رواية للكاتبة نسمة مالك

موقع أيام نيوز

بوضوح بعينيه الجريئه..
ارتجفت شفتيها وبصوت هامس قالت مستفسره.. 
طيب زي ما اتفقنا جوازنا هيكون على ورق بس وهشتغل هنا لحد ما اطمن على ماما ومش هنعلن غير لما يعدي أربع شهور زي ما قولتلك..
مال برأسه عليها لتتراجع هي برأسها للخلف سريعا.. تعمق النظر داخل عيونها وبتهكم واضح على محياه قال.. 
وتفتكري مرات فارس الدمنهوري ينفع تشتغل خدامه يا ساحره!..
دا شرطي يا فارس بيه.. علشان انا عارفه غرضك أيه من جوازك مني كويس أوي .. 
همست بها بغصه يملؤها الأسى جعلته ضيق عينيه وتحدث بتساؤل قائلا.. 
وايه هو بقي غرضي!..
ابتسمت ابتسامه زائفه تخفي بها عبراتها التي تجمعت بعينيها وبهمس مقهور قالت.. 
انت يا بيه عامل زي اللي داق كل حاجه حلوه في الدنيا ونفسه جزعت.. فمال لحاجه حادقه.. اللي هي أنا للأسف..
أمضى احسنلك..
أوعدني الأول.. 
همست بها بصوتها الهامس الرقيق الذي يدغدغ مشاعره
وببطء رفعت عينيها ونظرت له تستجديه ان يلبي طلبها وبرجاء أكملت.. 
أوعدني يا بيه متجبرنيش على حاجه أكتر من كده وتخليني اشتغل هنا
زي ما قولتلك..
هبطت دمعه حارقه على وجنتيها وتابعت بصوت متحشرج بالبكاء.. 
خليني احس
بحبة كرامه..بلاش تحسسني أني رخيصه أوي كده..
اعتلت الدهشه ملامحهوهو يقول.. 
رخيصه!.. هتبقي حرم فارس الدمنهوري وتقولي رخيصه يا إسراء! ..
حرك رأسه بيأس من حديثها المتهور وبنفاذ صبر قال.. 
أمضى يا إسراء حالا..
طيب خليها لما اطمن على ماما الأول .. 
أردفت بها إسراء برجاء.. 
تأملها بجرائه مكملا بعبث.. 
مش همنع نفسي عنك ولا هحرم نفسي منك وكنت عايز اعمل كده وانتي على زمتي.. بس انتي اهو اللي بترفضي الحلال.. يبقي استحملي شقاوتي يا ساحرتي..
قصدك سافلتك.. 
أطبقت إسراء جفنيها پعنف وتأوهت بصوت مسموع مردفه پألم يعتصر قلبها ورحها... 
ااااه يا ماما.. عملت كده..
نظرت لها بأعين شديدة الاحمرار..ممتلئه بالعبرات تأبي الهبوط وبتنهيده أكملت.. 
عشانك انتي وبنتي مضيت عقد مع فارس الدمنهوري..
اذداردت الهام لعابها بصعوبهوضړبت بكف يدها على صدرها وهي تقول بذهول..
عقد عرفي يا إسراء!..
ربتت إسراء على ركبتها بحنان وابتسمت لها ابتسامة باهته مغمغمه بخفوت.. 
شرعي.. اطمني يا ماما.. بس تقدري تقولي هو بالنسبالي عقد شغل أكتر من انه عقد جواز..انتي عارفه انا وفارس بيه مننفعش لبعض اصلا.. أنا بنسباله نوع جديد مجربوش قبل كده وعنده فضول يجربوا مش أكتر..
ولما انتي عارفه انه كده.. ايه اللي جبرك على جوازك منه يا بنتي!.. 
قالتها الهام بصوت متحشرج بالبكاء..
صكت إسراء على أسنانها بغيظ شديد وهي تقول.. 
