رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الأول
المحتويات
ومش بيعرف يفهمك
قالت بعناد طفولي مش مهم.. خليه يزعقلي عادي!
ابتسم بحنان ثم هتف مازحا طب خلاص يا قردة ما تعمليشفيها بني أدمة.. أسفين يا صلاح! عارف إني اتعصبت عليكي وزعلتك.. معلش أنا زي ياسين مافيهاش حاجة لو زعقتلك.. مش أنا أخوكي
أجابته بحزم شديد لا يليق بطفولتها
لأ.. مش أخويا..! ولما تزعقلي وانا غلطانة غير لما أكون مش عملت حاجة وتزعقلي كده! عموما أنا مش جاية!
تراجعت سريعا عن عنادها هاتفة أستنى!
وواصلت تعاتبه بجدية أنا زعلانة منك لأني معرفش انا غلطت في إيه.. ممكن تقولي فين غلطتي
مسح علي وجهه بضيق لا يريد التطرق لشيء لن تفهمه ولن يقدر على إيضاحه فتمتم
اعتذاره ومحاولته استرضائها جعلها تبتسم لشعورها بأهميتها لديه فأردفت بمزاح
طب هتجيبلي أيه أما اجي عشان تصالحني.
ضحك من قلبه أيوة كده عطر العسولة أم قلب أبيض زي وشها الجميل! من عنية هنخلص مذاكرة انهاردة. وبكرة أوعدك أخدك انتي وجوري واغديكم في النادي واعزمكم على اللي تختاروه!
أجابها ببساطة وعفوية
أه طبعا زي القمر زي جوري بالظبط.. يعني اما تكبروا شوية مش هنلاحق على عرسانكم!
تجرعت ريقها بخيبة أمل لما لا يراها سوى شقيقة گ جوري..متى سترى عينه حقيقة الأشياء! لما لا يبصرها كما يليق بها..! تؤرقها وتراودها تلك الافكار كثيرا! هل مشاعرها القوية تجاه يزيد هي مجرد مشاعر مراهقة مؤقتة وانجذابها له فقط لأنه أول شاب في محيطها وعندما تنضج قليلا ستنسى وتضحك على تلك المشاعر الساذجة أم هي بالفعل تكن له حب حقيقي دائما ما ترى يزيد مختلفا عن أخيها ياسين و حتى عابد.. لديه شيء يميزه بشدة حنانه الطاغي الذي تعرفه جيدا أخلاقه التي لم تعد لها وجود هو بنظرها فارس بحق.. لا يستحق أن ينعت بالدمامة كما فعلت تلك الحمقاء بلقيس يزيد يحتاج لمسات عاشقة.. تعيد تشكيل قسماته من جديد!
_ لو بلقيس هي اللي جابتلك نفس هديتي كنت هتغضب وتثور كده وتزعل وتفهمها غلط ولا كنت هتفرح بهديتها
صمت وتلاشت ابتسامته وتلون وجهه بالحزن.. ليتها فعلت.. ليتها أظهرت إهتمام بأي شكل يوحي له برغبتها في تغيره فإن فعلت لكان فسر قلبه العاشق لها أن رغبتها ما هي إلا وسيلة في تقريبه منها وتقليل المسافات بينهما..وحبا بشكل ما.. ليتها تقدمت تجاهه خطوة واحدة.. ويقسم أنه كان سيهرول أميالا أمام خطوتها.. لكنها أتخذت من عيوبه حجج وأسباب لتركه.. والتخلي عنه.. عطر محقة بشعورها نعم لو أحضرت له بلقيس نفس الهدية لتقبلها بسعادة ولرفرفت روحه بالسماء!
أتاه صوتها المحبط فقال ليخفف خيبتها
عطر..انا وبلقيس خلاص انتهينا.. ياريت ماتجبيش سيرتها تاني.. وخلاص ماتكبريش الموضوع أنا اعتذرتلك.. ومستنيكي مش هذاكر لجوري غير لما توصلي يعني ذنبها هيكون في رقبتك!
_ ______________________
أنتهى يزيد من مساعدة الفتاتين ببعض المسائل المعقدة.. وكان ينتوي المغادرة فأصرت والدته أن يتناول غداءه أولا كما أصرت أن تبقى عطر أيضا لأخر اليوم.. وحين تريد المغادرة ستذهب بصحبة عابد أو حتى بمفردها فمنزلها لا يبعد كثيرا عن مسكن الخالة!
الخالة كريمة فين جوري ياعطر
_ قالت هتاخد شاور تفوق وتيجي وانا مستنياها..!
الخالة طب معلش ياعطر بشطارتك كده خلي يزيد ياكل طبق الفاكهة ده..أكلته مش عجباني من وقت اللي حصل وجسمه بقى في النازل!
أومأت برأسها حاضر يا خالتو.. مش هسيبه إلا اما يخلصه كله!
قرصت وجنتها بمشاكسة حبيبة خالتو انتي يا عطر!
وواصلت وهي تناولها طبق أخر وده طبقك عارفاكي بټموتي في الفاكهة!
ضحكت عطر ومازحت خالتها أيوة كده ياخالتو أنقذتي طبق ابنك كنت بخطط على ما اوصله أخلص نصه!
ضحكت الخالة من قلبها منا عارفاكي ده انتي تربيتي..! يلا بقى روحي وعايزة الطبقين دول يرجعوا فاضين!
........................
وقفت تتأمله من مسافة قريبة نوعا ما.. الألم مازال محفورا على وجهه وهو يطالع بعض ازهار الحديقة بنظرة شاردة واضعا يديه بجيب بنطاله!
لتلك الدرجة كان يعشقها منذ وقت بسيط تحدثت عنها جوري بسوء أمامه فوبخها بشدة وحذرها أن تذكر أبنة العم بتلك الطريقة مرة أخرى!
وكم أشعل تصرفه غيرتها وإنبهار قلبها المراهق بنفس القدر.. يزيد فارس نبيل وعاشق حقيقي!
ألتفت لها فجأة وهتف بمرح يحاول اصطناعه مع الجميع واقفة كده ليه يا قردة.. تعالي!
اقتربت ووجنتها مشټعلة إحراجا لضبطه لها تطالعه خلسه فهتفت بعبوس طفولي أنا مش قردة..!
ابتسم لها لأ قردة.. بتتنطي في كل حته هوايتك تتسلقي الأشجار وتقطفي الفواكه المسكينة بتاعتنا..!
وفاكهتك المفضلة الموز وپتموتي
متابعة القراءة