رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الثامن

موقع أيام نيوز

حضرتك كلفتني بيه! 
ابتعدت خطوتين فتعثرت برباط حذائها الرياضي وكادت أن تقع فقبض على ذراعها بقوة وهمس وهو يجز على أسنانه حنقا_
_هتفضلي طول عمرك غبية في تصرفاتك.. كام مرة قولتلك بلاش تلبسي الهباب ده اللي بيوقعك كل شوية زي الأطفال.. أغلطي مرة والبسي جزمة عادية زي البنات!
دائما يتفوه بأكثر ما يغضبها حين يلوح بطفولتها فيطلق مارد چنونها من عقاله وهي التي تحاول تحجيمه قدر استطاعتها لتبدو أمامه تلك الأنثى الناضجة لكن هيهات أن تحتفظ بقشرة برودها..هدرت به غير واعية لما تقوله_
أنا مش غبية ولا طفلة يا يزيد..أنا ست البنات كلهم ڠصب عن أي حد..ولو سمحت ما تسخرش مني مرة تانية.. أنا البس اللي يعجبني ومايهمنيش رأيك ولا رأي غيرك!
وتحركت من أمامه گ العاصفة ونست أن رباطها مازال محلولا.. فتعثرت مرة أخرى فتلقفتها ثانيا وما أن توازنت بوقفتها حتى برقت حدقتاه بنظرة مشټعلة وهتف بنبرة شديدة الصرامة_ خليكي واقفة ماتتحركيش! 
وجثى على ركبتيه وشرع بعقد رباط حذائها عدة عقد قوية.. ثم انتصب على قدميه ثانيا امام مقلتيها المتسعة ذهولا من فعله..!
ومال عليها وعيناه ترسل شررا مع تحذيرا رادع رافعا سبابته بوجهها مردفا الكلمات بقوة_ أول وأخر مرة ياعطر تتكلمي معايا بالطريقة دي وتعلي صوتك عليا.. مفهوم
تجرعت ريقها خوفا منه وهزت رأسها دون أن تتفوه بحرف..فواصل بنفس النبرة القوية القاسېة_ وماتهزريش مع حسام تاني..مفهوم ده كمان ولا لأ
أومأت مرة أخرى وعيناها تخاف أن ترمش فتغضبه.. متعلق بصرها بمحياه الصارم..فابتعد مشيرا لها أن تغادر.. فهرولت تتنفس الصعداء بعد أن أطلق صراحها..! 
انت ناوي تغير نشاط وهتفتح محل اكسسوارات ياعامر
_لا ياستي..ده تدبيسة كدة وقعت فيها..وقلت مافيش غير اختي سماح حبيبتي اللي هتساعدني هي والارانب بتوعها
_ماتقولش على ولادي أرانب.
_خلاص حقك عليا..انجزي بقي انتي ماخلصتيش ولا عقد..واوعي تلخبطي في الالون..اشتغلي بضمير
_ماشي يا سيدي..بس هاخد واحد منهم!
_لأ دول محجوزين..بس اوعدك الاسبوع الجاي هعملك انا واحد احلي منهم بس ساعديني في دول
ثم الټفت لوالدته مشجعا وهي تلضم حبات الخرز_
حبيبي الرايق اللي شغال ع الساكت ومركز.
والدته بحنق_اسكت بقي انا عيوني اتحولت ومش عارفة اكمل!
_معلش يا ماما كملي بس اللي في ايدك ويبقي كتر خيرك يا أصيلة!
يا حاجة..فين قهوة العصاري انتي نسيتيني ولا ايه
نفضت حبات الخرز من حجرها ونهضت امام عامر المذهول وهي تلبي طلب زوجها_ عيني يا حاج..اعمل ايه في موال ابنك اللي طلع في المقدر جديد معرفش هيعمل ايه بالسلاسل دي كلها..!
