رواية بصائر تغشاها الثرى بقلم ډفنا عمر الفصل الأول والثاني

غنى وحطي حد لچحيمك. 
شهقت بفزع أنتي اټجننتي يا غزل أطلق! أنتي عايزة أبوكي وأمك يموتوا بحسرتهم
هونت غزل الأمر بشكل أثار دهشة غنى 
هيزعلوا شوية في الأول وبعدها هيتقبلوا قرارك. 
صمتت تستوعب تفكير شقيقتها الغريب لتقول 
وفرضا عملت كده.. هعيش ازاي بعد الطلاق
لطمتها بنبرة ساخرة على أساس أنك عايشة دلوقت
_ وانتي ايه سبب تعاستك وانتي متوفرلك عيشة كريمة وجوزك مش مقصر معاكي!
هكذا فاجأتها غنى وأربكتها لكنها تمالكت نفسها وقالت بحمية تدافع عن وجهة نظرها. 
_هو العيشة الكريمة في نظرك ايه يا غنى أن تلاجتي تكون مليانة وجوزي كل يوم يجبلي لوازم البيت وهو طالع ومش محملني أي مسؤولية
_ أمال عايزة أيه تاني
_ مش عايزة أحس انه مقيدني واني طفلة خاېف عليها لو مشيت لوحدها تقع..أهتمامه بالنسبالي تحكم.. غيرته وخوفه عليا مش شايفاه غير سجن مالوش حتى قضبان.. حياتي مملة مفيش تجديد..حتى اهتمامتنا عكس بعضها.. حساه زي راجل عجوز وانا زهرة شبابي مش لاقية فرصة تتنفس معاه..حاجات كتير اوي نفسي أعيشها واعملها وهو مش مديني فرصة.
حان دور غنى لتتهكم تلك المرة 
ياه.. أنتي حقيقي عايشة في چحيم يا غزل. 
_ بلاش تتريقي..النتيجة واحدة أنا وأنتي مش مبسوطين في حياتنا وخلاص. 
_ عارفة أنتي مشكلتك أيه يا غزل أنك اتجوزتي أصيل ڠصب عنك. 
_ وده مش سبب كافي أني محبش حياتي معاه رغم رفضي بابا صمم عليه وقال انه أكتر واحد هيقدر يروض چنوني ويحجمني..أبن عمتك عاقل وبيحبك وهو أصلح واحد ليكي..مش ده كان كلامه ليا ليلة فرحي 
_ بس بابا عنده حق.. أصيل فعلا بيحبك وصاينك. 
_ المشكلة ان اللي انتوا شايفينوا نعيم أنا شايفاه چحيم..الراحة الزيادة أنا حساها ملل رهيب..في حاجات جوايا مش هعرف اترجمها يا غنى.. يمكن لو قولتها تفتكريني تافهة بس هي بالنسبالي مهمة.
لم تجد خيرا من تنهيدة أخيرة وهي تخبرها بأسى 
أنا مش عارفة أقولك ايه يا غزل غير انك في نعمة غيرك يتمناها..نعمة عيونك مش قادرة تشوفها..ربنا يهديكي. 
هتفت محبطة مش قولتلك مش هتفهميني يا غنى. 
ثم ختمت بقولها عموما انا هقفل عشان شكلي عايزة أنام..وابقي فضي نفسك الأسبوع الجاي نزور بابا وماما ونقضي يوم عندهم..سلام يا غنى.
أغلقت معها لتمكث شاردة بحال شقيقتها الصغرى كم تخاف عليها من أفكارها تلك التي لن تودي بها إلا لهلاكها وزوال نعم لا تقدرها حق قدرها.
 بصائر تغشاها الثرى بقلم ډفنا عمر
يا بنتي تعالي انزلي المية معانا 
قالتها ضحى وهي تحاول جذب رفيقتها لتصاحبها فهتفت الأخيرة. 
_ لأ انا مبسوطة كده كفاية اني شايفة المية قدامي هاتي شهد خليها مع ماما وانا هتمشى على البحر شوية وروحي انتي انبسطي مع ريان.
_ ماشي يا ام دماغ ناشفة..عموما بالليل هنخرج خروجة حلوة ريان عاملنا برنامج يجنن.
