رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الأول

موقع أيام نيوز

عابد في مغادرته لحضور محاضرات هامة وفضل تناول إفطاره مع رفاقه فيما بعد..وأثناء مغادرته لمح أخيه يزيد مقبلا عليه فمشطت عيناه هيئة أخيه سريعا ورغب بقول شيئا ما لكن تردد وتراجع ثم قال أنت خارج يا زيدو..! أكيد رايح للغزالة خطيبتك!
نهره يزيد احترم نفسك.. غزالة في عينك! 
واستأنف أنت مش هتفطر معانا
_ للأسف يا كبير هحرمك مني انهاردة.. يومي متروس محاضرات من أوله! وليه مزاج ادبس الواد وائل في فطار جماعي محترم.. عشان اردله مقلب كان عمله فيا.. وواصل بمزاح أنا هخليه يغسل مواعين مطعم الجامعة كلها!
وأشار بيده بسلام في الهواء وغادر!
فلوح له يزيد بالمثل مبتسما وهو يتابع ابتعاده مرددا بخفوت دماغك مفوتة يا عابد الله يكون في عون اصحابك اللي مستحملينك! 
____________________
بكافيتريا الجامعة!
هتفت تيماء بعد أن ارتشفت رشفة قهوة 
ماتيجي نتسوق شوية يا بلقيس.. المحاضرات خلصت بدري وفي عندنا وقت! 
_ بابا عارف معاد خروجي وهيبعتلي السواق..خليها وقت تاني!
تيماء بتهكم هو انتي لسه نونو يابلقيس ده كلها شهور وهنتخرج من الجامعة المفروض تكوني براحتك وتروحي مكان ماتحبي! اصلا إيه لازمة السواق ماتتعلمي انتي تسوقي بنفسك!
زفرت بضيق وبعدين معاكي ياتيماء ما انتي عارفة خوفهم الزيادة عليا ورفضهم اسوق لوحدي.. دي مشكلتي معاهم اصلا بس هعمل أيه يعني مضطرة اتحمل!
هزت رأسها بيأس 
المشكلة إنك اتخطبتي لابن عم حسب كلامك مقفل وغيور .. يعني مش هيخليكي تتنفسي! يعني يامسكينة هتخرجي من سجن أهلك لسجن جوزك..!
إمتى طيب هتعيشي سنك بحريتك
وبعدين بلقيس ملكة جمال الجامعة وأيقونة الفتنة اللي البنات كلها بتغير منها وبتحسدها والشباب هيموتوا ويكلموها تتخطب للكائن المبهدل في نفسه ده!
وكأنها نثرت ملحا على علتها.. هي بكل جمالها وفتنتها عاجزة عن نيل شاب يطابق خيالها وهذا فقط رضاء لأبويها.. وما يزيد ضيقها أن قائمة الممنوعات التي تنتظرها مع يزيد ستكون أكثر بعد زواجهما..ليتها ما أطاعت والديها ورفضت للنهاية.. وقد ظنت أن عشق يزيد لها سيكفيها وربما أحبته هي الأخرى كما قالت والدتها.. لكن مر قرب العام ولم تشعر معه بأي ألفة أو تمازج بل ازدادت نفور وضيق.. دائما ما تنتقد هيئته الغير أنيقة إذا ما قارنته بشباب جامعتها شديدي الأناقة والجاذبيه! 
لما لا يحسن يزيد طريقة تصفيف شعره الغبية تلك! لما لا يقوم بتلك الخدع فيصير انعم ويأخذ مظهرا يرضيها لما لا يتخلى عن عويناته المستفزة ويقوم بعمل ليزك لعيناه ويستغنى عن تلك النطارة الغليظة التي تضيف عمرا لعمره.. أما غيرته عليها فقصة أخرى
_ بلقيس تحبي أوصلك ولا هتستني بردو السواق
فاقت من شرودها على صوت تيماء بعد أن ادركت أنهما وصلا لباب الجامعة دون أن تشعر بذلك فقالت
لا مافيش داعي هستني عمو راغب دقايق ويكون وصل وهرجع معاه! 
.
وبينما هما يثرثران ويقفان بعيدا عن دائرة بصره! 
واقفا هو بملامح شاردة حزينة لعدم إهتمامها بعودته النهائية من تجنيده لم تهاتفة وتهنئه أو تبثه ولو لهفة زائفة ولن يخدع نفسه هو يدرك أنه لم يمتلك قلبها بعد.. ولهذا عزم على الفوز بقلبها بكل الطرق.. سيغير طباعه التي ربما تنفرها منه..سيحوطها بحنانه وتفهمه أكثر لتعلم انه لا ينظر لها كالأخرين ..دمية فاتنة يريد الجميع اقتنائها.. بل يعشق روحها ثقتها بنفسها ذكائها قوتها رقتها كل شيء بها يصيبه بالوله! حتى عندما يتخيلها بعمر أكبر حين يغزوها الشيب تغدو بعينه فتنة للناظرين.. ولهذا يغار عليها پجنون! ولا يجد وسيلة لتقنين غيرته تلك..!
تنهد ولسان حاله يقول عذرا لغيرتي يا ملكة قلبي.. فمتى استقام عاشق دون غيرة! فإن ملكت أمرك يوما..! سجنتك بين الضلوع! أنتي ماستي الغالية وكنزي الثمين!
ها هي لاحت أمامه من بعيد برفقة فتاة أخرى.. فاعتدل بوقفته متمتما حين أقتربت منه بعد أن ودعت الرفيقة ازيك يا بلقيس!
تمتمت الحمد لله يا يزيد غريبة ما قولتش إنك هتعدي عليا! أنا كنت منتظرة عربية بابا بالسواق!
ابتسم وهو يجيبها ببساطة ما أنا اتصلت بيكي عشان اعرفك إني جاي ماردتيش.. فاتصلت بالسواق قالي إنه هيروح ياخدك.. فقولتله يمشي وانا اللي هرجع بيكي البيت!
_ أنا مسمعتش رنتك خالص.. وصمتت برهة شاعرة بالحرج وأردفت عموما حمد لله على السلامة!
ابتسم مرة أخرى وهو يحاكيها بنظرة عاتبة 
لسه فاكره يا بلقيس!
_ عادي قلت اسيبك تشبع من مامتك واخواتك وهبقى اكلمك اما ترتاح!
_ تفتكري مكالمتك كانت هتتعبني ولا أنتي مش من الناس اللي اشتاقتلهم
صمتت ثانيا فأعفاها بقوله أنا عارف إنك زعلانة من اخر مرة اتقابلنا واتخانقنا و اتعصبت عليكي.. بس أنا جيت اصالحك يا ستي واستأذنت عمي
تم نسخ الرابط