ولم تعرف ما ستقوله له فأتخذت يداها طريقهما نحو وجنتيه تمسح عليهم برفق وكأنها تخبره هكذا انها معه دوما 
خرجت من غرفته حزينه تعلقت عيناها ب ياقوت وانصرفت بعدها نادمه لتدخلها بحياه شقيقها
وقفت ياقوت تطالع خطواتها وعادت تنظر نحو باب مكتبه 
لم تدلف
 

تم نسخ الرابط