رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الثامن
المحتويات
ليس بيده..!..واصلت السيدة لأقناعها_ وماتقلقيش من ناحية ياسر لأنه هيبات في الشقة اللي تحت وابن عمك هينورنا ويكون معاه..يعني هنبقى أنا وانتي براحتنا..!
ثقل لسانها ثانيا لا تعرف ماذا تقول فقال عابد_
للأسف انا مش هقدر استنى..لو زمزم هتفضل براحتها..لكن انا همشي وهاجي تاني اخدها وقت ما تحب ترجع!
ياسر_ انا اتمنى تفضل معانا يا باشمهندس..بس لو مصمم تمشي..ماتحملش هم مرات اخويا وقت ماتحب ترجع المنصورة أنا هوصلها لحد بيتها..!
حسمت أمرها هاتفة_
معلش ياطنط خليها مرة تانية هتكون ماما معايا وأكون أنا عاملة حسابي في احتياجات مهند..أوعدك قريب هاجي وافضل معاكي كام يوم..ده غير حضرتك لازم تزورينا وتقضي معانا فترة..احنا خلاص اتنقلنا بيتنا واستقرينا ومنتظرينك في أي وقت..!
تعرف أنها أحبطت أمنية والدة زوجها الراحل..لكن ماذا تفعل وهي لا تعتاد الأماكن الغريبة بسهولة ولم تكن مستعدة نفسيا للمبيت معها..ولا تنكر ضيقها الخفي أن يغادر عابد ويتركها..شعرت بقبضة غريبة بقلبها..لا تقدر على تفسيرها..لكن كل ما تدركه انها لم تريده أن يغادر دونها..!
................
تسائل وعيناه مصوبة للطريق_
_ليه مارضتيش تقضي مع حماتك يومين زي ما طلبت منك
_لأنك كنت هتمشي وتسيبني!
رمقها بنظرة ثاقبة بمرآة السيارة فتداركت قولها سريعا_ قصدي يعني انت كنت هتمشي وانا مش واخدة على المكان هناك..بصراحة مجرد التخيل حسسني بالغربة.. ماكنتش هنام ولا هاخد راحتي!
صمت برهة وقال_ أنا ماكنتش اقدر اعترض لأن معنديش السلطة اللي تمنعك..بس كنت هكون مضايق لو وافقتي تفضلي هناك..خصوصا بوجود الأخ ياسر..!
_معرفش ماكنتش مرتاح له
_عشان كده اضايقت اما قال انه هيوصلني
هتف بحدة_ طبعا..وأكيد ماكنتش هسيبك تتحركي معاه خطوة واحدة!
صمتت تطالعه برهة متعجبة حدته ثم تغاضت عن الأمر هاتفة ببساطة_ اطمن..اصلا ماكنتش هخلي حد يوصلنى..انا مش صغيرة وأن كنت انت وبابا خلتوني قدام أمر واقع لما جيت ورايا..مش دايما هرضى بكده
استفزها سخريته فقالت بحنق_ امال مزاح مين
لعلمك انا مش هفوت الحركة دي مع بابا ..ليا معاه عتاب كبير لما اروح!
هز رأسه مبتسما باستفزاز فهتفت بضيق_ ماتضحكش ياعابد..والله ما هسكت!
ضحك رغما عنه فجزت على أسنانها بغيظ_
ماشي..هتشوف هنفذ كلامي ولا لأ..!
وشاحت بوجهها العابس تطالع الطريق فرمقها بطرف عينه وابتسم لعبوسها وعاد بصره مصوبا على الطريق وداخله منتشي بقضاء هذا اليوم معها..مؤكد سيرى بنومه أحلام سعيدة تلك الليلة!
__________________
_عطر هتروحي معايا عشان استلم الاكسسوارات قبل ما يخلص البريك ولا ايه
_انتي مش قولتي هتروحي امبارح افتكرتك استلمتيهم!
_كنت هروح فعلا بس طنت دره اتصلت بيا وكانت عايزاني روحتلها وقلت بكرة اروح انا انتي..ها هتيجي
_ماشي بس تغديني هناك على حسابك!
_موافقة ياستي..يلا بينا..!
............
عطر_ تعرفي الاجازة الجاية هتعلم السواقة..واجيب عربية محندقة كده اروح بيها مشاويري!
_وانا كمان هتعلم معاكي..ممكن عابد يعلمنا وانتي!
_ممكن ايه لأ..أدينا وصلنا المطعم!
وأنقدت جوري السائق أجرته وترجلا متجهين لمقصدهما وقبل الولوج داخل المطعم صدح صوت ياسين مناديا_
_يا بنات..!
الټفتا ليجدوه مقتربا فارتبكت جوري وهمست لعطر_ هنقوله جايين ليه
_لا بلاش سيبيني أنا ارد!
_راحة فين انتي وهي المفروض تكونوا في الشركة!
عطر_ ايوة ماهو ده وقت البريك وجوري شكرت في المطعم ده فقلنا نيجي نتغدا هنا ونرجع!
_ طب كنتم عرفوني وكنت جبتكم انا..عموما تعالوا انا اصلا كنت معدي اشوف صاحب المطعم واوصيه على حاجة..ثم مازحهم_ بس انتوا اللي هتدفعوا..!
..........
بينما هم يقتربون من الساحة الخارجية متوجهين للداخل..كان عامر يندفع بطريقهم دون أن يلمحهم متوجها لسيارته ووجهه عابس بعد تلقيه اتصال من والدته وإخباره بوعكة أبيه المفاجأة وضرورة حضوره مع طبيب!
وقبل أن يفتح باب سيارته سمع نداء ياسين فالټفت
ليصطدم بوجه لم يكن يود رؤيته على الإطلاق!
تسمرت قدميه حين رآها..!
أتت بوقت خاطيء بالنسبة له..وبات كشف كذبته على المحك..نقل بصره بينها وبين ياسين الذي يعرفه جيدا.. سيتعرى أمامها بأسوء طريقة ولا مفر من الصدام!
_ ابن حلال كنت داخلك..!
تبادلت عطر وجوري النظرات متعجبان من معرفته ياسين به..فواصل الأخير_ اعرفك باختي عطر وجوري بنت خالتي!
ثم تجمدت نظرات الأخيرة فور سماعها ياسين مستأنفا التعارف_ وده عامر يا بنات صاحب المطعم..وشريك ظافر خطيب بلقيس بنت عمك ياجوري!
اضيقت حدقتي عطر وهي تغمغم بدهشة_ صاحب المطعم
وحادت بنظرها لجوري فوجدتها تطالعه بجمود مطبقة شفتيها فعادت بنظرها للاخير لتجده يرمقها بأسف وكأنه يعتذر..!
_ أنا أسف ياسين مضطر
متابعة القراءة