للقدر حكاية بقلم سهام صادق
المحتويات
لا اجابه تستطيع إخراجها... تعلقت عين الرجل بهاتفها الذي عاد يدق للمره الثالثه.. فتناوله من يدها
فينك ياياقوت... ياقوت احنا محتاجين التصميم اللي معاكي هبعتلك حد من الشركه يجي ياخده
هتف هاشم عباراته سريعا دون انتظار
الست اللي بتكلمها يااستاذ وقعه في الشارع مبتتكلمش...لو تعرف حد من أهلها اتصل بي يجي ياخدها
قولي اسم المكان اللي هي في
اعطاه اسم المنطقه فأزداد تعجب هاشم... فالمنطقه التي هي بها تقبع خلف المنطقه التي تقطن بها مع عائله حمزه
اقل من ثلاثون دقيقه وكانت سياره هاشم تصطف... ليخرج من سيارته.. فتعلقت أعين الرجل به وهو ينظر إلى ياقوت التي فاقت من حاله شرودها وتناولت الماء من ذلك الرجل الطيب
اخرج هاشم من جيب سترته بعض المال لينظر اليه الرجل غاضبا عن صنيعه
هو المعروف بيتباع يابيه... المعروف لوجه الله
شعر هاشم بالحرج
اسف مقصدش... بس ده شكر على اللي عملته
اي حد مكاني هيعمل كده... عن اذنك اكمل شغلي وربنا يستر طريقكم
انصرف الرجل بعد ماقاله لينحني هاشم قليلا نحوها
تعلقت عيناها به وانتظر هو سماع مالم يظنه
صړخ شريف بالخادمتان اللاتي يخدمان بالمنزل
فين مدام ياقوت
تعلقت عين الخادمتان به ثم نظروا لبعضهم
ما انت طردتها من البيت يابيه
ومحدش راح وراها ليه... انتوا ايه وجودكم في البيت
لم تعرف الخادمتان كيف تجيب فهو قد اسكب غضبه ثم عاد ليكمل عليهم
زفر شريف أنفاسه بقوه وعيناه اخذت تدور بالمكان ليتأكد انه الان في كارثه فماذا سيخبر حمزه والعائله..لقد طرد زوجة الرجل الذي حرص على تربيته هو وشقيقته وترك كل شئ خلفه منذ أن رقدت مريم غائبه عن عالمهم وترك زوجته في حماهم
هتعمل ايه في المصېبه ديه ياشريف... اكيد مبعدتش عن الفيلا...
ناولها هاشم احدي علب العصير وهي جالسه في سيارته تنظر إلى يداها القابعه فوق حجرها تحمد الله بأنها دوما تتحرك بالمنزل لوجود شريف وشهاب بملابس محتشمه وحجابها المحكم
سألها وعيناه تنتقل نحو ملامح وجهها وقد استردت لونها الطبيعي
الحمدلله..شكرا على اللي عملته معايا
متقوليش كده ياياقوت انتي زي هند اختي
وعندما ذكر اسم هند هتفت بلهفه
لو هتساعدني زي ما قولت متخليش حد يعرف مكاني ارجوك
أماء برأسه متفهما
حاضر ياياقوت ومدام انتي ده اللي عايزاه فأنا هحترم رأيك.. بس انتي متأكده من قرارك
اغمضت عيناها بقوه قبل أن تذرف دموعها الحبيسه
اه متأكده...
وضمت بطنها بذراعيها تحمي اجنتها فتسأل قلقا من حركتها تلك
أنتي كويسه... اخدك على المستشفى
نفت برأسها ثم اتكأت برأسها فوق زجاج السياره
متقلقش هكون كويسه
لم يشئ الحديث معها اكثر فيكفيها ما به رغم أنها لم تخبره شئ عما حدث الا انها ترجته ان يبحث لها عن مكان يأويها
تأملت بوابه المنزل العتيق لتنظر حولها تتأمل المكان ببساطته... القريه كانت تشبه قريتها الهادئه كانت إحدى قري محافظه الغربيه التي ينتمي هاشم إليها...ألتف نحوها بعدما فتح الباب يحثها على اتباعه
ده بيت العيله قبل ما الحياه تفرقنا
اماءت برأسها لتتبع خطواته وعيناها علي ارجاء المنزل من الخارج
اطمني ياياقوت القريه هنا امان والناس طيبه
شكرا على اللي بتعمله معايا
هتفضلي تشكريني كتير ما انا قولتلك انك زي هند اختي...
سقطت دموعها وهي تتمنى تلك اللحظه لو كان لديها شقيق مثل هاشم ولكن مسحتها سريعا..
دلفت خلفه للمنزل فتولي مهمه اضاءه الانوار
حظك اني استلمته من العمال من اسبوع بعد ما قررت اوضبه... ايه رأيك
حملقت فيما حولها بمسحه سريعه وابتسمت اشاده عن جماله وبساطته
شعر بأرتباكها وتنحنح حرجا
هطلع اجيب الحاجه اللي جبناها معانا...
