رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء العاشر
هى وابنها بيعملها..منين ما اشوف زمزم بشوف عابد..!
_طيب معلش اتحملينى في سؤالى..فرضا الولد بيحب بنت عمه..ده يضايقك انا شايفاها بنت كويسة و....
قاطعتها باستنكار بنت انتى مش واخدة بالك ولا ايه يا فدوة!..زمزم أرملة ومعاها ولد..يعنى واحدة دخلت دنيا وجربت حظها مرة..وانا ابنى لسه مادخلش دنيا..!
_طب افرضى عابد صارحك انه عايزها..هتعملى ايه
_طب ناوية على ايه
برقت عيناها ببريق مبهم هامسة
هحط النقط على الحروف!
انتظرت فرصة مناسبة والجميع يجلس بالحديقة..واستأذنت منهم لتحضر شيء من غرفتها..وارسلت له رسالة ان يلحقها في الفيلا بغرفتها فى الطابق العلوى!
طرق غرفتها ودلف بعد سماحها له بالدخول هاتفا
خير ياماما عايزانى في ايه
منحته نظرة غامضة قبل ان تهتف ادخل واقفل الباب وراك!
أطاعها متوجسا من نظرتها..فتسائلت بشكل مباشر ممكن اعرف ايه في دماغك ياعابد
_مش فاهمك ياماما تقصدى ايه
صمتت برهة أخرة قبل ان تلقى ما لديها دون مراوغة أقصد زمزم!
رغم تقلص معدته من تطرقها لهذا الأمر..حافظ على هدوء ملامحه وقال بثبات ظاهرى مالها
_بلاش لف ودوران ياعابد انت فاهمنى..صارحنى باللي في دماغك من بدرى احسن!
_ياماما اصارحك بايه بس..!
حاصرته بنظرة بدت كأنها تريد الغوص داخله مكتشفة مكنون قلبه..وبدون اهدار لحظة اخرى هتفت بحسم
رغم توقعه لمقصدها تلجم من قولها الحاسم الآمر ولبث مآخوذا ينظر لها..الأمور تأخذ منحنى خطېر بالنسبة له.. إن عاندها وأعلن بالفعل صدق حدسها وانه يريد زمزم سيخسر رضاها ويعزز رفضها وعنادها أكثر وربما ساءت الأمور بينها وبين زمزم ووالدتها وهذا ما لا يريده..فضلا عن انه لم يحقق شيئا ملموسا بعلاقته مع ابنة عمه..فمازال خطواته معها متأنية..محاولا التملك من روحها حتى إذا حان الوقت يكون لديه رصيد يكفى لقبولها عرضه..أما الآن هو لا يملك سوى السراب..وإن كان تقدم معها خطوتان..سيتراجع عشرات الخطوات إن تغيرت معاملة والدته معها وشعرت زمزم بشيء..لا..الأفضل أن يلجأ لبعض الخداع لينقذ الموقف..ولكل حاډث حديث فيما بعد..!
_ايه اللي حضرتك بتقوليه ده ياماما اشيل زمزم من دماغى ازاي مش فاهمك
هتفت بحدة لأ فاهم ياعابد واوعى تستغبانى وتكدب عليا لأن مش هسامحك..المرة اللي فاتت لما حذرت ابوك وقولتله بلاش تخطب بلقيس ليزيد ماسمعنيش..والنتيحة اديك شوفتها بنفسك..اللى قلبي حسه هو اللي حصل واخوك قلبه انكسر..والمرة دي مش هستنى قلبك انت كمان ينكسر..زمزم بنت حلال وكويسة وممتازة بس مش ليك انت..هى اتجوزت ومعاها عيل وعاشت حياتها مع راجل قبلك..لكن انت لسه مادخلنش دنيا ومن حقك تاخد واحدة تكون انت اول بختها..!
_ماتسمحليش
تسائلت بلوم يمتزج بنكهة استنكارها..فشعر بالخجل لارتفاع صوته للمرة الأولى على والدته..فاقترب ولثم كفها وقال معتذرا أنا أسف يا ماما مقصدش ازعق..حقك عليا..!
ظلت على نظرتها اللائمة له..فواصل بهدوء
و اطمنى خالص لأن اللى في دماغك ده وهم كبير..زمزم بنت عمى وزيها زي جوري بالظبط ومستحيل تكون اكتر من كده..ولو تقصدى اهتمامى بيها هى وابنها ده لأنى فعلا بحب مهند ياماما..ده طفل يتيم وحسيت انه محتاج حنان الأب عشان كده بهتم بيه حبا فيه بجد.. واهتمامى بزمزم لأنها بنت عمى اللي كانت غايبة سنين..ومساعدتى ليها شهامة ومسؤلية مش اكتر..انتى مش ربتيني على كده
ظلت على صمتها المرتاب..فواصل
وكمان اخويا يزيد وصانى عليها..حتى عمى لمح بكده خصوصا بعد نفسيتها اللى تعبت فترة لما جوزها ماټ..وانا كل اللي بعمله انى بساعدها تمارس حياتها وتخرج من حزنها وتعيش الدنيا صح..لكن مافيش اى حاجة جوايا ناحيتها من اللي فى دماغك يا امى..انا يوم ما هتجوز هختار اللى تناسبنى وترضى عنها..لأن رضاكى اهم حاجة عندى!
تفحصته بريبة وقالت بتقول الحقيقة ولا بتكدب عليا ياعابد
_انا عمري كدبت عليكى ياماما ماتقلقيش..زمزم مش في دماغى!
دوى سقوط لشيء ما خارج غرفة والدته قطع حديثهما..فتبادل عابد مع الاولى نظرات الشك ثم اندفع للخارج شاعرا أن قلبة سينشق نصفين إن وجد ما يخافه!