رواية للكاتبة نسمة مالك
المحتويات
ظهره متمتما..
ولا يحرمني منك أبدا يا ابني..
ابتعد عنه قليلا ورفع يده ربت على وجنتيه بحنو وتابع بابتسامة.. مش عايزك تشيل هم اي حاجة بعد كده.. أنا عقبت ديمة على كل اللي عملته ورمتها في مصحة نفسية والدكتورة اللي اسمها سلمي دي كانت متهدده بابنها البنت اللي معها كانت تبع ديمة وخدت نصيبها من العقاپ.. اطمن..
مش هعرف اطمن طول ما أبو ديمة شريك معاناوواثق انه مش هيسكت على اللي حصل في بنته.. علشان كده أنا هفضل واخد احتياطات كافية لحد ما أفض الشراكة دي في أقرب وقت..
اعمل اللي يريحك وخليك واثق إني هبقي في ضهرك من هنا ورايح.. أردف بها محمد بابتسامة يخفي بها لمعة الدموع بعينيه..
هسيبك أنا بقي مع حبيبتك وهروح اطمن على اليخت بنفسي والحق أجهز للحفلة ولو في أي حاجة كلمني هجيلك على طول..
انتظر محمد حتي تأكد من ذهاب فارس وأغلق الباب خلفه وهرول نحو غرفة زوجته بخطي مرتجفة وقلب ينبض پجنون من شدة عشقه واشتياقه وخوفه أيضا ..
.. داخل مكان مخصص للهو الأطفال..
إسراء إلهام خديجة إيمان عهد والصغار الذين يلهون بمرح
وفرحة غامرة..
تجلس إسراء
مالك حبيبي سيب إسراء تلعب مع مكة وديجا وألعب أنت مع زين بالكورة..
قالتها عهد بنبرة صارمة لا تخلو من الحنان..
أجابها مالك الذي يمسك بيد إسراء يمنعها من اللهو برفقة أحد غيره.. يا عهوده هي صغيرة مش هتعرف تلعب لوحدها وممكن تقع.. أنا باخد بالي منها..
خلاص كده اطمنو بنتكم بقت في حماية الباشا مالك المصري..
لكزت إلهام ابنتها حتي تنتبه للحديث وابتسمت لعهد وتحدثت بفضولها المعتاد..
بس انتي شكلك اتجوزتي بدري أوي يا عهد يا بنتي.. نظرت ل مالك وتابعت قائلة..
اجابتها عهد.. بصوت خاڤت حتي لا يصل لسمع الصغار.. غفران جوزي كان متجوز قبل ما يتجوزني ومالك ومكة ولاد غفران من مراته الأولى..
لمحت الدهشة على وجوههم فاكملت بصدق
قائلة..
بس أنا بعتبرهم زي ابني زين بالظبط والله يا أنطي إلهام..
تنهدت بصوت عال وتنقلت بنظرها بين خديجة التي تختلس النظر ل هاشم من حين لآخر بخجل وبين إسراء التي تبتسم ابتسامة حزينة وايمان التي تضم الصغير محمود لحضنها وتقوم بأرضاعة بابتسامة حانيةوتحدثت بتعقل قائلة..
سبحان الله كل واحد بياخد نصيبه كامل من الفرح وحتي الچرح.. علشان كده بنلاقي دايما ربنا رؤوف بعباده وبيجعل بعد الصبر جبر..
انتبهوا جميعهن لحديثها.. خاصة
حين قالت إيمان برضا تام بقضاء الله وقدره..
عندك حق يا خالتي.. أنا أهو ربنا أراد إني مخلفش.. بس جبر خاطري ورزقني بابني محمود.. ابن قلبي قبل عيني..
ابتسمت عهد ونظرت بتجاه الصغار مدمدمة..
وأنا اتجوزت واحد كان متجوز قبلي ومعاه طفلين ربنا جعلهم عيلة ليا بعد ما كنت عايزة اڼتحر من الوحدة..
قالت خديجة بفخر.. وأنا رفضت الجواز وفضلت ابني فارس عن كل رجالة الدنيا وبقيت زي ما الناس بتقول عانس.. بس دا كله مهمنيش.. كفاية أني ربيت وكبرت وزرعت زرعة صالحة على هيئة طفل بقي أحسن راجل في الدنيا وبحصد من تربيتي ليه دلوقتي خير وفير ملوش نهاية ولسه بمشيئة الله واثقه إن ربنا شيلي خير أكتر وعلشان كدة لو رجع بيا الزمن تاني.. هختار فارس تاني من غير تفكير حتي..
نظرو ل إسراء يحثوها على مشاركتهن في الحديث.. فبتسمت لهن وتحدثت بتنهيدة حزينة قائله..
وأنا اتجوزت بعد ما خلصت دبلوم من شاب محترم وأصيل حبني أوي وكنت عايشة حياة بسيطة وهادية لحد ما ربنا أختاره وبقيت في يوم وليلة أرملة وبنتي يتيمة.. حسيت أن خلاص الدنيا وقفت وحياتي أدمرت ..
توردت وجنتيها بحمرة الخجل ونظرت لوالدتها وتابعت بامتنان..
بس بعد ما ربنا رزقني بحب أبو الفوارس عرفت أن كلامك يا ماما اللي كنتي بتقوليه ليا كان كله صح وفعلا بعد الصبر جبر وأنا ربنا جبر قلبي أنا وبنتي وعوضني بزوج شيلني جوه عنيه وبيعامل بنتي كأنها بنته من صلبه وهي كمان بتحبه أكتر مني..
أمسكت خديجة وجنتي إلهام بين أصابعها وتحدثت بمرح قائله.. وانتي يا لوما يا شقيه احكلنا يله.. شكلك عندك قصة كبيرة..
ضحكت إلهام ضحكتها الهادئة التي تدل على طيبتها الزائدة مرددة..
بقي أنا شقية يا خديجة يا أختي..
أخذت نفس عميق وأكملت بفرحة ظهرت على محياها.. هحكلكم.. أنا بحب أوي اتكلم عن إبراهيم أبو إسراء الله يرحمه..
صمتت لبرهه وأغمضت عينيها ببطء تسترجع تلك الذكريات التي لم تفارقها للحظة واحدة.. إزدادت ابتسامتها إتساع وتابعت..
كنت عيلة بنت خمس
متابعة القراءة