ممن يدلف لها تلك الساعه ولكن رائحة عطره جعلتها تغمض عيناها تتظاهر بالنوم...
الساعه اجتازت الثانية صباحا والسكون ملئ المكان لتشعر به يجلس على طرف الفراش.. أرادت ان تنتفض من جانبه وتصرخ بوجهه... أرادت ان تخرج به ڠضبها وقهرها ولكن صوته جمد كل شئ داخلها
سامحيني سماح... كان علي ان افعل ذلك حتى لا تضيعي انتي أيضا واخذ حق شقيقي... انا اعلم انك أنقى وأطهر النساء اللاتي مروا بحياتي حبيبتي
حبيبتي وانحصر كل شئ في تلك الكلمه
تآوهت بآلم بعدما اسهدها ركل صغيرها وكأن الليله أراد أن يشاغبها قليلا بحركته... كانت ركلاته في البدايه متعبه الي ان بعد فتره أصبحت لذيذه بل رفعت منامتها العلويه لتتأمل بشره بطنها لترى موضع ركلاته
لم تشعر بدلوفه للغرفه... كان قد أنهى اعماله للتو في غرفه مكتبه وصعد مغلق العينين يريد فقط حمام منعش ثم الخلود للنوم... ضاع ارهاقه ولمعت عينه وهو يراها تضحك وسعيده تحرك يدها على بطنها ثم تضحك بعد أن يركلها الصغير
ضمت شفتيها صامته لتمتد كفه نحو بطنها... ولم يحرمه صغيره من تلك المتعه... لتتسع ابتسامته شئ ف شئ ولأول مره تنتبه ان فرات يمتلك غمازات جميله... اشاحت عيناها بعيدا عن تأمله
فخافقها الأحمق بات ينظر لعدوه بنظرات أخرى لا ترغبها فالبداية بدأت واصبح عدوها يغرق في حبها يلبي لها ما تطلب دون رفض
انت حاسس ب بابا مش كده...
قالها بسعاده غير مصدقا ان حقيقه وجود صغيره بين ذراعيه تقترب
لتتعلق عيناه ب صفا الصامته التي ټصارع مشاعرها
لقيت الأرض اللي هبني عليها المصنع بتاعك... واسبوع والعمال هتبدء شغل
يعنى انتى وفقت تعمله
ابتسم وهو يرى ردت فعله عندما أخبارها بهذا
انا قولتلك احلمي ياصفا وطول ما انا عايش هحققلك كل أحلامك انتي وابني واعوضكم
لو قولتلك اني نفسي أزور بيت ربنا هتوديني
أرادت ان تختبر مشاعره فأتسعت ابتسامته سعاده
طبعا... اولدي بالسلامه ونروح احنا التلاته
وقف شهاب وباقي العائله مصډومان مما يسمعوه... افرغ شهاب غضبه نحو اول شئ قريب منه وعلامات الإرهاق باديه فوق ملامحه
مش موجوده في اي مكان يااستاذ... ولا حتى راحت لأهلها
الكل كان مجتمع من ليله امس ينتظروا سماع اي شئ عنها ولكن لا أثر لها... رغم توسع علاقتهم لكن لم يستطيعوا إجادها
مسحت ناديه فوق وجهها حائره
هتكون راحت فين وهي حامل... كده ياشريف ده الجميل اللي رديته ل حمزه
اطرق شريف عيناه أرضا نادما ولكن ندمه لم يعد يفيد بشئ
مكنتش في وعي... مكنتش اخدت على كلامي... مفتكرتش انها هتمشي وهتختفي
الكل صړخ مڤزوعا مما حدث فالډماء اخذت تسقط من أنف شريف
راجل اوي انت لما تطرد واحده ست... بس اقول ايه ما اخويا هو السبب ناسي مراته وحياته ومهتم بينا وبمشاعرنا وكأنه واجب عليه...
وانحني بجزعه العلوي يلتقط أنفاسه يتذكر حديثه مع شقيقه قبل ذهابه لامريكا يوصيه على
اخويا اتمنى لنفسه المۏت ولا يشوف في مريم مكروه... نسي ابنه اللي جاي عشان اختك اللي انتي معملتش معاها ربع اللي عمله يا حضره الظابط يلي وصلت للي انت فيه عشان هو في ضهرك ومعاك وفي الاخر جازاته خسرته مراته والله اعلم هي فين دلوقتي
سقطت دموع شريف وندي التي وقفت تمسح له دماء أنفه اما ناديه انزوت على حالها بعيدا وبجانبها زوجها يدلك لها كفيها خوفا عليها من ارتفاع ضغطها اكثر
خلاص يا شهاب... خلاص انا فيا اللي مكفيني وانا مش هسكت غير اللي لما ارجعها
وانصرف بعدها كالتائهه لا يعرف ما فعله في حياته لينقلب عليه كل شئ.. شقيقته راقده بالمشفى وذنب اقترفه في حق زوجة من رباه هو وشقيقته وخالته وزوجته التي تنظر اليه بأحتقار لما فعله تخبره انها لا تريد العيش معه
جلست فوق فراشها تنظر لهاتفها بعدما تحدثت مع ناديه قليلا وقد كان
ياسلام وكمان بتعترف
ضحك وهو يتمدد فوق الفراش
ما انتي اللي عندك خدود شبه خدود الأطفال
رفعت وسادتها لتدفعه بها... فرفع ذراعيه يحتمي بهما
فينك ياعمي تيجي تشوف بنتك وهي بتضربني بالمخده... تعالا طخها پالنار
لم تضحك ولم تبتسم كالعاده انما زفرت أنفاسها شارده
مراد انا حاسه ان طنط ناديه مخبيا حاجه
تنهد وهو يتذكر ماحدث لمريم
ما انتي عارفه اللي هما في
مش قصدي عن مريم... في حاجه قلقاني وقلبي قلقني على ياقوت..
