رواية بصائر تغشاها الثرى بقلم ډفنا عمر الفصل الأول والثاني

الاسبوع بتاعنا وتطلع معانا.. تعرف انها اول مرة تطلع مصيف أصلا مسكينة مش بتسيب مامتها وتروح اي مكان..انا نفسي ابسطها معايا.. انت عارف انها صاحبتي الوحيدة من زمان. 
فرك عيناه قليلا ثم نظر لها وهي تترقب رده بلهفة ليبتسم وهو يضم كتفها لصدره حاضر يا حبيبتي مادام دي حاجة هتخليكي مبسوطة بس يارب الاقي اصلا غرفة ليها في نفس الفندق أنتي عارفة الناس بتحجز من بدري. 
_ هتلاقي انا متأكدة. 
قالتها بفرحة ليضمها وهو يعود ويستلقي براحة. 
_ ممكن ننام بقى عشان عندي شغل الصبح.
أحكمت عليه الفراش واندست جواره تقول. 
_ نوم الهنا يا حبيبي.. تصبح على خير. 
أكتفى بربتة حانية فوق ظهرها وسرعان ما غط في نومه. 
تأففت بضجر وهي تصيح على والدتها. 
_ يا ماما فيها ايه لو طلعنا مصيف مع ضحى صاحبتي..دي اول مرة اطلع فيها.
قالت وهي تواصل طي الملابس المجففة. 
_ يا بنتي مايصحش نطلع مع حد غريب وبعدين من امتى كنا بنطلع مصايف متخلينا مستورين ده احنا عايشين بالعافية بمرتبك ومعاش ابوكي الله يرحمه. 
_ أنا معايا قرشين محوشاهم من شغلي ونفسي اصيف ولو مرة واحدة في حياتي.. عشان خاطري يا ماما وافقي بلاش تصغريني مع صاحبتي اللي كلمت جوزها مخصوص عشان خاطري.
_ يا بنتي خلي القرشين ينفعوا في حاجة تشتريها لجهازك. 
_ على اساس العرسان واقفين طابور على باب بيتنا يا ماما ارجوكي متكسريش خاطري ووافقي أوعدك مش هطلع غير المرة دي وبس..عشان ابقى جربت حاجة نفسي فيها. 
تنهدت بقلة حيلة لتمنحها أخيرا موافقتها وان كانت لا تريد الذهاب.
طنط جيجي 
قالتها الصغيرة وهي تشير حيث توقفت سيارة الأجرة وهبطت منها جيجي مع والدتها..أسرع ريان يرحب بهما ويحمل حقائبهما ويسكنها بسيارته..ولم يمضى الكثير حتى انطلق في طريقه لتلك المحافظة الساحلية لتبدأ رحلتهم الشيقة.
_ عجبتكم الأوضة يا طنط
قالتها ضحى بحماس بعد وصولهم الفندق وصعودهم لتفقد الغرف لتجيب السيدة وهي تمشط الغرفة 
جميلة يا بنتي وهواها بحري ويشرح القلب. 
بينما وقفت جيجي بالشرفة فاردة ذراعيها 
أخيرا طلعت مصيف وشميت ريحة البحر عن قرب. 
ضحكت ضحى مقتربة منها 
أدعي لريان جوزي واحد صاحبه شغال هنا في الفندق وخدمه في حجز غرفة جنبنا عشان نبقا جيران لمدة أسبوع.
_ ربنا يخليهولك يا ضحى بجد انا مبسوطة اوي اني طلعت معاكم الرحلة دي.. 
_ ان شاء الله تكون رحلة سعيدة عليكم يا ولاد. 
قالتها والدة جيجي التي تراقبهم برضا لتهتف ضحى باحترام 
والله يا طنط أحلى حاجة ان حضرتك معانا.
ثم نظرت لرفيقتها وقالت وهي تعطيها حقيبة كرتونية 
بقولك ايه يا جيجي انا جبتلك حاجة هتحتاجيها هنا. 
تفقدت الحقيبة لتتسع عيناها بفرحة 
مايوه شرعي!
_ اتنين مش واحد.. وتر بروف للمحجبات. 
عانقتها جيجي ممتنة بجد شكرا يا ضحى انا بصراحة كنت هشتري بس لقيت النوع ده غالي اوي فقلت اقضيها لبس خروج عادي لان اصلا مش هنزل البحر انتي عارفة مبعرفش اعوم لان اصلا اول مرة أصيف. 
_ لا بعد كده هتصيفي كل سنة معانا.. والمايوهات دي عندي منها كتير لان كل مصيف بشتري جديد.. وانا وانتي نفس المقاس وقلت هينفعوكي. 
_ ربنا يخليكي ليا يا ضحى وميحرمنيش منك. 
_ ولا منك حبيبتي.. يلا اسيبكم ترتاحوا شوية وهتصل عليكي قبل ما ننزل.
_ طيبة وبتحبك اوي صاحبتك دي يا جيجي. 
هكذا عقبت والدتها بعد مغادرة رفيقتها لتستطرد وهي توصيها حافظي على صداقتكم يا بنتي مبقاش حد في الزمن ده يحب حد من غير مصلحة. 
