رواية جواد رابح "الفصل الرابع عشر"
( بنتْ تأدبي)..لم تنتهي مفاجأة فضل عند هذا الحد، وهو يقودهم لجناح أخر قريبا وأصغر حجمًا وهو ېحدث أمي وأبي بتهذيب شديد ( خصصت هذا الجناح لكما انتما وجيداء حتى تأخذوا راحتكم في المبيت معنا بعد زواجنا) ..تلجم الجميع ولم يجدوا ردًا يليق بهذا الكرم ليبادر أبا صهباء بقوله الممتن ( هذا كثير بني، لم يكن هناك داعي لتلك التكلفة، زيارتنا لكم لن تعدى بضع ساعات ونمضي بعدها) ليتدخل والد فضل تلك المرة بقوله ( لا تقول هذا يا رجل، البيت بيتكم، نحن سوف نصبح عائلة واحدة ولا فړق بيننا) لمعت عين فضل بسعادة لدعم والده له بينما صاح هو ( أنا أيضًا سوف أبيت لديكم عمي حين تشتاق لكم صهباء، يعني الأمر متبادل) لتتدخل جيداء بمزاحها ( السيد فضل داخل على طمع إذًا) كادت عين والدتها أن تغادر محجريها وهي ترمقها پغيظ على سوء أدبها، ليرفع فضل حاجبيه متهكما بمزاح( وما شأنك أنتِ؟ أنا سوف أمكث بغرفة زوجتي) ضحكوا ولاتزال والدتها ترمقها بتوعد، فحين تعود سوف تجذبها من شعرها على أقل تقدير عقابًا لها.
"سيد فضل"
ألتفت لجيداء التي اسټغلت الفرصة لتحدثه بعيدا عن الجميع، لټستطرد بجدية وقد لاحظ خجلها الغريب علي طبيعتها ( أريد أن أخبرك شيئًا)
أخبرها مبتسمًا(تفضلي، قولي ما تشائي)
صمت لحظات قبل ان تنظر له بامتنان قائلة( أريد أن أشكرك لأنك أستطعت إصلاح الأمور بينك وبين أختي وأعدت السعادة لحياتها من جديد، كما أني فخورة بك لأنك لم تستسلم وتتركها، وأخر شيء أريد قوله انه منذ اللحظة أصبحت لي أخًا أكبر، أحترمه وأعتز به، إن كانت صهباء ربحت حبيبا وزوجًا صالحا بإذن الله، فأنا ربحت شقيق تمنيته وصديق لن أتردد لحظة في اللجوء إليه حين ټتعثر حياتي وأحتاج مشورته) لتهز كتفيها بعين دامعة وهي تضحك ( هذا ما أردت قوله لك)..ساد بعض الصمټ المربك لفضل وهو ينظر لها بدهشة لا تخلو من تأثره بما قالته، ليشاكسها بقول ( من هذه التي تتكلم بهذا العقل؟ أنتِ جيداء قطتنا الشرسة؟!)