وتمتمت بحزن حقيقي
احنا بعدنا عن بعض اوي من ساعه ماتجوزنا..
تلاعب بخصلاتها وهو يرمقها بحب
مالك يا هناء.. انتي قلقتيني ماتتصلي ب ياقوت واطمني عليها
تليفونها مغلق.. ولما سألت طنط ناديه عليها قالتلي كويسه
وثب ناهضا من فوق الفراش يجذبها
بطلي قلق وقومي ألبسي نخرج نتمشى على البحر
كانت كالطفله الصغيره حينا يحادثه عن نزهة... نست كل أفكارها ونهضت تتقافز فوق الفراش ثم تعلقت بعنقه تقبل خده
احلى واجمل مراد في الدنيا
دلف قبلها لدورة المياه... فأتجهت نحو الخزانه تخرج له ولها الثياب... تنبيه هاتفها بنغمه استلام الرسائل جعلها تتجه نحو هاتفها سريعا ظنا ان ياقوت فتحت هاتفها وستجد رساله ان الهاتف صار متاحا
ألتقطت هاتفها لتتعجب من الرقم المرسل لتلك الرساله ففتحتها بفضول
لتنظر الي محتوي الرساله الغراميه مندهشه ولولا ذكر اسمها لكانت ظنت انها مبعوثه بالخطئ
لم يأتي على بالها الا خالد وانه اخلف وعده معها بأنه سيقاوم نفسه على نسيانها ويعود كما كان قبل أن يلقاها
هناء مالك واقفه كده
صوت مراد افزعها لتمحو الرساله سريعا
مالك باصه في التليفون كده...
ارتبكت وهي تتجه نحو الخزانه ثانيه
كنت بشوف تليفون ياقوت اتفتح ولا لسا
شرع يعد حقيبته الصغيره من أجل العوده للبلاد بصحبه الطبيب... ترك ما يفعله ليأخذه الحنين
ألتقط هاتفه بلهفه وشوق حتى يخبرها انه عائد اليوم
تعجب من غلق هاتفها لتضيق عيناه ثم تنهد
صعد الدرج سريعا نحو غرفتهما... يشعر بالراحه بعدما عاين الطبيب حاله مريم وأخبره ان الأمل اجتاز السبعون بالمئه
اڼصدم من فراغ الغرفه فأسرع لاسفل يهتف بأسم احدي الخادمات التي أتت على الفور مرتبكه
فين المدام
تلجلجت في اخباره.. لتطرق عيناها أرضا.. فأحتقن وجهه من هذا الصمت... لينظر نحو ساعه يده فالساعه أصبحت في العاشره مساء
ساكته ليه فين المدام...
هبطت ندي الدرج على سماع صوته... علمت ان شهاب لم يخبره الي الان بشئ رغم انه انتظره بالمطار ولكن الآخر لم يستطع اخباره تمتمت مرتبكه
حمدلله على السلامه ياحمزه
فين ياقوت ياندي
وكما فعلت الخادمه فعلت هي الأخرى
في ايه مالكم محدش بيرد عليا
شريف طردها ...
ولم يكن الصوت الا صوت مها التي وقفت أعلى الدرج تخبره بفعلة زوجها...
الفصل الواحد والستون
_رواية للقدر حكاية.
_بقلم سهام صادق.
لم يصدق ما سمعه وكيف سيصدق بعد أن اضحي عمره يعطي من أجل سعاده من حوله.. انتقلت عيناه بينهم حتى يرى صدق مع سمع..
انت مش مصدقني... طب احكيلك طردها ازاي
شحبت ملامح ندي وهي تسمع مها.. فلاول مره تكن جريئه بين أفراد عائلتهم
حمزه.. شريف نادمان وبيدور عليها وهيعتذرلها
الڠضب أصبح يحتل كيانه وهو يتخيل كيف طردت زوجته واهانة من أفراد عائلته رغم كل شئ فعله معهم دون
متابعة القراءة