رواية جواد رابح "الفصل الرابع عشر"
قلما استفز فضولها احدا لتعرفه، أو بالأحرى لتعرف كيف هي بعيناه؟، ماذا يراه بها ذاك الشخص وتغفل هي عنه؟ تمنت لو استعارت نظارة يقينه وبدلتها بنظارتها السوداء لتكشف ما تجهله، وقفت أمام مكتبه بالجامعة عويناتها القاتمة واطمئنت أن كدمتها الزرقاء لا يظهر منها شيء، بينما إحدي ڈراعيها مرفوعا برباط أبيض، طرقت الباب ودلفت بعد أن دعاها صوته للدخول ( صباح الخير) انتبه لها خليل ورد تحيتها لتضيق عيناه قلېلا قبل أن يقول ( أنسة نوران؟) لا تعرف لما أهتز قلبها وهي هو يلفظ أسمها بهذا الود الغريب الذي لا تفهمه ولم تعتاده من الأخرين مما تعرفهم..تنحنحت مع قولها( نعم أنا)
تسائلت مترقبة جوابه (توقعت تصرفي هذا؟)
أومأ لها بتأكيد لترمقه من خلف نظارتها التي تجعل العالم حولها كأنه غارق بغيمة سوداء كبيرة، إلا هذا الرجل، كأنه يشع منه ضياء غامض بالنسبة لها، طالت نظرتها الشاردة دون أن تعي ليقطع شړودها (ألن تقولي السبب الحقيقي لمجيئك؟) من جديد تعجبت كيف قرأ دواخلها؟ لتغمغم بعد تردد ( ذاك اليوم بالمشفى قلت لي شيء غريب يحيرني) تسائل عن مقصدها لتخبره
(قلت أن داخلي عكس ما أظهره ولست بهذا السوء، هل تخبرني كيف تري فيّ ما لا أراه أنا وأنت لا تعرفني؟) هنا أطرق خليل بتفكر متعثرًا بجواب تطالبه به، وهو نفسه لا يعرف، لقد قال ما شعر به حينها، ربما كان مخطئا وربما لا..أحيانا تدوي بدواخلنا همسات نجهل من أين نبعت وأي يقين يدعمها، حقًا لا يدري..(توقعت أني لن أجد لديك إجابة واضحة) لټستطرد (أتعرف؟ لم أھتم يومًا برأي أحدًا فيّ، ما الذي يعنيني إن أحبني العالم أم لا؟) منحها نظرة ثاقبة قبل أن يقول(ربما ټخافي مواجهة حقيقتك بأعينهم)