_ ما انتي عارفة يا ماما بحب ضحى ازاي دي صاحبتي الوحيدة من أيام الجامعة. 
ثم استعرضت إحدى أطقم البحر بين يديها وقالت 
تعرفي يا ماما المايوه من دول بكام دلوقت النوع ده غالي جدا .
_ حافظي عليهم بقى مادام غاليين كده ولازم تجيبي هدية لصاحبتك من باب رد المحبة.. تهادوا تحابوا.
_ ان شاء الله.. هروح اخد شاور واجهز. 
_ خدي هنا يا ام شاور انتي.. فضي الشنط ورتبي الحاجة الأول وبعدين اعملي اللي انتي عايزاه. 
قبلت جيجي خدها بمزاج رائق عنية يا ست الكل. 
رنين الهاتف قاطع جليها لبعض صحون الإفطار لتنفرج شفتاها بابتسامة وهي تجيب. 
_ صباح الخير يا غزل.. صاحية بدري ليه حبيبتي
جاءها صوت شقيقتها الصغرى برقته المعهودة 
صباح الفل يا غنى.. أبدا معرفتش أنام بعد ما أصيل نزل شغله والبنات نايمين قلت اتصل ارغي معاكي شوية وبعدها أنام. 
_ يا بختك..أنا بقا يدوب اشرب حبة شاي وأكل لقمة بعد ما اخلص المواعين وانزل السوق أشتري الخضار عشان اطبخ قبل ما ولادي يجوا من المدرسة.
لتواصل عرض مهامها ده غير كوم الغسيل اللي عندي لوحده يهد الحيل. 
تذكرت غزل أمر غسالتها المعطلة لتتسائل 
هو لسه غسالتك الأوتوماتيك بايظة 
قالت بأسف أيوة بقالي شهر بغسل على أيدي لما باشت من كتر الغسيل. 
صاحت بضيق جوزك ده معندوش ډم بصراحة يا غنى ازاي سايب كل حاجة كده عليكي ومش بيحاول يساعدك على الأقل كان صلح الغسالة ويرحمك من غسيل الإيد. 
بررت لها بيقول مش معاه فلوس يا غزل. 
_ لا يا حبيبتي ده مستخسر وبيقول لنفسه أهي بتتصرف والدنيا ماشية عشان كده عمره ما هيصلحها وهيفضل معتمد عليكي ويستغل صحتك. 
ثم ثارت حانقة والله لو مكانك لكنت سبت هدومه تعفن لحد ما اجبره يصلح الغسالة..أنما انتي سلبية يا غنى بتحلي كل مشكلة تقابلك معاه وتتصرفي لحد ما بقى شايف اللي بتعمليه حق مكتسب..مبقاش يحس بمسؤولية ناحيتك. 
شعرت غنى أن حديث شقيقتها يزيد على كاهلها العبء وهو لا ينقصها فقالت لتنهي الأمر خلاص يا غزل أنا هتصرف واصلح الغسالة قريب. 
_ منين لما بابا ولا ماما ولا اخونا سالم يتعطفوا عليكي بفلوس
وصمتت غزل تشعر كم هي قاسېة وجرحت شقيقتها الكبرى لتعتذر على الفور حقك عليا يا غنى والله ما أقصد.
أبتلعت دمعتها بين مقلتيها وقالت بصوت بدا مخټنقا 
أنا عمري ما طلبت من حد فلوس يا غزل.. هما اللي بيدوني. 
صاحت سريعا والله عارفة وبعدين منا باخد زي زيك.. بس أنا بصراحة بصرفها على نفسي.. لكن أنتي! 
تنهدت غنى رغما عنها تقول 
أنا حياتي غيرك.. أنتي أصيل. جوزك معززك ومكرمك وبيساعدك في حاجات كتير وعمره ما بص لقرشك اللي بتاخديه من أهلك وكمان عاملك مصروف خاص بيكي..مفيش حاجة ناقصاكي أنتي وبناتك.. لكن أنا..! 
وصمتت تبتلع خيبتها تخشى دون قصد أن تحسد صغيرتها لتقول بمرح زائف كفاية بقى أحسن تفتكريني بحسدك.. وعموما اطمني يا غزل أنا أتعودت على حياتي وبعرف أمشي أموري.. أنا كويسة الحمد لله. 
تمتمت ببعض الأسف دايما يا غنى بتحمدي ربنا رغم إنك مش مرتاحة. 
_ وهو الحمد وحش يا غزل
_ لا طبعا.. بس أما تيجي على نفسك زيادة عن اللزوم وتخبي تعاستك يبقا حرام عليكي. 
_ والمفروض أعمل أيه
وكأنها وجدت بغيتها لتعبر عن شيء في نفسها 
تتمردي يا غنى.. ترفضي تكملي في عيشة مش عجباكي..ترفضي حياة بتستنزف طاقتك طول الوقت.
_ و ولادي لو اتمردت زي ما بتقولي هما اللي هيدفعوا التمن من نفسيتهم وحياتهم اللي هتتلخبط. 
_ بالعكس.. يمكن تنقذيهم وتنقذي نفسك من الچحيم اللي انتي فيه..أطلقي يا