رواية جواد رابح "الفصل الرابع عشر"
ابتسمت ساخړة(مما أخاف؟ فليروني كما يحلو لهم، لا أھتم) اخترقها بنظرة أخرى كأنه يرفع اللثام عن حقيقتها وقال ( إن كنتِ لا تهتمي، لما أثار فضولك قولي وجئتي باحثة عن إجابة؟) صمتت تحتمي بالغيمة السوداء خلف نظارتها تظنه لا يرى ضېاع نظرتها قبل تتمالك أمرها قائلة بڠرور ( فضول لا أكثر) أومأ ساكنًا دون رد لتنهض عازمة الرحيل ( أسفة عطلتك) لتتوقف يدها على مقبض الباب وعادت تستدير نحوه قائلة ( ربما لا أكون كما تظنني، السوء داخلي يطغى، هذه أنا ولن أتغير في يوم)
منحها ابتسامة عجيبة تقسم أنها تشع ضياءً غامضًا وهو يخبرها بما همس به لنفسه منذ قلېل( ربما أكون مخطئا بأمرك..هذا يتوقف عليكِ أنتْ، لأي حال سوف تؤل حياتك القادمة) ابتسمت بذات التهكم ثم عدلت نظارتها للمرة الأخيرة ورحلت دون قول المزيد، ليعتنق الصمټ بعد رحيلها شاردًا بتلك الفتاة، قبل ان ينفض عنه كل هذا دون انشغال زائد عن الحد، ويعود بتركيزه كاملًا لاستئناف تجهيز مادته قبل بدء محاضرته القريبة.
"كيف حال مبدعتنا الصغيرة؟"
اشرق وجه صهباء فجأة برؤية السيدة مليكة وهرولت تعانقها بفرحة صادقة تقول ( كم اشتاقت لكِ سيدتي) ليكون رد الأخرى دافئًا ودودًا مثل ربتتها( أنا أيضًا اشتاقتك صهباء، كيف الحال معك انتِ وفضل؟) تخضب وجهها بخجل وهي تخبرها ( حالنا لا يُقال بكلمات) تٱوهت بحماس ( أوووه، يبدو أن أميرنا نجح بنيل عفو أميرته) همست بصوت نبع من داخلها( بل نال قلبي وليس عفوي فقط، قدم لي حبًا لم يبلغه خيالي يومًا، أشعرني حقًا أني أميرته) صمتت مليكة تتأملها بمحبة قبل ان تقول ( ربما لا أحتاج لقص تفاصيل منكِ أكثر، يكفيني ذاك الألق الذي يشع من عيناكِ، ألق عشق لن تهزمه عواصف الحياة وتقلباتها، صار بينكما رباطًا قويًا لتكملا الطريق معًا) منحتها صهباء ابتسامة رائقة، هي محقة، مشاعرها الجارفة نحوه يكفي التعيير عنها بالنظر لعيناها، ليدرك العالم بأسره انها تحب رجلًا استحق قلبها وربح كل دقة تدوي به وتهمس بأسمه. ( هل حددتما موعد زفافكما؟) أجابتها پتوتر