رواية "أنت لي" بقلم ډفنا عمر الفصل الأول للخامس
المحتويات
رواية أنت لي بقلم ډفنا عمر
مقدمة!
جذب سحاب حقيبته القديمة بعد أن كدس كل أغراضه القليلة بها عازما على الرحيل..
رحيل آن آوانه ..وربما تأخر كثيرا ..
لكن لم يفت الوقت..فلم يعد له أحدا بين جدران هذا المنزل الذي لم يحتويه يوما.. لم يجد فيه حنان أمه الراحلة ..ولا حتى أبيه الذي غادر دنياه منذ أيام قليلة تاركا له ميراث حافل من الۏجع والحرمان.
فما اقتاتت روحه العطشى إلا علي أحلامه وحدها.
سيرى العالم بأسره هذا الغلام ذو الخمسة عشر عام. كيف سيكون .. وماذا سيفعل!
يوما ما سيقتنص نجوم سمائه واحدة واحدة
ويغزلها عقدا يزين به صدر حبيبته التي لا يعلمها أحد.. حتى هي ذاتها.. لا تدري عنه شيء.
يراقبها گ ظلها.
وبلحظة حاسمة سيقطع طريقها بالورود.
ويعلن عن من يكون هو..
حينها فقط..
ستبصره.
__________________________
الفصل الأول من رواية
أنت مكافأتي
_خلاص يا بيسان .. حكايتنا انتهت!
_ مش بمزاجك تنهي كل حاجة بنا في لحظة!
ثم ملأت فراغ أصابعه وعانقته بأصابعها المرتجفة
أنا لسة متمسكة بيك يا معاذ .. ماتضحيش بحبنا و تتخلى عنياحنا ممكن نعيش مبسوطين من غير ما..
بترت حديثها الأقرب إلى التوسل وهو يقاطعها ببرود لا يعكس أمامها ۏجع قلبه ولسانه يعافر لنطق كلمتين هما بالنسبة له گحكم إعدام لروحه وحياته!
كلمتين أنطلاقا من شفتيه إليها گ سهمين إنغرزا بقلبها وهو يلفظهما بثبات ظاهري
أتعرفون شعور السقوط من فوق جبل شاهق على حين غرة دون أي أستعداد للإنزلاق المفاجئ من أعلاه!
لم أتصور بيوم أن جبل سعادتي الذي أرتقيت درجاته حتى وصلت معه للقمة أن ينهار فأهوى وأنحدر من عليائه لأصطدم بأرض فراقنا الصلبة القاسېة وأعيش هذا الألم المهلك!!
أنت طالق!
هل لفظها مرة واحدة! أم هو صداها الذي يتكرر بقسۏة بعمق ذاتي مرات ومرات كل ليلة!
_بيسان يلا ياحبيبتي العشا جاهز من بدري .
فاقت من شرودها على صوت والدتها التي عبرت لتوها غرفتها ..فأستدارت بكلتيها لها وابتسمت ابتسامة زائفة حتى تخفي عبوس وجهها إشفاقا على تلك الغالية من الضيق لأجلها
_حاضر يا ماما هقفل الشباك وهحصلك!!
هل يمكن أن يعودا يوما متشابكين الأيديمتجاوزين عن كل ما مضى
أم أسدل الستار على قصتهما وطغى غروب فراقهما على حياتهما معا ولم يعد هناك أمل أن تشرق شمس عودتهما ثانيا !
ظل السؤال معلق دون إجابة شافية كحياتها تماما معلقة بين ماضي أسعدها معه وحاضر لا تحيا فيه سوى التعاسة بدونه!
عذرا.. أثقلت عليكم دون أن نتعارف!
أنا بيسان 26 عاما مطلقة منذ عام كامل بعد زواج دام ثلاث سنوات حاصلة على بكالوريوس تمريض نظرا لعشقي لتلك المهنة تخصصت بقسم صحة الأم وحديثي الولادة .. واعمل حاليا أخصائية تمريض بقسم النساء والتوليد بمشفى معروف ..
ربما تملككم الفضول لمعرفة كيف تبدو هيئتيولن أبخل على خيالكم بالتفاصيل ..
أنا أمتلك قواما معقولا وقامة متوسطة بوجه أبيض وأنف صغير وغمازات غائرة بوجنتي يبرز جمالهما أكثر حين ابتسم أو أضحك وكثيرا ما مدحت من أصدقائي على ابتسامتي الجذابة تلك .. كما أتزين بشعر أسود وقصير بلون عيناي الواسعة باهداب طويلة ..!
اعيش بحال ميسور حيث ترك أبي رحمه الله عليه ما يكفينا شړ الحاجة أنا وشقيقتي الصغرى أروى ووالدتي بارك الله في عمرها .. حياتنا ليس بها تعقيدات أو عقبات ولولا أنفصالي عن زوجي لكنت أتغزل لكم بجمال الحياة وأغرقت حروفي بسعادة ورضا ولكن سامحوني لن أفعل فهل ستسامحوني أنتم إن كذبت!..
على كل حال سيرتوي فضولكم لمعرفة الكثير بالسطور القادمة فقط تتبعوا قصتي!
صباح يوما جديد!
الأم عائشه يلا يابيسان روحي صحي القتيلة اللي جوة دي خليها تلحق مدرستها.. بدال ماتتأخر زي كل يوم وتجري على السلم وتخبط في الرايح والجاي..
تثائبت بكسل وهي تمسح على وجهها بكفيها
حاضر يا ماما هغسل وشي و افوق وادخل اصحيها ..
أبتسمت الأم عائشة وهي تشاهد ترنح ابنتها من أثر النوم.. ثم تنهدت بحزن.. منذ طلاقها والهم يسكنها لم تتصور أبدا أنتهاء زواجها بتلك السرعة.. ولكن لا سلطان لنا علي اقدارنا ..
الحاجة عائشة ٤٨ عاما تزوجت بعمر ٢٢ عام من زوجها سالم رحمه الله .. كان يكبرها بسبع سنوات حملت في بيسان بأول شهر لزواجهما وظلت تسع سنوات تحاول الانجاب ثانيا إلي أن أكرمها الله بأروى بهجة البيت وحبيبة قلبها.
رحل زوجها منذ خمسة أعوام تاركا لهم بناية مساحتها معقولة بخمسة طوابق ..وكل طابق شقتين تقطن هي وابنتيها بالطابق الرابع بعد اندماج الشقتين معا وقامت بتأجير باقي البناية. بجانب معاش حكومي لها ولزوجها من وظيفتهما بإحدي المدارس التي عملا بها هي بالقسم الاداري منها أما هو
متابعة القراءة