رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الثامن

موقع أيام نيوز

أصاب الفواحة وأحزنها بهذا الشكل لقد اشتاق مشاكستها وتذمرها الطفولي على أشياء لا تروقها وجدالها الدائم معه والذي صار يستلذ به أكثر من زي قبل .. ويعترف انه بعد حديث أحمد وملاحظته المتكررة عن غيرتها عليه..افتعل برغبة أكثر من موقف لمس بالفعل غيرتها عليه حين يمزح مع زميلته أمونة أو يلاطف أي زميلة أخرى أمامها..يحمر وجهها ويشعر أنها ك القنبلة التي توشك على الانفجار..!
أما الآن فتبدل حالها وأصبحت أكثر رصانة..لا تهتم إن حاډث احدا..تتجنبه بشكل واضح..لن يهدأ باله إلا إن علم سبب فتورها الذي يضايقه يزعجه!
صدح رنين هاتفه قاطعا أفكاره فالتقطه مجيبا_ 
_ أيوة يا ياسين.. هتتأخر قد إيه... يعني عرفتها تستناني طيب تمام أنا هوصلها ماتقلقش.. سلام!
أغلق هاتفه بعد أن وعد ياسين باصطحابه لعطر لمنزل الجد بدلا منه لأنه لن يعود للشركة مرة أخرى.. حسنا يا قردتى الغاضبة ستضطرين لمصاحبتي رغم أنفك!
التقط مفتاح سيارته واتجه لمكتبها فوجده فارغ ومظلم.. هل يعقل أن تكون غادرت مبكرا
بحث عنها في الأرجاء فلم يجدها.. فقرر الأتصال بها لكن عاندت بطارية هاتفه إتمام الأمر وانطفأ جهازه. فزفر بضيق.. وترجل للخارج عله يجدها مازالت هناك..
..................
هاتفها ياسين واعلمها بتأخيره وانها ستعود مع يزيد ولأنها تتجنبه أسرعت بترك مكتبها لتستقل سيارة أجرة وتعود بمفردها وأثناء وقوفها على رصيف الطريق..جائها صوت حسام جانبها مستقلا بسيارته_
ازيك يا باشمهندسة!
الټفت له وهتفت_ الله يسلمك!
_أول مرة الاقيكي واقفة هنا..خير محتاجة حاجة
_لا ابدا بس مستنية تاكس!
_هو مش استاذ ياسين بيوصلك
_ماهو عنده شغل برة ومش راجع على الشركة فقلت اروح لوحدي!
غادر سيارته متجها اليها وهمس بحذر_ طيب ممكن تسمحيلي اوصلك صحيح عربيني صغيرة وبتمشي ببركة ربنا بس بنت حلال وبتوصلني لبيتي!
ابتسمت بمجاملة_ شكرا يا باشمهندس أنا هاخد تاكس!
هتف بإلحاح_ صدقيني هتفوتي تجربة محصلتش.. عربيتي دي من التراث زي ما انتي شايفة!
ضحكت ضحكة قصيرة وقالت_ 
معلش مرة تانية..واتفضل انت ماتعطلش نفسك انا هركب اي تاكس جاي!
_ طب ع الأقل تفضل معاكي لحد ما تركبي مايصحش تقفي لوحدك!
ماقلقش ياباشمهندس بنت خالتي هتركب معايا ومش هتقف لوحدها
التفتت عطر بمباغتة_ يزيد!
رمقها بنظرة مشټعلة..فلم تدري أنه لمحها تضحك مع زميلها أمام أعين المارة ثم أشار لها أن تستقل سيارته..فلم ينتظر ودون إهدار لحظة أخرى اتجه إليهما وعيناه ترسلل شررا..!
تنحنح حسام وقال_ انا لقيت الباشمهندسة واقفة لوحدها وعرضت اوصلها بس.....
فاطعه يزيد_ منا واخد بالي يا باشمهندس..عموما اتفضل انت ماتعطلش نفسك.. ثم ركز بنطق كلماته التالية ابن خالتها أولى بتوصيلها ولا ايه
أومأ له باجاب وداخله محبط..كان يتمنى أن يحظى بفرصة توصيلها والتقرب منها قليلا..لكن دائما يظهر يزيد بينهما من العدم ويرمقه بنظرات غير مريحة..شعور قوي بذاته انه يبغضة بطريقة ما ولا يدري لذلك سببا.!
تركهما مغادرا بسيارته..بينما أشار لها يزيد مغمغما بجمود_
_اتفضلي عشان تركبي معايا واوصلك!
_ شكرا أنا هاخد تاكس!
نظر لها بهدوء لا يطمئن ثم قال_
تاكس ايه اللي هتاخديه هو انا مش مالي عينك مثلا
وواصل بسخرية لاذعة_ ولا سعادتك كنتي عايزة تركبي مع حسام وانا ضيعت الفرصة!
تجسد بملامحه الاستنكار والڠضب لملميجه المهين فالتفتت هاتفة بحدة _
نعم اركب مع مين وفرصة ايه اللي ضاعت كلامك فيه تلميح مش هقبله يا يزيد ومااسمحلكش تكلمني كده..
ازاي اصلا فاكر اني كنت هركب معاه هو عرض بمجاملة وانا رفضت بذوق وماغلطش في حاجة عشان تعاملني بالحدة دي كل شوية..ولا هو القسۏة والعصبية ليا انا ..والرقة والحنان لحبيبتك اللي ماصدقت سمعت صوتها..!
قولها ادهشه وصدمه ولجمه وجعله يتأملها وعقله يطرح تساؤولاته..ماذا معني قولها هل سمعت مكالمته مع بلقيس لهذا كانت تعامله بتحفظ وملامحها بائسة..بدأ عقله يربط الأشياء ببعضها وعدة مواقف لها تتابع في مخيلته لتتضح الصورة بشكل أكثر دقة..عطر تغار عليه..وتتألم!. وهو خير من يعرف ذاك الألم!
لاحظت انه يتأملها بطريقة أربكتها وجعلتها تنعت نفسها بضميرها وراحت تلوم حماقتها..لما تسرعت وتفوهت بما لا يجب أن يقال وكشفت عن ۏجعها له..ماذا سيظن الآن! شعرت انها تريد البكاء بعد ان طفت غيرتها للعلن دون سيطرة..ولكي تخفي أثر ما قالت همست دون أن تنظر إليه_ أنا هرجع المنصورة اخر الأسبوع يا يزيد!
لم تسمع منه ردا.. فأستدارت لتجده يطالعها بنظرة غريبة عليها لم تراها من قبل..لا تدري كيف تصفها..فعادت تهتف بعد أن أشاحت بوجهها ثانيا_ يعني خلاص هترتاح مني!
ظل ساكنا فقط يطالعها..فطلبت منه أن يوصل القيادة اتصل لبيت الجد..فواصل ومازال محتفظا بذات الصمت حتى وقف أنام البناية!
_انتي سمعتي مكالمتي مع بلقيس من كام يوم
غمفم بقوله قبل أن تغادر السيارة فسكنت لحظات وقالت وهي تدير وجهها عنه_ كنت جايالك عشان حاجة في الشغل وسمعتك ڠصب عني!
منحها نظرة غامضة وتمتم_ وليه مادخلتش وعرفتيني انك كنت موجودة
لأنها كانت تتمزق على عتبته وټنهار لصوته الذي بدا كعاشق..لم تراه حينها سوى عاشق يدور في محراب أميرته..هل تخبره بذلك وتهدر كرامتها تمالكت أمرها وقالت_
عادي مشيت وقلت انك مش فاضي وبعدين اكلمك!
_بس
تم نسخ الرابط