رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الثامن
المحتويات
يروا مهند سوى مرة واحدة حين زاروها في منزل العم أدهم عند حضورها من السفر ..! ولم ينقطع تواصلها معهم يوما بإرسال الصور والفيديوهات للصغير..!
بخضم شرودها لاحظت سيارة تقترب منها بشكل مريب.. أسرعت بقيادتها فازدادت سرعة السيارة التي تتبعها حتى أنها تجاوزتها وعاقت طريقها وأجبرتها على الوقوف! رجفة خوف تخللت أوصالها من احتمالية أن يكون قاطنها أرعن يحاول مضايقتها لكن سرعان ما تبدلت مشاعرها لدهشة حقيقية وهي تتابع صاحبها مترجلا من سيارته متوجها إليها بقامته الفارعة ونظرته الهادئة!
همست مذهولة وهي تراه مقبلا عليها متمتما_ أكيد.. ومين غيري!
قطبت حاجبيها بضيق وهي تغادر السيارة وعقدت ذراعيها هادرة_ ممكن افهم في ايه بالظبط.. وجيت ورايا ليه وبعدين دي طريقة توقفني بيها أنت رعبتني!
تمتم بتهكم_ أمال اوقف حضرتك ازاي
ثم تمتم ليستفزها_عموما أنا جاي معاكي!
رفعت حاجبيها باستنكار_ نعم جاي معايا ومين هيسمحلك بكدة!
هدرت بحنق_ أنت ايه اللي عملته ده! مين سمحلك ترجع ابني ورى وتركب مكاني وبتؤمرني كمان اركب جمب سيادتك.. انت في حاجة في دماغك ياعابد
أضيقت حدقتاها بشدة_ يعني بابا اتفق معاك على كده!!! وأنا عمالة اقول لنفسي وافق بسهولة ليه على طلبي بعد ما كان مش راضي!
حدجها بنزرة مريبة وغمغم_ يعني مش هتسمعي الكلام وتركبي!
أجابت بعناد_ لأ.. وأنزل من العربية لو سمحت!
هز رأسه ببساطة_ خلاص براحتك..أنا هرجع انا ومهند بعربيتك..ومفتاح عربيتي معايا.. كملي طريقك لوحدك! وابقي قابليني لو عربية واحدة عدت من هنا أصلا.!
سريعا انتشلت نفسها من سيطرة دهشتها وركضت خلفه تهرول ملوحة بذراعها گ الضائعة بصحراء منادية عليه بصياح يمتزج بحنقها.. فأوقف السيارة منتظرا أن تأتيه ركضا فوصلت إليه تلهث متمتمة پغضب شديد_ لعلمك.. مش ..هسامحك على ..تدخلك ده!
رمقته بنظرة ڼارية وجلست جواره..فأنحرف بالسيارة مرة أخرى ليسلك طريقها الأول.. متجاهلا عن عمد زفراتها الغاضبة ونظراتها الساخطة عليه!
هتفت عبير براحة_ بتتكلم بجد! يعني عابد راح وراها وهيرجع معاها!
محمد بثقة_ طبعا.. امال هسيب بنتك المچنونة تروح اسكندرية لوحدها.. أنا طلبت منه بالليل انه يحصلها في الطريق ويروح معاها ويسبلي مفتاح عربيته التاني عشان اروح اخدها مكان ما حصلها..!
_ وانت عارف سابها فين
_ ايوة هو بعتلي رسالة عرفني مكانها وهروح اجيبها واجي..وهعدي على ادهم في طريقي!
ابتسمت بعد أن زال توترها_ ماشي يامحمد والحمد لله انك عملت كده.. مادام عابد ابن عمها معاها هكون مطمنة..هروح انا اشوف محمود لو عايز حاجة!
_ماشي وانا مش هتأخر عليكم..عشان اجي امشي محمود في الجنينة شوية زي ما نصح الدكتور..!
تمتمت بدعاء_ربنا يشفيه قريب يامحمد ويرجع يتحرك براحته..الولد ياحبيبي مخڼوق من القاعدة ومش متعود على كده!
_معلش هانت..وقدر ولطف ياعبير..المهم انه بخير..ومسألة وقت وهيرجع احسن من الأول..ده كلام الدكاترة.. انا ماشي بقى عايزة حاجة
_شكرا يامحمد في رعاية الله!
كانت تظن انها ستبذل مجهودا لمجاراة دعابات زميلها حسام كما نصحتها جوري..لكنها لم تقدر على كبت ضحكها على مزحته فقهقهت دون أن تلاحظ نظرات يزيد الڼارية صوبها..فأرسل بطلبها فور صعوده لمكتبه وهو يتوعدها بذاته لتجاهلها تحذيراته بألا تتباسط مع حسام هكذا واليوم ضړبت بحديثه عرض الحائط وهي تتشارك معه الضحكات حين انضم لطاولتهم أثناء وجبة الغداء!.
طرقتها نبهته من شروده وجعلته يتحفز وهو يدعوها للدخول وما ان فعلت حتى هتف بتهكم_ اهلا بالباشمهندسة العاقلة اللي بتراعي تصرفاتها كويس!
همست ببرود تعمدته_ ايه لازمة التريقة دي يا باشمهندس!
اقترب منها هادرا بعد ان سقط قناع بروده_ لازمتها انك عايزة تتظبطي ياعطر.. تقدري تقوليلي ايه لازمة ضحكك مع حسام بالشكل الفج ده هو أي حد تهزري معاه وتضحكي زي الهبلة
استاءت من اتهامه المبطن أنها فتاة غير مهذبة..فمنحته نظرة ثلجية وهتفت_ شكرا لذوقك يا باشمهندس.. بس انا مش هبلة وحدودي عارفاها كويس وضحكي مبرر وله سبب..ده زميل وعادي لما اضحك على حاجة قالها..ثم أشعلت أكثر بقولها_ وبعدين محدش له عندي حاجة ولا من حقه ينتقدني حتى انت!
وهمت بتركه غير عابئة بسهام عيناه الغاضبة وهي تقول_ وعن إذنك عشان عندي شغل كتير
متابعة القراءة