رواية للكاتبة نسمة مالك

موقع أيام نيوز

بكلمك بجد..ماما وخديجة كمان وحشوني.. بقالنا أسبوعين بعيد عنهم كفاية علينا كده ولو أنت لسه عندك شغل خليني ارجعلهم أنا!..
رفع رأسه ونظر لها بأعين اشتعلت بها الرغبه والشوق وغمز لها بشقاوة وهو يقول.. 
ترجعي فين يا بيبي.. أنتي رجلك على رجلي في أي مكان أروحه ولو على إسراء ومامتك و ديجا فأنا جبتهملك لغاية عندك وهنقضي الصيف كله هنا..
مد يده لجهاز تحكم موضوع على جانب الفراش وقام بفتح شاشة كبيرة معلقه بإحدى جدران الجناح.. لتظهر غرفة الزوار الخاصة بهما تجلس بها كلا من إلهام حاملة الصغيرة إسراء ..خديجةوحتي إيمان وصغيرها محمود يتسامرون سويا..
صړخت إسراء بفرحة غامرة وانهالت على فارس 
ربنا ميحرمنيش منك أبدا يا أحلى أبو الفوارس في الدنيا..
فرت من بين يديه وارتدت روبها الحريري من اللون الكافيه بنفس لون قميصها الذي يعكس جمال بشرتها الناصعه واندفعت بهروله نحو غرفة الزوار مردده بصړاخ يظهر مدي فرحتها.. 
إسرااااااء.. يا قلب أمك..
فور فتحها الباب قفزت الصغيرة من فوق قدم جدتها وركضت نحوها بخطواتها الجميلة التي تسعد القلب بطلتها وابتسامتها البريئه الصافيه..
لتتسمر إسراء بمكانها فجأة واعتلت ملامحها الدهشه حين دفعتها الصغيره ومرت من جوارها متجهه نحو فارس الواقف خلفها وارتمت داخل حضنه تضمه بحب مرددة بصوتها الطفولي العذب.. 
فالس واحشتني..
تعالت ضحكات الجميع على هيئة إسراء التي تتنقل بنظرها بين ابنتها وزوجها بنظرات مصطنعه الڠضب خاصة حين قال فارس.. 
أهلا.. أهلا بروح قلب فالس..
الفصل ال..
!!..
.. خارج جناح مارفيل..
يقف فارس بملامح مرتعدة بجوار والده يتابع الأطباء وهما يحاولون تهدأت والدته التي دخلت بنوبة بكاء حاد حتي أصبحت على وشك الإنهيار..
كانت مارفيل تصرخ بكل قوتها مرددة بكلمات غير مرتبة تحمل بينها لغز يصعب حله بسهولة .. أنا صامتة لأجلك.. لأجلك فارس.. لأجلك فقط بني..
تراخي جسدها وأغلقت عينيها بضعف بعدما قامت إحدي الممرضات بحقنها بحقنة مهدئة.. جعلتها تستلم لنوم عميق خلال ثواني معدودة..
زفر فارس براحة ونظر لوالدة الذي ينظر لزوجتة بلهفة و أعين تترقرق بها العبرات وتحدث بهدوء قائلا..بابا ممكن أتكلم مع حضرتك شوية..
عايز تتكلم في ايه يا فارس!..
قالها محمد وعينيه ثابته على مارفيل يرمقها بنظرات مختلطة بين العشق والاشتياق والعتاب..
سار فارس نحو أقرب مقعد جلس عليه واضعا رأسه بين كفيه وتحدث بتعب قائلا.. 
في حاجات كتير أنا مش فاهمها وأسئلة كتير مش لاقي ليها أجوبة..
أخذ محمدنفس عميق الټفت ببطء ينظر له مغمغما.. هجاوبك على كل أسئلتك وهفهمك كل حاجة
يا فارس.. بس ممكن تسبيني مع مارفيل شوية لوحدنا..
صمت لبرهه وتابع وهو يصطك علي أسنانه بغيظ.. 
من ساعة ما رجعت من برة وأنت لازق معانا هنا.. انت مش المفروض عريس وفي شهر العسل! ..
رفع فارس رأسه ونظر له بدهشة حين تابع بنبرة ساخرة.. 
حد يسيب عروسته ويجي يقد جنب أمه يا عريييسس.. رمقه بنظرة ماكرة ولاعب حاجبيه له بحركة أذهلت فارس وأكمل بأسف.. 
شكلك كده مرفعتش راسنا ولا أيه! ..
لاااااااا.. لااااااا وكمان لااااااااا بقي.. دا أنا رفعت راسكم للسما يا أبو فارس.. 
قالها فارس بفخر
وهو ينهض من مكانه واقترب من والده وضع يده حول كتفه وتابع بحاجب مرفوع.. 
دا أنا فارس الدمنهوري.. يعني مينفعش تشك في قدراتي ياوالدي..
مال علي أذنه مكملا بتساؤل.. احكيلي بقي عملت أيه في مارفيل يا أبو فارس يا شقي خلتها کرهت الصنف كله وعايزة تخترع لنا مبيد رجالي يمحينا كلنا!..
رفع محمد حاجبيه ونظر له بشرار وتحدث پغضب مصطنع.. ما أنا قولتلك هتزفت أحكيلك بس مش دلوقتي.. خليني أقعد مع حبيبتي شوية قبل ما تفوق وتطردني زي كل مرة.. 
أنهي حديثه ودفعه للخارج ببعض العڼف.. لتتعالي ضحكات فارس وتحدث وهو يغمز له بشقاوة.. 
الله عليك يا ابو الفوارس يا حبيب..
توقف محمد عن دفعه وتنهد باشتياق وهو يقول بجدية.. 
اه حبيبورجعت مصر بعد كل السنين دي علشان أنا بلدي اللي فيها.. 
أشار بيده على الغرفة النائمة بها مارفيل وتابع بعشق.. أمك يا فارس.. الست الوحيدة اللي قلبي عشقها.. لا قبلها ولا هيكون في بعدها.. برغم كل حاجة واي حاجة هتفضل مارفيل هي حبي الوحيد.. 
نفخ بضيق وتابع بنفاذ صبر..
ويله اتفضل بقي.. انت ناسي أن غفران عاملك حفلة عنده انهارده في الشاليه ولا أيه!..
ضړب فارس بكف يده على جبهته وتحدث بأسف.. 
أيوه فعلا.. إزاي نسيت دا مأكد عليا وعازم حضرتك كمان..
محمد.. بهدوء.. اعتذرله بالنيابه عني.. أنا هفضل مع مارفيل وأنت إياك المح طيفك هنا الليله.. خلص حفلتك و خد مراتك وأطلع على اليخت انا كلمت العمال وقالولي انه وصل المينا في الغردقة..
دا هدية جوازك مني.. أنا مرتضتش اسميه.. شوف هتسميه أيه أنت بمعرفتك..
شكرا على كل حاجة يا بابا.. لولاك بعد ربنا كنت خسړت مراتي.. غمغم بها فارس وهو يقطع المسافة بينهما وعانقه بحب.. مقبلا كتفه مرات متكررة.. ربنا ميحرمنيش منك أبدا ..
تسمر محمد محله لوهلة لم يبدله عناقه.. أطبق جفنيه بقوة يكبح عبرات الندم التي تجمعت بعينيه ومن ثم رفع يده وربت على
تم نسخ الرابط