راقبتها مبتسمة وهي تعافر بالسير في المياة ليلتقطها زوجها بابتسامة بدت لها شديدة الجاذبية وهو يطوق خصرها بذراعه ويتوغل بها في المياة للمرة الاولى ترى ريان عن قرب وكيف يتعامل مع صديقتها لم تصادف رجلا يراعي زوجته كما يفعل هذا الرجل كما لم تلحظ رجلا بوسامته وقوامه المثالي لتتسائل في نفسها هل يمكن ان تحظى برجل مثله هي لا ينقصها جمال وأنوثة يعترف بها الجميع لكن ما ينقصها حقا حظ جيد غير ذاك العاثر الذي يلازمها كل ما يدق بابها رجال لا يليقون بطموحها شكلا وموضوعا وكيف تجد أفضل منهم وهي تقطن بحي فقير گ أصحابه الفقراء المعدومين
لمحت من موضعها وهي تراقب صديقتها وزوجها موجة عالية تزحف عليهما لتجدهما يرتفعان معها كأنها عصفوران يحلقا في الهواء والسعادة تبدو جلية فوق ملامحهما يبدو ان حجابها تحرك بفعل الموجة وكشف عن شعرها لتجده يعدله لها ويحتضن وجهها بين راحتيه ينظر لها كأنه يغازلها ترى ماذا يقول لها لتعتريها رغبة غريبة احتلتها تلك اللحظة.. ليس أن تسمع همساته لها.. بل ان تكون هي من يهمس لها بكلماته.
_ ريان تعالى بقى نطلع عشان أنا جعانة.
_ المية حلوة يا ضيحا والبحر لسه رايق والناس مش كتير حوالينا خليكي شوية. 
_ مش عايزة اتقل على طنط خاېفة شهد تتعبها.. انا هطلع أنا وانت حصلني بعد شوية.
_ ماشي يا حبيبتي. 
أوصلها لقرب الشاطيء ثم ابتعد وأثناء عودتها من الشاطيء لمحت رفيقتها جالسة لتقترب منها منادية جيجي. 
ثم جلست جوارها فوق الرمال وهي تلهث قائلة. 
_ والله فايتك كتير من غير ما تنزلي البحر أمال طلعتي مصيف ليه يا بنتي
ابتسمت لها منا مش بعرف أعوم واخاڤ اڠرق. 
_ أمال ريان بيعمل ايه انزلي والعبي في المية وهو هيكون قريب لو حصل حاجة هيلحقك.
_ أيوة بس. 
_ مفيش بس قومي اوديكي هناك تقفي جنبه وأنا هرجع لشهد زمانها جاعت أأكلها واحصلك على طول.
_ ريان. 
هكذا صاحت ضحى تنادي عليه ليقترب إليهما لتخبره ريان خد بالك من جيجي عشان خاېفة تقف في المية لوحدها دي جننتني عشان تمشي معايا الخطوتين دول انا هأكل شهد واجيبها واجي معاكم نلعب شوية في المية قبل ما نرجع الفندق.
أومأ لها وصار بتروي جوار رفيقتها محافظا على مسافة مناسبة بينهما رغما عنها تفحصت عضلات صدره العاړ. ي القوي وهو يلمع في المياه لتبتلع ريقها بتوتر وتحاول تحويل بصرها عنه وتنشغل بالمياة التي تغمرها وتخطو بها بحذر لاحظ سيرها المتردد الخائڤ فطمئنها بقوله. 
_ متخفيش من البحر لو أخدتي عليه هتحبيه. 
_ شكلي فعلا هحبه. 
قالتها ورغبة داخلها تسيطر عليها بمشاعر غريبة تتملكها لا تدري ما الذي يحدث لها ولماذا تنجذب إليه هكذا ليفسر هو قولها بمعناه الظاهري قائلا بعفوية. 
_ أكيد هتحبيه البحر ممتع بس عايز شوية جراءة. 
_ أنت علمت ضحى تعوم
سخر بمزاحه. 
_ للأسف صاحبتك جبانة مش عايزة تتعلم. 
_ بس أنا عايزة اتعلم.
قالتها وهي تنظر لعيناه التي يتوهج عسلها بضياء الشمس مسترسلة ينفع تعلمني أعوم لوحدي
تفاجأ ريان بطلبها وارتبك ونظرة عيناها نحوه لم تريحه ولا يدري سببا لهذا وقبل أن يجيبها زحفت موجة عالية نحوهما لټضرب جسديهما بقوة فلم يكن منها إلا أن تمسكت به تعانقه محتمية بجسده القوي كي يصد عنها تلك الموجة العاتية ليتصلب ريان بذهول وهي تباغته وتلتصق به ذراعيها تطوق عنقه .لا يدري لما شعر بأنها في تلك اللحظة لم تكن تحتمي به. 
بل شعر أنها.. تنتهكه.