نوفيلا حارة رمضان الجزء الأول
المحتويات
عرفة.
_ أنا وانت إن شاء الله يلا بينا على الجامع.. أما نشوف الشيخ بركات هيقول ايه في خطبة الجمعة انهاردة..ثم استأذن الجار بود سلام ياعم حلمي.
_ سلام هشوفك انت والحاج متولي بالليل علي القهوة.
_ إن شاء الله.
______
توجه أهل الحارة لأداء صلاة الجمعة بالمسجد القريب.. وحانت وقت الخطبة ليصدح صوت الشيخ بركات بقوة عبر المكبر
أمن المصلين علي دعائه ليستأنف الشيخ
حديثنا اليوم يا أحبابي سيكون عن معني الإحسان..ولكي تعرفونه سأقص عليكم موقف يمثل في مضمونه قمة الإحسان وهو لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها.. كانت صائمة وطرق بابها سائل.. فأتتها الخادمة تخبرها عنه لم يكن عندها غير رغيف واحد.. فقط رغيف ستفطر به أم المؤمنين ونحن يا أحبابي موائد إفطارنا تعج بعشرات الأصناف ولا نحمد الله على فضله.
قبل الإفطار بلحظات طرق أحدهم بابها وإذا بشاة مشوية جاءتها هدية ضحكت السيدة عائشة ونادت خادمتها وأجلستها أمام الشاة وقالت لها هيا كلي هذا خير من قرصك أي رغيفك..إن الله يخلف على المنفقين والمتصدقين في الدنيا والأخرة.
غادر المصلين بعد أن شحنت أرواحهم بخطبة الشيخ بركات وعزم كلا منهم في نفسه أن يتسابق في الصدقات قدر استطاعته خاصتا في تلك الأيام المباركة حتى يخلف الله عليهم بالخير في الدنيا والأخرة.
بقلم ډفنا عمر
نوفيلا_حارة_رمضان
الفصل الثاني
تتجول بين شوارع حيها والحزن يتخلل ملامحها.. رحل زوجها وسندها بعد الله.. من كان يعولها وأطفالها ووالدته القعيدة.. ماذا تفعل وقد نفذ كل مال ادخرته بعلاجه قبل مۏته ونفذ البقية بعد ۏفاته..وتخاف التفريط بذهب زواجها الآن فهي تدخره لوقت أصعب من هذا في الوقت ذاته ترفض أي صدقة أو مساعدة من مخلوق.. لم يبقى شيء لدرجة انها لا تجد طعام تبتاعه يلائم جنيهاتها القليلة وأطفالها ينتظرون ما ستحضره..!
التفتت للبائعة بعد ان نفضت عنها شرودها وغمغمت لا مؤاخذة يا ام محمد معلش كان عندي ظروف ومكنتش بنزل السوق والله.
_ ولا يهمك ياختي.. تعالي ده انتي مرزقة.. انا لسه فاضل معايا كام فرخة بلدي يستاهلوا بق العيال! هوزن وادبح وخديهم بالهنا
شعرت بالحرج والبائعة معتادة أن تأخذ مالديها دون حساب.. غمغمت بتلعثم
لا معلش يا ام محمد اصل انا مش عاملة حسابي في فلوس كفاية خليها مرة تانية!
_ اخص عليكي يا ام سيف فلوس ايه! خدي اللي انتي عايزاه والحساب بعدين هنروح من بعض فين ده انتي احسن. زبايني.. خديهم مني عشان ارجع بيتي قبل المغربية روحي لفي في السوق اشتري باقي طلباتك وعلى ما ترجعي اكون دبحت ونضفت!
ظلت تنظر لها بعجز عن الرد ثم سلمت أمرها لله ممتنة داخلها لكرمه ورحمته بها بعد أن سخر لها قدرا تلك البائعة لتحفظ ماء وجهها وتعطيها دون حساب قررت أن تشتري بالجنيهات التي معها بعض الأرز والمكرونة والخضار لتتنوع بطهوهم مع الدجاج الذي ستقتصد فيه قدر المستطاع وبعد ذلك تفكر كيف تسدد ثمنه..بل كيف ستعيش أقارب زوجها الراحل تخلوا عنها لم يفكر أحد بمساعدة أبناء أخيهم الراحل بمليم فضلا عن أنها لم تكن لتقبل لكن فقط كان
متابعة القراءة