عامر باستنكار_ ايه ده يا ماما! انتي رميتي الخرز وقومتي كده مجرد ما ابويا ندهلكهو مافيش شخصية مش في ايدك شغل واتفقت معاكي اتفاق ولازم يتنفذ
نكزه أبيه في مؤخرة رأسه_ احترم نفسك وعيب عليك تشغل امك دي نظرها ضعيف من غير حاجة..كفاية مشغل اختك بعيالها من ساعة ما جم عندنا..!
_كده يا بابا..بدال ما تساعد معانا..هتاخد الحاجة وتقلل عدد العمالة عندي
سماح مقهقهة_ حلوة عدد العمالة دي..طب بقولك ايه الواد ابني شكله جاع..خد البيبرونة دي رضعه على ما اخلص!
_نعم يا اختي! عايزاني ارضع ابنك
_وماله انت مش خاله وشمه بالمرة يمكن عايز يغير البامبرز
مسح عامر على وجهه بنفاذ صبر ثم غمغم_ بقولك ايه يابت انتي..قومي مش عايز منك حاجة انا هعملهم لوحدي وامري لله!
ضحكت ثم صاحت بمزاح_ ماتزعلش ياعموري بهزر معاك..هو انا عبيطة اسيبلك الواد ابني تأكله!..ده انت ممكن ترضعه في مناخيره بدال بقه..بص انا هقوه أرضعه وارجع اكمل ماتحملش هم!
_حبيبة قلبي ياموحه..والله ماطلعت من العيلة دي غير بيكي وعشان كده هاتي البيبرونة انا اللي هأكل حبيب خالو وانيمه كمان..!
يانهارك ابيض! شغلت والدتك واختك وولادها وخليتهم يعملوا الاكسسوارات اللي طلبتها جوري
_طب وبالنسبة للبامبرز اللي غيرته لابن اختيالتفصيلة دي مالفتتش نظرك
_تستاهل عشان تبطل كدب..قولتلك قول الحقيقة بدال ما الأمور تخرج من ايدك!
_ يابني والله كل مرة مالقيش الوقت ولا المكان مناسب اعمل ايه طيب
_ماشي ماهو كده هتفضل البنت تعاملك على انك غلبان..وهتحاول تساعدك باستمرار..والمرة الجاية هتطلب منك عدد اكبر وهي فاكرة انها بتعمل خير!
لانت ملامح عامر بابتسامة حالمة_
_ماهو ده اللي عاجبني فيها يا ظافر ..قلبها الطيب والحنين ورقتها جاذبني بشكل مش قادر اقاومه عمري ما صادفت بنت زيها..وبتلكك عشان اشوفها تاني..
_ امممم..هو الموضوع هيتطور معاك ولا ايه يا صاحبي!
تنهد بحرارة_ هو اتطور خلاص..وبصراحة البنت دي عاجباني!
_يعني تقصد انك
_حبيتها ياظافر..!
غمغم الأخير بغير تصديق_ حبيتها بجد ياعامر
قال بثقة_ أه والله..وناوي اخطبها كمان..!
وواصل بقلق_ بس هي تسامحنى على كدبي الأول!
_ هتسامحك أكيد حتى لو بصعوبة.. بس حاول تختار الطريقة الصح وهتنول سماحها ..المهم فعلا تنهي اللعبة السخيفة دي وتعرفها بنفسك صح ياعامر!
_حاضر والله ناوي على كده وربنا يستر..!
يتجاهل زفراتها الغاضبة ويقود بهدوء مداعبا الصغير من حين لأخر في المرآة فنظرت له بطرف عيناها_ ممكن حضرتك تشوف اقرب استراحة عشان اغير لمهند واشطفه وادهنله كريم جلده حساس مش بيتحمل حاجة!
_ عشر دقايق وهنوصل لاستراحة!
...............
في إحدة الاستراحات!
_خلصي مهند وهروح
تم نسخ الرابط