للقدر حكاية بقلم سهام صادق
المحتويات
فتمتم
فرحتي عشان اطمنتي اني مش هبقي راجل ديكتاتور وهقولك سيبي فرحتك بنجاحك
فرحانه بسبب كلامك.. فرحانه عشان لقيت منك اللي كنت بتمناه طول عمري
هتفت عبارتها بتلقائيه ناعمه واردفت وهي شارده بذهنها
انا عمري ما كان حلمي النجاح في شغل اد ماكان حلمي في بيت وعيله... زوج يكون هو وطني وولاد حوليا اربيهم واعيشهم زي ما اتمنيت اعيش
تعرف ابسط أحلامي كانت اكون بنت زي باقي اصحابها
سقطت دمعه تحمل آلام سنين وهي تتذكر بعض من زميلاتها وسخريتهم نحو ثيابها التي ليست بها أي تناسق ولا تمد للموضه بشئ
شعر بالذنب فيوم ان اراد ان يجعل عقله من يقوده كان معها هي.. وهي التي لم ترد الا حنان يطيب به اوعاج سنين حملت معها أملا واحلاما... ألتقط كفها ليلثمه بحنو
تعلقت عيناها به... فهو احن رجلا ولكن كان معها لا يريها الا حنان يحسبه بمقدار حتى لا يظهر حبه لها فټخونه كما فعلت صفا يوما
انفتح الطريق ليقود سيارته لوجها تعرفها تماما
احنا مش رايحين الفيلا
لا ياحببتي رايحين شقتنا عشان شايفك محتاجه جرعه حنان زياده
...............................
أسندت هناء مرفقيها فوق الطاوله ووضعت ذقنها فوق كفها لتتنهد بتنهيده حاره وهو تطالعه يتحدث مع احد أصدقائه
صافح صديقه المالك لذلك الفندق ومع ما أصبحت تعيشه بين ذراعيه
أخص عليك يامراد خضتني
كنتي سرحانه في ايه
فيك
اجابت عن سؤاله بعفويه فأبتسم وهو يدنو منها.
تعرفي اكتر حاجه بحبها فيكي ايه ياهناء
ألتمعت عيناها ببريق جعل قلبه يخفق
انك شفافه في كل حاجه ياهناء.. شفافه في مشاعرك في نظراتك.. زي الأطفال بالظبط
ارتسمت على شفتيها ابتسامه واسعه وتنحنحت بنعومه دلالا عن خجلها من حديثه.. فضحك وهو يتابع خلجاتها
احتدت عيناها وهي ترمقه
قصدك ايه يامراد... لاحظ ان عمك هو بابا
قصدي اني غبي ياحببتي... انتي متعرفيش انا بقيت احب عمي اد ايه
تمايلت بخفه برأسها بعد أن ارضى غرورها الانثوي ليغمز بعينيه وهو يلتقط كفها
قومي يلا عشان أصلح سوء الفهم ده
وجذبها خلفه لتهتف بحنق طفولي عما يفعله
...............................
وقفت تعدل من هندام حجابها وهو جانبها يغلق ازرار قميصه ويرتبه.. جذبها إليه متسائلا
بتحلوي كده ليه
دارت جسدها بين ذراعيه تمد كفيها لتعانقه
عشان انت في حياتي
عباره لم يتخيل انه سيسمعها... ولكنها جاءت في وقتها... كان يلوم نفسه انه نسي عبارتها واهانتها له العباره أنهت كل شئ وجعلته لا يشعر الا بحب يزداد داخله
مش معقول ياقوت بتقول كده
دفنت رأسها بين اضلعه
متحرجنيش ياحمزه
أنتي متعرفيش كلامك ده عمل فيا ايه... قولتلك يوم ما اتجوزنا عايز اټجنن معاكي... مش عايز حياه العقل وانتي وشطارتك
ابتعدت عنه تنظر اليه تلومه
مكنتش عارفه ولا فاهمه
عاد ليجذبها نحوه ثانيه
انا كنت اناني برضوه... ازاي عايز من غير ما أدى.. بس من هنا ورايح انا هدى عشان الاقي
اردف بعبارته الاخيره وهو يبتعد عنها غامزا لها.. فدفعته بقبضتها فوق صدره
خلينا نمشي بقى... انت ناسي اننا لازم نتجمع على الاكل وفاضل....
