رواية "أشرقت بقلبه" بقلم ډفنا عمر الجزء الحادي عشر
المحتويات
شقيقته قبل أن يقبض الله روحه ويفوت الأوان
تعاونت أشرقت ورباب علي ترتيب سفرة الغداء وتناولوا وليمتهم والنفوس أصبحت راضية تكسوها المودة والرحمة لتهتف أشرقت بحماس
_ عندي ليكم خبر حلو يا جلال
لمعت عيناها لبرهة وهي تنظر نحو زوجها بحب قائلة
أنا حامل
أعتقلته نظرتها نحوه قبل أن ينفض عنه تأثيرها متلقيا تهنئة جلال وعناقه الحار مع قوله ألف مبروك يا رضا ربنا يقومها بالسلامة ويقر عيونكم بخلقة تامة وذرية صالحة
ثم همست بأذنيها مازحة شاطرة يا شوشو اربطيه بالعيال من أولها عشان مايعرفش يبص شمال ولا يمين
منحتها اشرقت ابتسامة ساخرة تنصحها أن تكبله بأطفال ماذا لو علمت أن رضا ينوي تطليقها حين تلد الرجل لا يكبل إلا بالحب والاهتمام وليس بسواهم
ابتلعت غصتها سريعا وعادت تنغمس بثرثرتهم المبهجة ومن وقت لأخر تلقي نظرة علي زوجها الذي لم ينظر لها بعد ذلك مهتما فقط بأخيها
قلبها تتراقص دقاته وتدوي بطبول الفرحة بعد أن أخبرها أبيها بزيارة رفيق جارهم زين مع عائلته كي يطلبوا يدها لم تتوقع أن يتخذ أديب خطوة جادة بتلك السرعة ظنت أن الأمر انتهي بعد ان جاءها الجامعة ذاك اليوم وحاول التحدث معها فتركته دون أن تعطيه أي فرصة رغم سعادتها برؤيته حينها لكنها لن تخالف أخلاقها ودينها بقواعده الراسخة لأجله لا تعترف سارة بتلك العلاقات التي تسبق الخطبة والكوارث التي تترتب عليها فيما بعد تحت مسمى التعارف والتفاهم وأكتشاف أنفسهماربما الفتاة نيرة أشرف التي لاقت مصير بشع علي يد زميلها بطعنات غادرة خير مثال علي صحة مسلكها وقوانينها التي سيجت بها نفسها لم تسمح لأي زميل يقترب منها لذا احتدت علي أديب حين أتى
كم تود محادثة أبنة خالتها الأن تشاركها فرحتها ومشاعرها وسريعا ما ضغطت رقمها ليأتيها صوت أشرقت مرحبا
حبيبة قلبي وحشاني
_ أنتي اللي وحشاني اوي وكان نفسي تبقي معايا دلوقت
شعرت بالقلق عليها لتهتف مالك يا سارة في حاجة صوتك غريب
_ أيوة فاكراه ماله
_ جاي يوم الجمعة يتقدملي ومعاه أهله
شهقت أشرقت بفرحة حقيقية وسط البؤس الذي تحياه بتتكلمي جد
ليصدح من شفتيها زغرودة مبهجة جعلت سارة تضحك قائلة بس يا مچنونة هتفضحينا ده لسه هايجي ويا عالم في نصيب بنا ولا لأ
_ مش يمكن مش اعجب أهله
صاحت بحمية فشړهو يلاقي زيك بس هو يعجبنا الأول
قهقهت سارة بلاش تنفوخي فيا الله يكرمك
تمتمت بحنان أنا بتكلم بجد يا سارة أنتي مفيش زيك
_ ربنا يخليكي ليا يا شوشو طمنيني أخبار البيبي ايه
بتلقائية تحسست أشرقت بطنها هاتفة الحمد لله بخير
_ورضا
لتستطرد بصوت باكي أنا اللي ضيعت رضا يا سارة بس ڠصب عني والله اللي شوفته خلاني اتصرف معاه كأني واحدة تانية غيري مكنتش واثقة فيه ولا في اي راجل افتكرته زي غيره افتكرته هيظهر علي حقيقته ويبقي عزت جديد كنت بستفزه كتير عشان اخلي اللي جواه يطلع بس رضا كان بيصبر عليا ويتحملني طول الوقت كان بيوصلي انه مختلف وانه بيحبني وانا قفلت عيوني وعقلي واتغبيت لحد ما ضيعته من ايدي
توقفت حين وصلها بكاء ابنة خالتها عبر الهاتف لتصيح بجزع
أنتي پتبكي يا سارة والله خالتي عندها حق تقول عني حمارة وغبية كلمتيني وانتي فرحانة قمت نكدت عليكي بكلامي حقك عليا وسامحيني
تماسكت قليلا لتجيبها بالعكس يا أشرقت أنا اصلا زعلانة عشانك وبعدين أنا وانتي اخوات ولازم نتشارك الحزن قبل الفرح
لتستطرد تبثها الأمل بس أنا عايزاكي تفهمي حاجة مهمة رضا مستحيل يتخلي عنك مش بمزاجه يسيبك لأنه بيحبك يزعل ويبعد ويخاصم أه لكن يفارق معتقدش
صاحت بأمل ولهفة بجد يا سارة تفتكري بيهددني بس يعني قرصة ودن زي ما خالتي قالت
_ أنا متأكدة من كده وانتي خليكي ذكية وأكسبيه يمكن هو عايز يستفزك عشان تظهري أجمل ما عندك أبرزي كل أسلحتك اللي مفيش زوج بيحب مراته يقدر يقاومها ومهما صدك اوعي تيأسي وافضلي حاولي وأهم حاجة لازم يحسها رضا هي انك فعلا بتحبيه مش هقدر اقولك تعملي ايه بس قلبك هو اللي هيدلك علي الصح
كفكفت أشرقت دموعها وقالت ربنا يخليكي ليا يا سارة كلام أداني أمل كبير
_ ويسعدك يا حبيبتي ان شاء الله أزمة وتعدي
انهدت خاتمة
متابعة القراءة