رواية "أنت لي" بقلم ډفنا عمر الفصل الأول للخامس

موقع أيام نيوز

قاسې ومابيسمعش كلمتي ده غير انه ملموم على شلة عيال بيستغلوه عشان يصرف عليهم كل ليلة ومقضي كل وقته معاهم! 
ثم تنهدت بحزن 
نفسي يقعد معايا ونتكلم في أي حاجة سايبني لوحدتي طول الوقت وكأني مخلفتش دايما بعيد عني مابيكلمنيش غير عشان يطلب مني فلوس وبس!! .. وأخرة ده كله بيقولي إني مابحبوش يا خديجة وبستخسر فيه فلوس أبوه..!
خديجة مربتة على يدها صلي على النبي بس ياشمس بهاء لسه طايش مش فاهم الدنيا بكرة يعقل ويفهم اما يتجوز ويخلف ويجرب الضنا.. 
انا ياما كنت اقولك ماتقسيش عليه وهو صغير بزيادة انا كنت بلاحظ قربه الشديد من حسن أكتر منك بكتير وكنت بحذرك إنك تبعديه عنك ..
هتفت مدافعة كنت عايزاني اعمل أيه ياخديجة بعد ما دلعنا فيه أنا وابوه فسده وخلى تصرفاته تخجلنا!! 
شوية يضرب اصحابه ويبلطج عليهم وشوية يهرب من مدرسته عشان يقلد اللي معاه ..واما كبر شوية وبقى 13 سنة لقيت ام واحد من اصحابه بتخبط عليا وبتصدمني إن عيالنا اللي لسه ماطلعوش من البيضة بيشربوا سجاير وكمان سرقو شنطة صاحبهم واخدوا منها فلوس..
كنتي عايزاني استني اما يطلع بلطجي وحرامي رسمي وهو ماشي ورى اصحابه ومتأثر بيهم!!
كان لازم أشد واقسى عليه واحرمه من اللي يطلبوا واعلمه إن الغلط بعده عقاپ عشان يفهم إن الدنيا مش سهلة ولا دلع وطبطبة وإن أنا وابوه مش دايمين له.. ولازم عودوا ينشف ويقوى و لازم يشرفنا ويخلينا نفتخر بيه مش يجبلنا العاړ بتصرفاته.. كنت عايزاه أحسن الناس بس هو مافهمش كدة وفاكرني عمري ماحبيته..!!
ثم نظرت لخديجة بعين مترقرقة وصوت ټخنقه العبرات في واحدة تكره ابنها ياخديجة! .. ده نور عيني وفرحتي في الدنيا!
خديجة مشفقة عليها أستهدي بالله يا شمس ..والله بكرة ينصلح حاله وتفتخري بيه ويوطي على رجلك يبوسها و يقولك اسف يا امي بهاء مش وحش ياشمس ده ابن حسن واخد طباعه بس هو عقله الصغير مقدرش يفهم تصرفاتك إنها حب وخوف عليه ..
هو من أمتى عيالنا بيفهمونا ياشمس! عمرهم مابيحسوا ويفهموا تصرفاتنا إلا اما بيكبروا ويخلفوا ويعيشوا أحساسنا ادعيله انتي بس وهو مش هيبقي حد زيه ويكون ابنك المطيع البار بيكي زي ما بتتمني واكتر..
أم بهاء بنظرة غائمة وشاردة تفتكري بجد هايجي يوم وينصلح حاله ويكون بار بيه!
نفسي يقرب مني ويشوف ازاي بحبه وبخاف عليه نفسي أعمل لقمة ونقعد ناكلها سوا في قعدة دافية وأحسه مبسوط وراضي ..أنا كأني عايشة لوحدي كل حاجة بعملها من غيره.. البيت بالنسباله لوكاندة بينام فيها..! 
صمتت مطلقة من جوفها تنهيدة عبرت عن ما يجيش بصدرها ومن قادم تجهله وتخافه 
خاېفه ياخديجة أغضب عليه!! خاېفة يفوق بعد فوات الآوان وينفذ صبري والإعتذار وقتها مش هيكون له أي معنى! 
وعندك أحلى طقم شاي للبرنس بهاء وأصحابه..
بهاء بعد أن وصل لتوه إلى تلك المقهي التي يتقابل بها مع رفاقه كل ليلة حيث يقضي معهم أمسيته مابين الأحاديث التافهه وتدخين مايضرهم ويسلب عقولهم وينهل من صحتهم الجسدية فالأمر لا يقتصر على بضعة سجائر بريئة بل يتخطى ذلك ..
هم يتملقون له طمعا لا حبا لتحمله كل ليله تكاليف طلبات جلستهم التافهة! 
ولا يخفى عن بهاء طمعهم فيه وتوددهم نفاقا له بل يتقبله بصدر رحب فهم يغذون داخله احساس الزعامة والقوة التي لا يستمدها إلا بسخائه عليهم من نقوده!! وكم يرضيه هذا الشعور ويرضي غروره ويكمل نقصا ما داخل نفسه!! 
........................ 
_ ايه ياعم مالك بتنفخ ليه كده! 
بهاء اتخنقت يا وليد كل اما اجى أطلب فلوس من امي تعملى تحقيق!
وليد أنا مش عارف هي بضايقك ليه هو في غيرك ده مال أبوك وعزه ومسيره ليك أنت ابنه الوحيد
مادام الخير كتير الحمد الله بتمسك ايدها كده ليه!
بهاء ما انت عارف بقي أسطوانة أعمل حساب الزمن والأيام غدارة والكلام الكئيب ده!
وليد مالهاش حق بصراحة عموما سيبك أنا هروق مزاجك!! 
ثم اخرج من جيب بنطاله لفافة قائلا 
خد جرب الصنف الجديد ده وادعيلي غالي بس يستاهل هيخليك طاير في السما.. وهينسيك العكننة دي وينسيك أمك ذات نفسها..!
بهاء 
ايوة كدة يا ليدو محدش بيعرف يروقني غيرك!
وليد ولو تسمع كلامي في الباقي هخليك شهريار زمانك بس أنت اللي مقفل ومحبكها..
بهاء وهفضل محبكها أنا أخري سېجارة متكلفة
إنما حريم وشقق مش تمام ماليش فيه يا وليد 
وماتكلمنيش في الحوار ده تاني عشان ما أزعلكش! 
وليد خلاص ياعم أنا كنت قاصد اخدم 
ثم تنحنح بخجل مصطنع قائلا 
بس أنا كنت عايز منك طلب بس مكسوف منك.. 
بهاء عيب يا وليد احنا اخوات قول عايز ايه
وليد كنت محتاج منك قرشين سلف وعارف إني لازم أسد الدين القديم الأول بس الظروف صعبة معايا ياصاحبي بس أوعدك اول ماتفرج هسدلك كل ديوني
بهاء ياجدع عيب عليك من أمتى بينا فلوس 
قول عايز كام يا ليدو وأنا رقبتي سدادة.. 
وليد تسلم يا ابن الأصول.. عايز ٢٠٠٠ج..!
بهاء ولا
تم نسخ الرابط