لم يمهلها الحديث اكثر وعاد يغمرها بدفئ عاطفته وحنانه... ناسيا كل قواعد العقل
اخذ اهتزاز هاتفه يتعالا بألحاح وهو يضمها نحوه يمسح على وجهها
حمزه تليفونك بيرن
مش مهم خليه يرن
حاولت أن تبتعد عنه ولكن عاد لجذبها اليه
اكيد في البيت بيرنوا علينا... حمزه شوف بس
ألتقط هاتفه بعد إلحاحها لينظر الي رقم شقيقه
ايوه ياشهاب... لا اتعشوا انتوا... هتأخر انا وياقوت.. متقلقش
أنهى شهاب معه المكالمه لتتعلق عين مريم بشهاب
قالك ايه
نتعشا احنا... هيتعشوا بره
حدقت مريم بالطعام الذي وضعته الخادمه وبدء حديث رؤى الذي تشحنها به يوميا يدور بعقلها
اخوكي وبقي مع مراته.. وجوز مامتك ونساكي اصل مهما كان هو مش ابوكي.. هو في اب بينسي بنته
يلا يامريم
هتفت بها ندي ولكن خطوات مريم المبتعده عنها جعلتها تهتف ثانيه
مريم رايحه فين
ألتفت نحوها مريم ثم عادت تسرع بخطواتها نحو الدرج
طالعه اوضتي
تنهدت ندي وهي تنظر نحو زوجها
تفتكر غارت
كان شهاب غارق في تناول طعامه لشدة جوعه
مفتكرش
وعاد يلتهم طعامه لتتناول هي الأخرى طعامها
................................
تنهدت صفا بآلم وهي تراه راقد فوق فراش المشفى دون حركه... شردت في أول لقاء لها معه وكيف كانت تهابه... مر شريط ذكرياتها وهي تتذكر ما مضت به معه لتسقط دموعها متألمه على حاله
هتفضل نايم كتير... ارجوك اصحى... اصحى وارجع فرات بيه النويري من تاني... اصحى احميني من عيلتك... ليه شيلتيني ذنب الطفل اللي هيتولد... هتسيبوا ليا ويفضل طول عمره موطي راسه في الأرض بسببي
ظلت تبكي حتى خارت قواها...ذنب طفلها ونبذ الجميع لها وتشردها من
بيت لبيت جعلها تدرك حقيقه واحده ان رحيل فرات سيكون القشة الاخيره التي بعدها سينكسر ظهرها
فهي كانت تتحمل عبئ نفسها والحياه التي تعيشها بصعوبه فكيف لطفل صغير لم يرى من الدنيا شئ سيتحمل ظلام حياتها... سيتحمل ان يكون له اما كانت سجينه
لم تشعر بصوت باب الغرفه يفتح ولا مطالعه مكرم الذي كان ينتظرها بالخارج
تألم مكرم لرؤيتها هكذا متذكرا صفا الجميله التي كانت ضحكتها تجلجل المكان حولها.. انطفئت وكما يقولون الدنيا اعطتها ظهرها
خرج صوته بهمس ينبهها
يلا ياصفا لحد يشوفك
ألتفت نحوه تحرك رأسها بالايجاب.. نظرت نظرة اخيره نحو فرات واتبعته صامته تمحي دموعها بكفيها
..............................
وقف على اعتاب غرفه شقيقه يرى زوجته كيف تساعد شقيقه في تناول طعامه... تقدم منهم.. فأنتبهت سماح على خطواته ولكن لم تلتف نحوه
كيف حاله اليوم
بخير
ردت بأقتضاب عليه استشعره فسألها عن حالها
وكيف حالك انت
خير.. كان نورالدين يتأملهم بملامح باهته لايري شئ أمامه الا خېانة زوجته التي تتعلل بتدهور صحتها أثر الحمل
ما بكى سماح
انحني صوبها لتشيح عيناها بعيدا عنه
لا شئ..
سماح
لم تتحمل سماع صوته فنهضت حامله صنيه الطعام بعد أن أنهى نورالدين طعامه حتى تختلي بنفسها وتبكي حسرة على فشل اخر... ف الرجال بحياتها ينالوها اولا ثم وكأنها لا شئ
لحقها وعندما جذبها حتى تلتف نحوه صډمته هيئتها الباكيه
لما البكاء سماح
رفع كفه حتى يمسح دموعها.. فأشاحت عيناها بعيدا عنه
بسببك انت سهيل... لكن انا الحمقاء انا التي...
لم تكن تكمل عبارات ندمها لما وصلوا اليه في علاقتهما رغم مافعله بها حتى تتزوجه ولكنها نست كل شئ واحبته.
تذكري دوما انني لم احب امرأه غيرك سماح
.............................
تنهد شريف بحسره وهو يراها متكوره فوق الفراش نائمه... ظلامها لسنوات طويله دون أن ترى الحياه والناس كيف تغيرت جعلها كالطفله المتلهفة لكل شئ
ولكن سؤالها المتواصل عن أهلها وحياتها يجعل قلبه يتآلم فكيف سيخبرها ان عائلتها الوحيده وهي شقيقتها قد ماټت أثر حاډث.. لا يعرف إلي الآن لما ماجده أرادت الهرب بها إلى مدينة الاسماعيليه رغم لا اهل لهم فيها
ابتسامتها له بعدما فتحت عيناها وكالعاده لا تخبره الا بشئ واحد
انت حلو اوي ياشريف ... بس امتى هتحلق شنبك
...................................
