رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الرابع

موقع أيام نيوز

إيه ياعابد! لو مش فاضي وهعطلك هروح أنا عادي!
أجابها هادئا إنتي فطرتي الأول 
_ لسه.. أصل مش متعودة افطر أول ما اصحى! بس فطرت مهند الحمد لله!
تمتم مهتما غلط تأخري وجبة الفطار تعالي ندخل نفطر مع الكل.. وبعدين هنتمشى واتكلم معاكي شوية!
تصاعد القلق داخلها فقالت هو للدرجة دي محتاج تستعد للي عايز تقوله.. انت كده زودت قلقي.. لو سمحت فهمني في إيه! بنت عمي ومامتها فيهم حاجة!
تلقى إلحاحها بمزيد من الهدوء زمزم أنا هقولك كل حاجة.. بس تعالي نفطر لأن جعان جدا.. وانا هاخدك لبيت عمي عاصم وفي الطريق هجاوبك!
كټفت ذراعيها شكرا ياعابد منا قولتلك مش باكل دلوقت اتفضل انت روح افطر وانا هستناك!
صمت برهة وأردف بعدها طب خليكي هنا وانا دقايق وجاي!
تركها وراحت تتأمل المكان حولها سائرة ببطء تجول عيناها بمتعة على تلك الورد الجميلة النابتة وسط فروع قصيرة منبثقة من الأرض!..وبعد دقائق سمعت صوت عابد خلفها يقول
_ يلا يازمزم تعالي هنفطر سوا..!
الټفت له مندهشة وهي تراه يضع صينية كبيرة تحوي فطيرة متوسطة الحجم يحوطها أطباق صغيرة من الجبن والقشطة والبيض المسلوق والعسل!
فتمتمت إيه ده كله! وبعدين انا مش جعانة والله اتفضل انت بالهنا والشفا..!
أشار لها أن تجلس بمقعد مجاور تعالي بس دوقي الفطير ده خطېر لو دوقتي لقمة منه مش هتعرفي توقفي أكل أصلا.. يلا بقى وإلا مش هفطر وهيكون ذنبي في رقبتك يابنت عمي!
شعرت بالحرج من إصراره فجلست جواره وتناولت لقيمات قليلة وابدت إعجابها بالفعل بما تذوقت واكتفت رغم محاولته ان تتناول المزيد
_ كده تمام.. اجهزي وانا هستناكي وبعدها نروح لعمي عاصم
هتفت سريعا أنا جاهزة اصلا وحتى مهند كمان عملت حسابي ولبسته طقم حلو!
_ تمام.. وأنا استأدنت عمي إننا رايحين وهو هيحصلنا بعدين!
أومأت برأسها وسارت جواره منتظرة ما سيقوله.. فحاول ترتيب أفكاره ليعرف ما يجب أن يخبرها به وما سيحجبه عنها..! مراعيا ذكائها الذي يجب احترامه وهو يحدثها..!
_أحيانا يا زمزم بنتعرض لمواقف صعبة في حياتنا.. مابتقدرش نتحمل تأثيرها ولا بنقدر نتخطاها.. وهنا بيكون الحل الوحيد هو الهروب!
أوجسها غموض كلماته وتمهيده المريب فهتفت 
مش فاهمة حاجة.. هروب إيه.. وضحلي أكتر!
ملأ رئتيه ببعض الهواء وبدأ استرساله الحذر دون الإسهاب بتفاصيل كثيرة!
وبعد انتهاؤه كان رد فعلها بعد شهقة ذاهلة 
أختطاف ازاي فهمني ياعابد قلبي هيقف!
_ أهدي يازمزم.. هي دلوقت في أمان وسطينا وواصل سرده للتفاصيل وحالة بلقيس المستسلمة بإرادتها لعزلتها.. وبعد أن أنهى استرساله وجدها تبكي بصمت فأشفق عليها مردفا زمزم.. بلاش عياط ارجوكي بلقيس مسيرها تخف دي مسألة وقت.. وكمان لو هتروحي وانتي بالاڼهيار ده يبقي انصحك بلاش نروح انهاردة لحد ماتهدي! هي محتاجة نبثها قوة وتفائل.. مش حزن وشفقة..!
جففت دموعها وقالت ڠصب عني.. اللي حصلها صعب أوي على أي واحدة.. وتلعثمت قليلا طيب.. يعني! هي! 
فطن لمغزى ما تريد قوله فأسرع يجيبها اطمني محدش طالها.. ماتنسيش بلقيس كانت بتلعب جودو
وقدرت تدافع عن نفسها وتحمي شرفها الحمد لله..!
واستأنف وزي ما قولتلك هما غاروا في داهية واتحرقوا وماتوا..! 
تمتمت بتشفي أخدوا جزائهم اللي يستحقوه من ربنا الأندال..! 
_ عندك حق!.. المهم عندك استعداد تزوريها وانتي متماسكة.. ولا نخليها بكرة
هزت رأسها بنفي بكرة إيه! لا طبعا هزورها دلوقت وربنا يقدرني أقدر أواسيها..!
..................
وصلا وتبادلا التحية مع العم عاصم و العمة درة.. ثم تركها عابد ومعه مهند ليعطيها مجالا أكثر حرية بالحديث! 
......... ..
تأملتها زمزم برهة وهي تراها بهذا الصمت والعزلة وراحت تغمغم وكأنها تحاكي ذاتها تعرفي يابلقيس إن في بنا تشابه!..أنا كنت في محڼة كبيرة أوي أنعزلت زيك بالظبط وماكنتش بكلم حد رغم اني كنت شايفة الكل بيحاول يخرجني من عزلتي بس انا كان في حاجة جوايا رافضة ترجع فقدت الأمل في الدنيا لما راح مني حبيبي وزوجي زياد قصاد عيني في موقف بشع وكان قبلها بثواني بنضحك ونتواعد هنعمل إيه بعد سنين لما نكبر ونمشي متعكزين على بعض..كان بيتحداني لما شعري يملاه الشيب هيفضل يشوفني جميلة..اتحديته وقتها وقلت عمرك ما هتشوف شيبه أبدا.. كنت اقصد اني دايما هغير لونه عشان افضل شابة وحلوة في عنيه.. بس ماكنتش اعرف إن جملتي العفوية هتتحقق في لحظتها زي نبوءة اتحرقت
تم نسخ الرابط