نوفيلا حارة رمضان بقلم ډفنا عمر الجزء الثاني
المحتويات
معهم ومعي باقي رقاقتان فيهما حلوى ولحم أنت أولى بهما .
قال لي جملة. عجيبة
يا أبا نصر ! لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة ! أي ما فعلت الخير ودعوت لك كي أخذ عنه مقابلا.. دعائي كان خالصا لوجه الله
إذهب كله أنت وعيالك..وأنا سأبحث لك عن من يشتري بيتك أو يقرضك شيء
قال أحمد بن مسكين أخذت الرقاقتين ومضيت أمعن التفكير فيما حدث وحكمة الله وفضل الدعاء له بتضرع.. فإن أخلصنا الدعاء والنية وجدنا الرزق والڤرج..
تذكرت حينها زوجتي وابني الجائعان منذ أمس ثم نظرت لهذه المرأة المحتاجة ونظرة طفلها الجائع فلم يتحمل قلبي جوعهما وقلت في نفسي لو أطعمت زوجتي وابني فلي أجرهما.. أما لو أطعمت تلك المرأة وطفلها لي أجرهما وأجر صبري وصبر زوجتي وصبر ابني ودفعت ما في يدي للمرأة وقلت لها خذي الرقاقتين وأطعمي ابنك.
مشيت وأنا منكسر مهموم من يشتري بيتي من يسد جوع أسرتي وكأني نسيت كلمة الشيخ لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة أشغلت نفسي بتدبر كلمة الشيخ وقلت لو أني أشبعت زوجتي وابني لحرمت خمس فضائل وهذه الدنيا محتاجةإلى الفضيلة وهذه الفضيلة لا تأتي إلا بمثل هذا الإثار..
جلست إلى حائط أفكر في بيع الدار ومن يبتاعها فإذا بأبو نصر الصياد يصيح مناديا وفرحا أين أنت يا أبن مسكين أين أنت يا أبا محمد أنت هنا وأنا أبحث عنك جالس هنا وفي دارك الخير والغنى
هنا توقف الشيخ بركات ليتذمر الجالسون ويصيح أحدهم بلهفة كمل يا عم الشيخ الله لا يسيئك ايه هي القصة التالتة ومنين جه الخير لللي في بيت أحمد ابن مسكين
ليدعمه صياح أخر مشتعل بفضوله أيوة يا شيخ بركات متعذبناش كمل زي ما بيقولك الكنفاني.. حصل ايه بعد كده
قال أبو نصر الصياد لابن مسكين
وأنا في الطريق إلى منزلك أبحث لك عن من يشتريه إذا رجل يسأل الناس على أبيك مسكين البصري أو أحد من أهله ومعه أثقال وأحمال فوق ظهور النوق لا تعد ولا تحصى فقلت له أنا أدلك على أبنه أحمد ابن مسكين ومشيت معه أسأله عن أمر شأنه عند أبيك.. فقال لي إنه تاجر من البصرة وقد كان أبوك أودعه مالا من ثلاثين سنة فأفلس وانكسر المال ثم ترك البصرة إلى خراسان فانصلح أمر تجارته هناك أراد أن يعود بعدها ويعطى أبيك مسكين البصري حقه فلم يستطع المجيء لبعد المسافة بينهما.. فراح يتاجر بنصيبه ويدخره له حتي صار قافلة نوق كبيرة محملة بالذهب والفضة والقماش والطعام وكل الخيرات.
فقال ابا نصر بتدبر صدق الشيخ لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة !
وصلت لبيتي لأجد زوجتي وابني يرتديان أفضل الثياب ويتصدقان علي الناس..فبحثت عن المرأة المحتاجة وابنها فكفيتهما من فضل ما رزقني الله ثم تاجرت في المال من جه ومن جه أخرى اتصدق علي الفقراء بسخاء.
وكأني أعجبتني نفسي وسرني أن قد ضاعفت حسناتي ورجوت أن أكون قد كتبت عند الله في
متابعة القراءة