رواية "أنت لي" بقلم ډفنا عمر الفصل الأول للخامس

موقع أيام نيوز

كان يدرس اللغة العربية .
اروي وهي تهرول متجهة لباب المنزل تأهبا للخروج
خلاص يا مامتي هفطر مع رغد ..وعلى فكرة عندي درس بعد المدرسة وهتأخر شوية..
الأم عائشة طب خدي بالك على نفسك ومجرد ما درسك يخلص تيجي بسرعة من غير تأخير ..

أروى قبل أن تغلق الباب حاضر ياشوشو .
حدثت نفسها وهي تلتهم الدرج بقدميها 
البت رغد هتتخانق معايا و تقولي أخرتيني على المدرسة.. 
واثناء هبوطها المسرع على الدرج الرخامي قابلها جارهم الحج جلال الذي قال مشاكسا لها 
براحة ياغزال لا يقوم زلزال..!
أروى لاحظ ان كلامك جارح يا عمو جلال!
ماذا افعل للجميع يشعروني أني ازن مائة كيلو! 
أكثير علي ابنه 17 عاما أن تكون ممتلئة قليلا!
انا فقط جسدي فائر كما يقولون. وطويلة يتخطى طول قامتي شقيقتي الكبرى بيسان لقد عرفتموها منذ قليل.. أدرس بالصف الثاني الثانوي ..
تختلف ملامحي عن بيسان فأنا قمحية وبعينان عسلية مرسومة كعين القطة.. هكذا تشبهني أمي 
وشعري طويل وبني بخصلات صفراء تثير غيرة صديقتي رغد البدينة بعض الشيء ألم تعلمون كيف هي 
رغد ما لسة بدري يا برنسيسة!!
عذرا ها هي صديقتي توبخني گ كل صباح لتأخيري سنكمل حديثنا فيما بعد ..
فمازلنا في البداية أعزائي..!! 
بيسان عايزة حاجة يا ماما قبل ما أنزل 
الأم عائشة عايزة سلامتك يابنتي ربنا يحفظك انتي واختك.. ! 
بيسان وهي تقبل رأس والدتها بحنان 
وربنا ما يحرمنا منگ يا ماما طول ما انتي راضية عننا هنكون بخير..
استقلت بيسان أحدى سيارات الأجرة لتلحق عملها بالمشفى وجلست تطالع عبر نافذة السيارة معالم الطريق فأخذها الشرود بطياته وتذكرت تفاصيل انفصالها عن زوجها معاذ .. تذكرت كيف كانت سعيدة مستقرة ..وكيف اصبحت الآن دونه !
مازالت تعمل معه بنفس المشفى تقابله وتحتگ به كثيرا بحكم عمله گ طبيب نسا وتوليد وتخصصها هي بتمريض ومتابعة تلگ الحالات جواره ..لا تكف عيناها عن إرسال عتابها ولومها الصامت له كلما صادفته!
هو يريدها ببساطة أن تقترن بغيره وكأنها بلا مشاعر وكأن باستطاعتها النسيان ألا يعلم هذا الأحمق انها مازالت تحبه ولن تنتمي لشخص ٱخر مهما طال بها العمر !
ستعيش بوحدتها راضية ..إن لم يكن هو رفيقها..!! 
انا عايز فلوس !!
الحاجة شمس بابني حرام عليك أنت بتودي فلوسگ فين اعمل حساب الزمن يا بهاء حرام تضيع فلوسك على اصحابك الفاسدين اللي بيستغلوك ويضحكوا عليك عشان تصرف عليهم..
أنتفض بهاء واقفا من جلسته قائلا بصوت جهوري 
بقولك أيه مش كل مرة اطلب فلوس تسمعيني الموشح ده انا باخد من فلوس ابويا وخيره أما ابقي أخد من جيبك أبقي أتكلمي براحتك وأصحابي مش فاسدين وأنا عارف مصلحتي كويس..
ثم مد يده ملوحا لها بفظاظة  
هاتي فلوس خليني اغور من النكد بتاع كل يوم ده
أخذ النقود ثم تركها تنعي حظها العاثر بذلك الأبن 
الوحيد الفاشل العاصي.. بهاء ذو ٢٣ عام لم يتفوق بدراسته ولم يحصل سوى على دبلوم صناعي أعقبه بسنتين معهد فني وتخصص بشعبة الكهرباء.. لا يعمل بها رغم اتقانه لإصلاح الأجهزة التالفة بالفعل ولكن لما يجهد نفسه بتلك المهنة وهو المدلل المرفه والنقود متوفرة لديه بكثرة! 
حيث معاش أبيه ووالدته الجيد بالإضافة إلي قطعة الارض التي ورثها عن أبيه ويرعاها له زوج عمته خديجة بجانب أرضه وأرض عمته أيضا.. فيصله إيراد محصولها السنوي دون أي مجهود يبذل منه..
 
طوت أم بهاء سجادة الصلاة ووضعتها جانباوهي تختم صلاتها بالتسبيح والحمد والتكبير على عقل أصابعها.. وما أن انتهت حتى التقطت صورة زوجها الراحل الموضوعة جانب فراشها ..وترقرقت مقلتيها لكثرة اشتياقها له أفتقدت طعم الحياة برحيله منذ أكثر من ثلاث أعوام.. 
مسحت دموعها التي تشوش أمامها الرؤية..
ثم غمغمت محدثة صورة زوجها 
وحشتني أوي يا حسن !
ماكنتش اعرف إنك هتسبني بالسرعة دي وعدتني ماتفارقنيش وعدتني تكون سندي بعد ربنا في الدنيا ياما كنت بدعي إن يومي يكون قبل يومك بس حكمة ربنا إنك تسبقني وتسيبني لوحدي.. كنت فاكرة بهاء هيعوصني ويكون أبن بار بيا بس للأسف أتغير اوي ياحسن بقا قاسې عليا ومش بيهتم بنصايحي ولا يقعد معايا ولا بتجمعنا لقمة واحدة كأني عدوته مش أمه !!
أنا اللي تعبت فيه و فضلت ليالي ادعي يرزقني بيه!
سكتت تلتقط أنفاسها وتكفكف دموع ألهبت ملوحتها عيناها.. وأكملت حديثها الباكي لصورة زوجها 
فاكر ياحسن أول جوازنا أما كل الدكاترة قالولي مستحيل اخلف أبدا حتى طفل الأنابيب وقتها كان مستحيل مع حالتي.. ونصحوني ما حاولش ولا أسعى لأنه مستحيل أحمل زي اي ست بس انا وانت ما يأسناش من رحمة ربنا.. كنا بندعي كتير اوي ونستغفر .. ومر بينا العمر وبقا عندي 34 سنه .. رضينا بحكمته وقلنا خير ونسينا وعيشنا حياتنا محتسبين امرنا لله
لحد ما اكتشف في يوم حملي بالصدفة لما دوخت فجأة وحسيت بڼزيف ووقعت في الطريق وقتها كنت شايلة لوازم للبيت تقيلة عليا نقلوني المشفي وعرفوا الدكاترة بحملي!.. جالي حالة ذهول وعدم. تصديق
تم نسخ الرابط