مرضيش يسبني غير لما يمضيني وإلا كان احححم! ..
جحظت أعين إلهام وپخوف همست.. 
انتو داخلتو كمان يا إسراء! ..
حركت إسراء رأسها بالنفي سريعا وهي تقول.. 
لا لا يا ماما مافيش حاجه من دي حصلت ولا هتحصل حتي.. بس هو ساڤل زي ما انتي عارفه وهددني بسفالته لو ممضتش على العقد..
أطلقت إلهام زفره نزقه وبهدوء قالت.. 
يعني دا دلوقتي جواز شرعي ولا عرفي.. فهميني يا بنتي ..
قولتلك انه مجرد عقد بالنسبالي يا ماما ومش هنعلن عن جوازنا غير لما اطمن عليكي.. 
هبطت دموعها بغزاره وتابعت بحزن.. 
ويعدي سنه على مۏت رامي الله يرحمه..
وضعت إلهام أصابعها أسفل ذقنها وبسخريه قالت.. 
وهو سي فارس بتاعك دا هيستني عليكي بسفالته دي!.. دا قالهالك صريحه عايز يخلف وريث.. يعني مش هيسيبك غير ما تشيلي منه يا حبيبتي.. 
إسراء بثقه.. مش هيحصل..
ساد الصمت قليلا.. قطعته إلهام بأمر.. 
يبقي الناس والدنيا كلها لازم تعرف أنك بقيتي مراته.. علشان الجواز أساسه الاشهار يا إسراء.. مش عايزين الناس تقول علينا حاجه أكتر من كده..
ضحكت إسراء بصوت عال للغايه ودموعها تنهمر على وجنتيها بغزاره وتحدثت بصعوبه من بين ضحكاتها.. 
الناس.. وهي الناس بتبطل كلام يا ماما..كانوا فين الناس دي وانا وأنتي وبنتي ھنموت من الجوع.. 
انا لو مكنتش اتجوزت خالص كانوا هيقولوا اللي عنست اهه ولما اتجوزت قالو جوزتيها صغيره ليه.. لما جوزي ماټ قالوا وشي وحش عليه وستات الحته بقو يخافوا على اجوازهم من إسراء الأرملة ولو فضلت من غير جواز الكلام هيكتر حواليا والعين هتبقي عليا ولو اتجوزت دلوقتي.. هيقولوا اوام وقعت راجل غيره..الناس مش هتسكت ولا تبطل كلام أبدا يا ماما ولو مشينا وراهم هنقع على جدور رقبتنا والناس برضوا هيدوسو علينا بجزامهم..
عندك حق يا ضنايا.. أهدي يا حبيبتي.. حقك عليا انا..
قبلت إسراء يدها مرات متتاليه وهي تقول بلهفه.. 
حقك عليا انا يا ماما.. مش قصدي اتعصب عليكي يا حبيبتي ..
قبلت وجنتيها وهبت
واقفه وتابعت بمزاح.. 
سبيني بقي أنزل استلم شغلي في المطبخ
اللي قد الحته بتاعتنا كلها وعايز توكتوك يوصلني لعنده في مغارة فارس بابا اللي مقعدنا فيها دي..
أنهت جملتها وسارت نحو باب الغرفه.. ليوقفها صوت إلهام تقول بلهفه.. 
بت يا إسراء.. 
انتي مشلتيش الوسيلة لحد دلوقتي!..
ابتسمت إسراء ابتسامه واسعه وتنهدت براحه وهي تحرك رأسها لها بالايجاب.. 
.. بأحدي مخازن مصانع الدمنهوري..
هو دا الواحد اللي بعتينه يخلص عليا يا سيد! .. 
قالها فارس بصوت جوهري وهو يخطو من باب المخزن ويسير بهيبته بخطوات واثقه حتي اقترب من سيد المقيد جيدا بسوط عريض والظاهر على ملامحه أثار ضړب
تم نسخ الرابط