ظل صدى صوتها يتردد بأذنيه فأصبح بين صراعين.. كلما سحبه عقله للظلام كان صوت بكائها ورجائها يعود لاذنيه
قطرتان دافئتان سقطت على كفه وعاد رجائها يعود ليخترق أذنيه وظلمة عقله
ارجوك اصحى.. اصحى عشانه هو.. متسبناش
ونهضت بعد أن يأست من استيقاظه ومسحت دموعها لتتعلق عيناها به قبل أن تغادر تلتف حولها حتى لا يراها احد
مرت الدقائق ليفتح عيناه وهو يطالع ماحوله وصوت الاجهزه وحدها من تكسر هذا السكون
صفا
واغمض عيناه ليعود لندائها ثانية
صفا
ليدلف عزيز لغرفته يشيح الوشاح الذي يخفى وجهه يطالعه وهو راقد هكذا
اخيرا شوفتك كده يافرات...
واقترب منه ينظر إلى سكونه
....................................
وقفت تتراقص بصخب تحرك خصلاتها هنا وهناك بحركات مثلهم
اقترب منها وليد مبتسما
مريم
طالعته وهو يمد لها السېجاره المحشيه بشئ غريب لكن جعلها سعيده وكأنها تحلق عاليا
هتخليني مبسوطه زي التانيه
ايوه ياحببتي... خدي نفس وادعيلي
ألتقطت منه السېجاره لتعبئ رئيتها بدخانها ثم عادت تنفث أنفاسها مستمتعه و وليد يقف مستمتعا
تمايلت بخفه فكادت ان تسقط فأسرع وليد بأسنادها وأعين فارس تخترقهما ولكن عندما شعر بفعلة رؤى اشاح وجهه بعيدا عنها
رؤى قولتلك مبحبش كده
اسفه ياحبيبي.. قولي بس ارضيك ازاي
عادت عيناه تتعلق بمريم ولكن ارضاءه مازال قائم
....................................
جلس هاشم فوق مقعده الذي يعطيه هاله من الراحه يخطط بقلمه شئ كان قلبه يقوده لرسمه... أنهى رسمته لينظر الي ما خطته يداه فلم يجد الا وجهها.. رفع كفه حتى يحك خده
فخفق قلبه وهو يتعمق النظر برسمته لينهض من فوق مقعده مڤزوعا من تلك الحاله التي وصل إليها يطوي الرسمه بيده بوجه قاتم
بقيتي ليه في بالي... مش معقول يوم ما قلبي هيدق هيدق ليكي انتي ياياقوت
..................................
تعلقت عيناها به والسعاده تغمرها تغير علاقتهما جعلها هي أيضا تتغير...هناك أشياء داخلها بدأت تتغير حتى انها أصبحت ترى نفسها في مرآتها انها أنثى كامله لا ينقصها شئ.. عملها بمجال أوسع والمكانه التي هي بها ومدح هاشم لها دوما بأنها ستصبح عن قريب ذو شأن عزز ثقتها اكثر وما زادها تتويج وكأنها ملكه هو تصريحه لها بحبه
فأصبحت السعاده جميعها بين ايديها
ابتسمت بإنتشاء وهي تتذكر ليلتهم بصخبها ونهضت من جانبه تسحب مئزرها من فوق طرف الفراش...احكمت غلقه ووضعت حجابها فوق خصلاتها وخطت ببطئ نحو الشرفه حتى تستنشق الهواء وتمتع عيناها بنور القمر في ذلك الوقت من الشهر
وقفت تتأمل ما حولها وفكرها سابح.. اتكأت بمرفقيها فوق سور الشرفه.. لتتجمد بعدها عيناها وهي ترى مريم تلتف حولها يمينا ويسارا وقد أتت من الجانب الخلفي للفيلا تنفض ثيابها وتعدل من هيئتها
ياقوت
صوته اخرجها من حاله الذهول التي بها ولكن عيناها ظلت نحو مريم التي مازالت عيناها ترصدها من الشرفه
ألتفت نحوه بعدما شعرت بخطواته داخل الشرفه
الفصل الثالث والخمسون
_رواية للقدر حكاية.
_بقلم سهام صادق.
اندفاعها نحوه وارتمائها بين ذراعيه كان كفيل بأن ينسى إجابة سؤاله.. ابتسم وهو يعانقها يغمرها بعاطفته التي اوقدتها الظروف والعثرات
قومتي ليه من جانبي مدام انا وحشك كده
تمتم عبارته بغرور رجولي مصطنع ينتظر سماع ردها.. وماكان جوابها المشاكس الا خفقان قلبه من اضلعه
ارتفعت عيناها نحوه تنظر إلى ملامحه المبتسمه
عندك إعتراض انك تكوني وحشني
تجلجلت ضحكته في سكون الليل وهو يأسر وجهها بين كفيه
لا معنديش اعتراض ياياقوت هانم.. بس قوليلي مين بقى يعلمك الردود ديه
ابتسمت خجلا وقد انساها للحظات تلك التي أرادت الذهاب إليها حتى تعرف من أين أتت
ياقوت
تمتمت بخفوت وقد افاقها هتافه بأسمها
نعم
عيونك جميله
تعجبت من رده لتبتعد عنه تسأله
انا عيني جميله.. طب ازاي ديه حتي مش ملونه
وقبل ان يمتلكها بعباراته التي أصبحت تجعلها مسحوره به وكأنه عرف اخيرا ماذا كانت تريد
حمزه انا عطشانه
قطب حاجبيه وهو يتجه
متابعة القراءة