رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الثالث
المحتويات
هو بالذات كتير طلب ده منك!
همس ببعض الشرود بس المرة دي ماكانش طلب ياعبير.. كان تقريبا أمر! ده غير إن عاصم نفسه قالقني عليه بيكلمني قليل وباختصار وصوته متغير وكل اما اطلب بلقيس يقولي أي سبب لإنشغالها.. في حاجة غريبة في اخواتي مش مريحاني!
ربتت على كفه ماتقلقش يا محمد خير بإذن الله وبعدين انت أصلا كنت ناوي بالفعل على نزولنا كلنا بعد ما ينهي محمود من باقي كورساته! كام شهر وهنكون وسطيهم احنا خلاص اكتفينا من الغربة.. وآن الآوان لولادنا يعيشوا بين عيلتهم الكبيرة بدال ماهما هنا لوحدهم..!
جاء دوره لمواساتها فضمھا إليه ولثم مقدمة رأسها
كل حاجة هتبقى بخير ياعبير أوعدك.. وانا من دلوقت هصفي كل ارتباطاتي بالتدريج وأمور شغلي وهرتب نزولنا لمصر بشكل نهائي وهنرجع بلدنا ونعيش فيها اللي باقي من عمرنا ونعوض غيابنا سنين عن أهالينا..!
وعلى سبيل السعادة.. أخيرا هنقضي مع الولاد رمضان الجاي في مصر مع أهلنا خليهم بقى يعيشوا طقوسه على حق.. مصر أحسن بلد بتحتفل بالشهر الكريم وبالعيد.. وكل مناسبة فيها ليها طعم مختلف!
انتقل إليها بهجة حديثه فهتفت بحماس أخيرا.. أنا بتخيل من دلوقت ازاي هنسهر كلنا سهرات جميلة ودافية.. أنت مع أدهم وعاصم واستاذ ناجي صاحبك القديم.. وولادنا يندمجوا مع ولاد عمهم..وانا ودرة وكريمة ونولعها نميمة مع اننا لسه هنتعرف تقريبا بس أكيد ده مش هياخد وقت..ثم هتفت برجاء يطمئنها أكيد يامحمد وقتها زمزم هتنسي وتكون بخير وهتبدأ حياتها من جديد.. مش كده
_______________________
اللون الأبيض يجسد لنا دائما معنى النقاء والسلام.. إلا تلك الحالة.. حين تغدو الذاكرة بيضاء بلا رصيد من الذكريات طمس بطياتها كل تاريخ.. كل موقف.. وانمحت قائمة الأشخاص ليضحى صاحبها يحبو گ طفل يحيا أيامه الأولى لا يعلم عن ماضيه شيء
سوى ما يخبره به المحيطين حوله! ومجبر هو على منحهم ثقته الكاملة..وإلا غرق بغربة حاضره دون مؤنس يعينه على ما يشعر به من وحدة وضياع!
_ أنت صحيت يا رائد! صباح الخير!
ألتفت لوالدته التي ولجت إليه لتوقظه.. فتمتم بفتور صباح الخير!
_ ماليش نفس!
هكذا أجابها باقتضاب فاقتربت منه حتى صارت أمام ناظريه
مالك يا يا ابني.. ليهه شايل الهم على طول.. أحمد ربنا إنك بخير.. لولا الراجل ابن الحلال اللي انقذك أما كنت مرمي على الأرض وسايح في دمك وعرف هويتك من بطاقتك وقدر يوصلنا..قولي كان حصل أيه فيا يا ابني! ده انت لما كنت غايب ومعرفش طريقك كنت ھموت.. بس انت أهو رجعت!
ابتسم بتهكم رجعت بس انا لسه مارجعتش!
ثم نظر لعيناها ونبرته بدت ضائعة
_ رجعت مش فاكر حاجة ولا فاكرك ولا فاكر اخويا اللي بتقولي عنه.. دماغي ممسوحة ومش عارف نفسي.. إيه حصلي ووصلني لكده! أذيت حد طب هو مين ولا أنا اللي كنت ضحېة لغيري!
قلبها ېتمزق لتخبطه وضياعه! فلذة كبدها لا يعرفها.. لا يعرف أحدا ولا يتذكر شيء..! ولكن سيظل الأمر بالنسبة لها أفضل مئات المرات من إن لم تعثر عليه!
تمتمت وهي وتربت على كتفه
كل حاجة هترجع زي ما كانت يا رائد الدكتور بيقول ده وضع مؤقت وانك هتستعيد ذاكرتك تاني في أي وقت.. أصبر يا ابني وأديك وسطينا.. مع أمك الي بتحبك وتخاف عليك واخوك اللي بقى ينزل عشان خاطرك ويسيب اشغاله وأسرته في البلد اللي هو فيها عشان يطمن عليك.. حاول تتأقلم يا ابني عشان ترتاح.. وصدقني هتفرج قلبي بيقولي كده!
التزم الصمت كعادته ولم يعلق على أخر عبارتها تاركا صخب تساؤلاته التي لا تنتهي بتلابيب عقله. وذهب حيث يجلس شقيقه ليتناول إفطاره ومن بعدها ودوائه الذي لم يعطي أي نتيحة تذكر حتى الآن!
________________________
_ عامل إيه يا رائد نمت كويس
نظر له بنظرة خاوية
متابعة القراءة