رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الرابع

موقع أيام نيوز

وكفاها ترتجف پخوف استشعره وتأثر به! وأسنانها تصطك ببعضهما وشفتيها التي صامت عن الكلمات أشهر طوال تهمس له همسة لم تصل لسواه من الحاضرين! 
.....................
بينما أبويها مآخوذان بما تراءى لهما لفعل بلقيس العجيب انتزع يزيد نفسه سريعا من سطوة الدهشة وجذبها بقسۏة بعد أن تلمس تشبثها المستميت به گ طفلة عنيدة وظافر كما هو متصلب لا يقوى على الحراك.. ولا يستطع إثناء يزيد عن قسوته التي ټلمسها وهو ينزع الفتاة بعيدا بعنوة حاملا جسدها الهزيل گ العصفور الثائر مغادرا المكان بأكمله.. تحت أنظار عاصم الذي تحرر أخيرا من اصفاد دهشته وتمتم ببعض عبارات الأسف مبررا لظافر مرض ابنته النفسي وأنها غير واعية لما تفعل ولا تعرفه من الأساس أما درة فلحقت بيزيد وأقحمت ابنتها داخل السيارة بعد أن قاومت بعناد باكي دخولها وعيناها متعلقة بغائبها العائد.. فأوصد يزيد بابها المجاور بعد أن رفع حواجز الزجاج حتى يحجم صخب صړاخها ثم عاد لظافر معتذرا بشيء من الخشونة حيرت الأخير وكأنه يحمله ذنب شيء لا يعرفه..! واصطحب العم خارج محيطه مبتعدا به فتبعهم ظافر سريعا وراقب ابتعادهم وعيناه مثبتة على تلك التي مازالت في حيز بصره باسطة كفيها على زجاج النافذة المسدل ونظرة عيناها ترسل له طلاسم معقدة بدموع صامتة.. لم تكن نظرة بقدر ما كانت استغاثة أثارت كل خلاياه حين استشعر استجدائها له! وتردد صدى همستها بعقله وهي تختبيء خلف ظهره مٹيرة داخله حمية رجولية اشتعلت بلمستها التي ارجفته مثلها ليومض بذهنه ذاك الحلم الغريب بفتاة غامضة الهيئة تلفظ نفس استغاثتها من مكان ما..!
رفع كفه ومسد به على جانب وجه ليهديء تلك البعثرة التي أصابته..فلمح أسوارة قميصه ممزقة ومنزوع أحدى أزرارها البيضاء! فأعاد عليه عقله لحظة تشبثها بذراعه وابن العم يجذبها عنوة.. فدنى بأنفه واستنشق اسوارته فوجد عبق يشبه عبقه هو.. يخصه دون غيره.. وهو ما اعتاد نثر عطره إلا على صدره! كيف وصل وفاح بتلك الغزارة من معصمه! هل تضع الفتاة عطر لا يناسب طبيعتها گ أنثى والأغرب انه نفس عطره المعتاد!
ظل يراقب رحيلها لأخر بؤرة استطاع نظره الوصول إليها حتى اختفت تماما..لكن لم تختفي حروف اسمها التي ترددت بين جنبات عقله !
_ بلقيس!
__________________________
حمم من ڼار استعرت بقلبه گ بركان يتأجج داخله بعد أن شاهد احتمائها الغريب بذاك الرجل! من أين. تعرفه ولما هو تحديدا من تلمست منه الآمان! فلا يفسر بفعلتها تلك سوى انها اعتبرته جدار آمن توارت خلفه واستجدت حمايته هو وحده لما ليس هو أليس أقرب وكان أولى لها أن تستغيث به دون غيره
_ الحمد لله نامت!
هكذا تمتم عاصم وهو يجلس جواره على إحدى الأرائك بتهالك محررا أذرار قميصه العلوية مستطردا
_ أنا مش قادر افهم حاجة ليه بلقيس اتصرفت كده ماشي فهمت إن تكسير الزجاج حواليها خۏفها بس ليه تجري على الراجل وتحرجنا معاه انا ماكنتش عارف ابررله اللي حصل ازاي بس قولتله ان اعصابها تعبانة شوية ومش واعية لتصرفها..! ظل يزيد على صمته الشارد فناداه عاصم يزيد انت مش معايا ولا إيه
تنحنح بحرج لا معاك يا عمي بس بفكر بكلامك انا كمان محتار!
تنهد الأخير أنا مش عارف لحد امتي هتفضل في حالتها دي.. نفسيتي تعبانة أوي يا يزيد مبقيتش قادر اتحمل اسوفها كده انا خاېف يجرالي حاجة واسيب بنتي كده هشة ضعيفة تايهة في الدنيا.. بدعي ربنا مايخدش أمانته إلا اما يطمني عليها واشوفها بقيت بخير .!
نغزه قلبه لحديث عمه اليأس فمال بكتفيه وأمسك كفه وأردف برفق ضاقت ولما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج!..منحه العم نظرة مفعمة بالحزن وعيناه مترقرقة رغما عنه! فواصل يزيد ربنا يبارك في عمرك ياعمي وتعيش وتشوف بلقيس بخير وسعيد ومتهنية وناجحة في حياتها.. فين صبرك وإيمانك بالله.. مش دايما تقولي إن مافيش حاجة بتحصل لينا غير لغرض وحكمة واننا كل ما صبرنا.. كل ما ربنا جازانا على صبرنا بفرحة تبكينا.. ليه تيأس بسرعة وواصل
وبعدين ليه بتنسى وجودي انا والباقيين بلقيس حواليها الكل أوعى ياعمي تخاف عليها من الزمن والوحدة..انا موجود..وكلنا حمايتها وأمانها بعد ربنا.. وانت مش أب لبلقيس وبس.. انت
تم نسخ الرابط